«لا أثير المشاكل لكنى أيضا لا أخشاها» شعار الأيديولوجية الصينية
موضوعات مقترحة
تأتى الأيديولوجيا السياسية الصينية فى الداخل والخارج من لب الثقافة الكونفشيوسية، التى هى فى الأساس وضعت كدليل للحكام عن كيفية الإدارة وتنظيم العلاقات بين الحاكم والشعب، وبين الدولة وغيرها، لم يتغير هذا النمط الأيديولوجى أبدا بانتقال الصين من العصر الإقطاعى إلى الدولة الديمقراطية فى بدايات القرن العشرين، ولا بعد انتقالها إلى النظام الشيوعى الاشتراكى فى منتصف نفس القرن.
دائما وأبدا ظل لب الثقافة الصينية وجوهرها هو التراث الصينى المتواصل عبر خمسة آلاف عام، لذلك يحب الصينيون أن يطلقوا على تجربتهم فى التنمية والإدارة والحكم اسم النمط أو النموذج الصينى، وعلى طريقهم فى التنمية والحكم الطريق الصينى، قاصدين عن عمد إلى الإشارة إلى أن الصين لا تتبع ولا تعتمد أى نموذج أو أيديولوجيا وجدت من قبل فى أى مكان بالعالم، الصين تدار بالطريقة الصينية فقط، وهى التى تعنى تصيين كل ما يأتى من الخارج، دينا كان أم أفكارا أو منهجا سياسيا واجتماعيا، لدرجة أن الصين حين قالت عن نفسها شيوعية اشتراكية أرادت أن تميز نفسها عن الاشتراكية المتعارف عليها، فأضفت لنفسها أنها الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، التى تعنى أنها يمكن فى بعض جوانبها أن تكون رأسمالية أكثر من أى دولة غربية، وفى البعض الآخر هى اشتراكية أكثر من ماركس ولينين.
هذه المقدمة ضرورية حين نتحدث عن الصين، أو بالأحرى نتحدث عن صراع أحد طرفيه هو الصين، لأننا لو استخدمنا أى معيار غربى أو من أى ما كان مصدره لنقرأ الصين، فلن ننجح فى رؤية الصين الحقيقة إلا من داخلها بالطريقة الصينية التى تدير بها نفسها، والآن ونحن فى تحليل ونقاش عبر هذا المقال للصراع الأمريكى الصينى، ماضيه ومحاضره وتنبؤات مستقبله، حرى بنا أن نتناول الأمر من المنظور الصيني، وذلك لعدة أسباب، أولها أن المنظور الأمريكى واضح ومعلن ومنتشر، لأن الآلة الإعلامية فى العالم ملكية خاصة خاضعة للصين، وأغلب ما يتلقاه مواطنو العالم عن الصين هو فقط ما تريد آلة الإعلام الغربية أن تبثه عنها، وثانى الأسباب أن قليلين فقط - حسب ظنى - هم من يستطيعون رؤية الصراع من داخل المنظور الصينى، أو لنقل وهم واقفون على الضفة الصينية، لذا أحب أن أتناول هذا الطرح وأنا أوضح وأعترف أنه يعتمد فى رؤيته العامة على الجانب الصينى، ومن تحليلى لمنظوره الداخلى للصراع.
من الثابت والمعلوم أن الصراع الصينى الأمريكى لم تسع له الصين، ليس خوفا من أمريكا فى الأساس، لكن عملا بالأيديولوجية الصينية التى يرتكز لبها السياسى على مبدأ «لا أثير المشاكل لكنى أيضا لا أخشاها»، وهى التى وردت على لسان الرئيس الصينى شى جينغ بينغ، أكثر من مرة فى خطاباته، ومبدأ آخر ورد أيضا على لسان الرئيس الصينى ومتحدثى الخارجية الصينية، لا أستعدى الغير لكن لو استعدانى فسوف أعاديه، إذن موقف الصين واضح خلال العشرين سنة الأخيرة، إنها لا تريد إثارة المشاكل مع أمريكا ولا أى دولة فى العالم، ودائما تقدم نفسها على أنها دولة نامية تسعى لتحسين قدرتها الاقتصادية والعمل على تنمية المجتمع المحلى، وتحقيق شعار مجتمع رغد العيش، حتى إن الخطط الخارجية الصينية طوال السنوات الماضية، وحتى قبل ست سنوات تقريبا، لم تكن تتضمن سوى أن يعم الرخاء والسلام للعالم ونحن لا نتدخل فى شئون الدول الأخرى ولا نملك أطماعا سياسية حيال أى دولة.
لكن هل هذا هو الواقع؟ أزعم بلا شك أنه الواقع لكن بشكل مؤقت جدا، فالصين تعى تماما أن الصراع واقع لا محالة، وأن المصالح ستتضارب وستتناحر وسيكون صراع بقاء للأقوى، لأن نفس الثقافة الصينية التى لا تسعى للصراع هى أيضا التى تؤمن تماما أن الشجرة إذا كبرت ستجلب لنفسها عداوة الرياح، وأن الجبل الواحد لا يسع نمرين، لكن الصين كانت تتمنى أن تبدأ صراعاتها - العلنية بالطبع لأن الصراعات غير الظاهرة دائما قائمة- بعد وصولها لخطة المائة الثانية، والمائة الثانية هى إحدى خطتى الصين اللتين وضعتا مع تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح فى العقد السابع من القرن الماضي، وتقضى بأن تكون خطط التنمية لها أجلان، الأول هو بالاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس الحزب الشيوعى، أى فى عامنا الحالى 2021، والخطة الثانية: هل عندما تصل الدولة إلى عمر المائة عام وهو بحلول عام 2049؟ لكن الصراع بدأت إرهاصاته تبدأ قبل الوقت الذى خططت له الصين بكثير.
حتى الآن لا تستخدم وسائل الإعلام الصينية مصطلح الحرب التجارية بين أمريكا والصين، وتحاول أن دائما أن تبرز أنه صراع، أو مشاكل أو تناحر تجارى لم يصل لأن يكون حربا، رغم أن الإجراءات الأمريكية الصارمة والمتشددة تجاه الشركات الصينية، وعلى رأسها شركة هواوى - رأس حربة الصين التكنولوجية - لا تعنى لأى متابع سوى أنها إرهاصات لحرب تجارية طاحنة، لكن الصين كانت دائما وأبدا تنتهج فى سياستها الخارجية مبدأ التواضع وعدم المبالغة والبعد عن اللغة الإعلامية العدائية، لكن هذا تغير الآن وسوف يتغير لنقيضه تدريجيا، وكانت مناظرة وزير الخارجية الصينى السابق مع وفد المفاوضات الأمريكى، خير دليل على هذا التحول فى لغة الخطاب الخارجى للصين، حيث تحول خطابه الحازم والمهاجم بشدة لأمريكا إلى مصدر فخر واعتزاز يتناقله المواطنون الصينيون فيما بينهم ويحفظونه، وقد قال فى كلمته للوفد الأمريكي: كنا نعتقد أنكم تتمتعون بالاحترام والنزاهة، لكننا اكتشفنا عكس ذلك، ومن غير المسوح لكم إطلاقا أن تنتقدوا الصين أو تذكروها بسوء على ألسنتكم.
وفى خضم هذا الصراع القائم الذى أوشك أن يتحول إلى حرب باردة جديدة، أو محاولة عرقلة أمريكية واضحة للصين، هل ستستمر الصين فى انتهاج سياسة التواضع واللغة الدبلوماسية الهادئة ومحاولة السيطرة على المشاكل خلف الكواليس؟ بالطبع لن يكون الأمر كذلك، بعد ظهور كورونا، والعامين القاحلين اللذين أقحلا ربيع العالم، فعالم ما بعد كورونا بالنسبة للصين هو عالم متعدد الأقطاب، لن تسمح فيه أبدا باستمرار أحادية القطب التى استفردت بها أمريكا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، وللصين فى صراعها نقاط قوة تتفوق بها على أمريكا، ونقاط ضعف تخشى أن تهاجم منها.
ففى شهر يوليو الماضى طرحت الصين، عبر وزير خارجيتها على أمريكا خمسة مقترحات لكيفية النظر إلى العلاقات الصينية- الأمريكية من منظور إستراتيجى وهى: أولا، يتعين على الولايات المتحدة فهم التنمية الصينية، ورؤيتها على نحو موضوعى وعقلاني. ثانيا، يتعين على الولايات المتحدة العمل مع الصين لإنشاء مسار جديد للتعايش السلمى والتعاون المربح للجانبين. ثالثا، يتعين على الولايات المتحدة احترام وقبول الطريق والنظام اللذين اختارتهما الصين بإرادتها المستقلة. رابعا، يتعين على الولايات المتحدة ممارسة التعددية على نحو حقيقى. خامسا، يتعين على الولايات المتحدة عدم التدخل فى شئون الصين الداخلية.
وذهب وانغ يى وزير الخارجية الصينى إلى أبعد من ذلك، بقوله واصفا أمريكا بأنها «دولة تمارس الهيمنة، ومآلها الفشل»، وأكد أن مستقبل العلاقات الصينية - الأمريكية سيعتمد على ما إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لقبول التنمية السلمية للصين، وما إذا كانت على استعداد للإقرار بحق الشعب الصينى فى السعى نحو حياة أفضل. وأشار إلى أن الديمقراطية ليست مثل (كوكا- كولا) التى تعد بالمذاق نفسه فى كل مكان فى العالم، مضيفا أنه على الولايات المتحدة احترام المسار والنظام اللذين اختارتهما الصين بإرادتها المستقلة. إذن الخطاب الرسمى الصينى قد تخلى بشكل واضح تماما عن تواضعه، وصارت المطالب تتحول إلى نواهى وأوامر، فهل الصين على استعداد الآن لهذه الخطوة؟
بالطبع لو لم تظهر كورونا وتترنح أمريكا تحت وطأتها بهذا الشكل كان يمكن القول إن الصين تسعى للانتحار، لكن أغلب المحللين السياسيين فى الصين يشيرون إلى أن كورونا هى الإعلان عن انتقال النظام العالمى من الأحادية أو القطبية شاءت أمريكا أو أبت، ولما أن أمريكا ستأبى لا محالة، فالصين قد استعدت جيدا لهذا الانتقال، عبر استعدادات وخطوات محسوبة ومدروسة بدقة يتم العمل عليها منذ تجديد ولاية الرئيس شى قبل ثلاث سنوات، فالصين التى تتخطى أمريكا صناعيا بالفعل، وتتخطاها فى الانتشار التجارى والشراكات، مهدت طريقها بطرح مبادرة عالمية تسعى لتنشئ من خلالها نظاما تجاريا عالميا جديا، وهى مبادرة الحزام والطريق التى دخلت فى عامها الثامن، وتحظى بانتشار وقبول فى أغلب دول العالم الثانى والثالث وبالطبع إضافة إلى الذراع المالية للمبادرة، وهو البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية الذى تسعى الصين ليكون بديلا تدريجيا لصندوق النقد الدولي، حتى على المستوى الإنسانى تغطى الصين كل تحركاتها بدعوة جمعاء للعالم، تغلفها بغلاف مشترك وإنسانى، هو دعوة الرئيس الصينى الدائمة لإنشاء مجتمع المصير المشترك للبشرية، التى تلقى قبولا شعبيا ودوليا لدى المطحونين تحت وطأة النظام الأحادى القطب الذى هيمنت فيه أمريكا وعاشت بين جنبات الكرة الأرضية من أمريكا الجنوبية حتى بغداد، مرورا بأفغانستان وإيران واليمن وسوريا، فالصين التى لا تملك إعلاميا دوليا مؤثرا حتى الآن استطاعت، وهى تلعب دور الضحية الواقعة تحت الظلم الأمريكى، أن تمد المتضررين من النظام والهيمنة الأمريكية بالأمل، فى عالم متعدد الأقطاب تنقسم شمسه بين أمريكا والصين وروسيا أو أمريكا والصين مبدئيا فقط.
حتى فى تحالفاتها الدولية، استعدت الصين جيدا لما تنويه أمريكا المتلحفة بالتحالف البريطانى - الأسترالى - الهندى - اليابانى، فجهزت الصين لنفسها تحالفا لا يقل قوة عتادا ونفوذا من روسيا وباكستان وإيران، وبالطبع إضافة لمعظم دول القارة السوداء وبعض دول الاتحاد الأوروبى الفقيرة، والتى تساعدها الصين منذ فترة، استعدادا ليوم المواجهة الكبير، ليس هذا فحسب، فالتوغل الصينى فى حديقة أمريكا الخلفية بأمريكا اللاتينية صار واضحا وجليا وعلنيا، وتنفق الصين الكثير من المليارات على هذه الدول فى محاولة لتطويق محتمل سيظهر حين يحتد الصراع أكثر.
يقول الباحثون الصينيون إن أقوى نقاط الضعف الصينية هى التقنية والتكنولوجيا، فأمريكا هى الرأس الإلكترونى للعالم ومسيرة صفوفه، وواضعة نهج تقدمه، لكن الصين التى تعى هذا جيدا بدأت فى التحول من زمن الصناعات الأولية والثانوية لزمن الصناعات التى تعتمد على العقول لا الماكينات، واهتمت بالابتكار والعلوم، وأصبحت الدولة الأولى عالميا فى تسجيل براءات الاختراع، ولم يكن ما حدث مع عملاقها التقنى هواوى سوى اعتراف أمريكى باقتراب الصين من المستوى التقنى الأمريكى الذى لا ترغب أمريكا أبدا أن يقترب منه أحد.
ومنذ أن تولى ترامب منصبه، الذى بالمناسبة كانت تتمنى الإدارة الصينية استمراره لأربع سنوات أخرى، تلتقط فيها أنفاسها أكثر وتستعد للمواجهة بشكل أفضل، فمن وجهة النظر الصينية، فالجمهوريون وترامب تحديدا تاجر يسهل التعامل معه وأطماعه التجارية فى الصين مقدور عليها جدا، على عكس الديمقراطيين الذين يضربون فى مناطق أعمق تتعلق دائما بنداءاتهم بالحريات والحقوق وحماية العرقيات، وغيرها من المشاكل التى لم تظهر بشكل ظاهر فى عصر ترامب، لكن عادت للساحة فور صعود بايدن، أقول: إنه بعد تولى ترامب للحكم فى أمريكا كانت النزاعات الصينية الأمريكية حادة بشكل غير مسبوق، حتى إن البعض كان يعتقد أن حربًا باردة جديدة قد بدأت.
لكن من وجهة النظر الصينية، لماذا تحاول الولايات المتحدة قمع الصين بكل شكل من الأشكال؟ على وجه الخصوص، ما الضربة التى تعرضت لها شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية التى تتزعمها شركة هواوى؟ يقول أحد المعلقين السياسيين فى الصين «السبب هو أن شركات التكنولوجيا الفائقة هذه قد لمست المصالح الأساسية للولايات المتحدة فى العالم. فكما نعلم، تتجسد هيمنة الولايات المتحدة بشكل أساسى فى ثلاثة جوانب، هيمنة الدولار، والهيمنة العسكرية، والهيمنة التكنولوجية. وتمثل الولايات المتحدة 5% من سكان العالم، لكنها تستهلك 35% من موارد العالم. وطبعا يجب تحقيق هذا الاستهلاك المفرط للسحب على أساس الهيمنة ثلاثية الأبعاد هذه. كما تستخدم كل الطرق للحفاظ على الهيمنة وتطوير الهيمنة. فعلى سبيل المثال: فوفقًا لبيانات الكتاب السنوى لإحصاءات الطاقة العالمية لعام 2019، كان نصيب الفرد من استهلاك الطاقة فى الولايات المتحدة فى عام 2018، 3.1 ضعف مثيله فى الصين؛ وفقًا لبيانات من معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام فى السويد، فالإنفاق العسكرى للولايات المتحدة فى عام 2018 كان 3.7 أضعاف مثيله فى الصين، وهو ما يمثل 37% من الإجمالى العالمي. يوضح تقرير IIF الصادر عن مؤسسة التمويل الدولية أنه فى عام 2018 كان دين الحكومة الفيدرالية الأمريكية 14.7 ضعفًا للصين. وهذا يوضح الهيمنة الثالثة لأمريكا هيمنة الدولار».
لكن دعونا نلقى نظرة على ما حدث للهيمنة التكنولوجية لأمريكا اليوم؟ فوفقًا لبيانات تصنيف Fortune Global 500 أقوى خمسمائة شركة فى العالم لعام 2019، نجد الصين مدرجة فى القائمة بـ 129 شركة، والولايات المتحدة لديها 120 فقط، وهى المرة الأولى فى التاريخ التى تتفوق فيها على الولايات المتحدة، وتتصدر الصين فى 6 مؤشرات للريادة التقنية متفوقة على الولايات المتحدة، كما أن صادرات منتجات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين هى 4.9 أضعاف مثيلتها فى الولايات المتحدة، ووفقًا للمكتب الوطنى الصينى للإحصاء، تبلغ القيمة المضافة للصناعة الأولية فى الصين 6 أضعاف قيمة الولايات المتحدة، وتبلغ القيمة المضافة للصناعة الثانوية فى الصين 1.4 ضعف مثيلتها فى الولايات المتحدة، ويبلغ تصدير منتجات التكنولوجيا الفائقة من الصين 4.9 ضعف مثيلتها فى الولايات المتحدة. يمكن ملاحظة أن الصين تكسر تدريجياً الهيمنة التكنولوجية الأمريكية، وعلى هذا الأساس تسعى الولايات المتحدة لإيجاد طرق جديدة لقمع الصين. لكن فى مواجهة هذا القمع يتبقى فقط للصين أن تعمل على تقوية نفوذها الإعلامى فى العالم، وهو ما أصبح واضحا أنها قد بدأت خطواته بالفعل، فالصين أصبحت حاضرة فى صناعة السينما الأمريكية نفسها، وأصبحت تملى شروطها على صناع السينما الأمريكيين مستغلة السوق الصينى الضخم، حتى إنها قبل أيام فقط منعت عرض آخر أجزاء فيلم «الرجل العنكبوت» فى الصين، مما حرمه من أكبر سوق له فى العالم.
الصين عملاق قد استيقظ، يقود العالم نحو تعددية آتية لا محالة، وسوف تلقى بتغيراتها على كل منطقة بالعالم، وبالطبع سيكون للشرق الأوسط منها نصيب الأسد، والحضور الصينى البارز فى إفريقيا والشرق الأوسط ينبئ بدور مقبل، يحتاج الكثير من الوقت للحديث عنه.