قلب مصر النابض مصنع الرجال، منبع العباقرة وأعلام الفن والأدب والسياسة، الصعيد أرض الجنوب الخصبة التي أنبتت خيرًا وحضارة وأصالة وصبرًا على الإهمال والأهوال والأحزان، اليوم يشهد عهدًا جديدًا؛ بل ميلادًا يليق به وبأحلام أهل الجنوب، فقطار التغيير أبى أن يترك صعيد مصر وأهله دون أن يحظوا بحياة كريمة.
فقد آن الأوان أن ينفض الجنوب عنه آثار النسيان والإهمال ويتلألأ كالماس بعد صقله بشرًا وحجرًا، فنحن فى عصر فريد وحكم زعيم يحلم أن يرى مصر قطعة من الجنة، ولا يرضى بما تم بل ينتظر الأفضل لشعبه، وبدا ذلك واضحًا فى كلمته أثناء افتتاحه لمجموعة مشروعات تنموية فى الصعيد حيث قال:
(إللى خلص مش بشوفوه.. أنا بشوف اللى ناقص.. ده الواجب إللى عليَّ وعلينا.. مش هفرح إلا لما كل الشغل يخلص مدارس ومستشفيات.. وبعدين دخل المواطن يصل 10 و20 ألف جنيه في الشهر يمكن ساعتها أكون مرضي)، كما تحدث فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن الافتتاحات التي شهدتها محافظات الصعيد بالأمس قائلًا: (النهاردة يوم جميل أوى وبقولكم بصراحة وهقول حاجة ومحتاج نفكر فيها: القيمة الاستثمارية على مدار السنوات قبل تولى المسئولية في حدود 30 مليار جنيه في 30 سنة يعني 900 مليار جنيه وإحنا فى 7 سنوات أنفقنا في متوسط التريليون جنيه، واللى الدولة بتعمله ده محاولة للتعويض ومش أبدًا والله إساءة لحد، محاولة لتعويض ما فاتنا).
محاولة تعويض ما فات مصطلح رائع يطبطب به الرئيس على 30 % من سكان مصر ليترجم أحلامه للجنوب بالأفعال لا الأقوال، فهو يفتتح المشروعات كاملة على أرض الواقع، فلا وعود لا تتحقق ولا حجر أساس، فجهود التحرك لتحقيق التنمية بالصعيد تتم على ثلاثة محاور:
الأول: تطوير البنية التحتية ومد جسور التنمية، والثاني: تنمية وبناء الإنسان، والثالث: التنمية الاقتصادية وتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية، بجانب المبادرة الرئاسية حياة كريمة، وفيما يتعلق بالمحور الأول (تطوير البنية التحتية ومد جسور التنمية)، استهل رئيس الوزراء عرضه بقطاع النقل والمواصلات، فالدولة المصرية أنشأت وطورت 6600 كم من الطرق، منها 2600 كم إنشاء جديد، و4 آلاف كم كرفع كفاءة وتطوير كامل، فالحكومة المصرية طورت شبكة من الطرق، في كل المحافظات التي كان يطلق عليها المحافظات المغلقة في صعيد مصر، والواحات، وبالقرب من البحر الأحمر، بما يسهم في تعزيز النشاط الاقتصادي خارج المناطق الحضرية، ويزيد النفاذ للأسواق والصادرات.
أيضًا تطوير منظومة السكة الحديدية، بإنفاق استثمارات بلغت 32 مليار جنيه في تطوير نُظم الإشارات وتجديدات السكك الحديدية والورش والمزلقانات والوحدات المتحركة، وأيضًا تطوير 46 محطة للسكك الحديدية على امتداد محافظات الصعيد، من بينها محطة الأقصر، ومحطة أسوان، أيضًا تم تنفيذ 14 مدينة جديدة من الجيل الرابع للمدن، كما تم في التوقيت نفسه تنفيذ 188 ألف وحدة سكنية في كل أنحاء الصعيد، من بينها 125 ألف وحدة إسكان اجتماعي، و45 ألف وحدة تخدم تطوير العشوائيات والمناطق غير الآمنة، و7500 وحدة إسكان متوسط، بالإضافة إلى 11 ألف وحدة إسكان نوبي وبدوي وأولى بالرعاية، وكلها مشروعات لم تكن موجودة على الأرض قبل 7 سنوات.
كما تم تنفيذ مجال تطوير العشوائيات في الصعيد، وإنهاء كل المناطق غير الآمنة التي كانت موجودة في محافظات الصعيد، ومنها منطقة عشش محفوظ في المنيا، ومدينة العمال في المنيا، ومنطقة السماكين في سوهاج، وفيما يخص مياه الشرب فقد كانت نسبة التغطية في عام 2014 نحو 85%، ثم وصلت النسبة الآن إلى 98%، أما فيما يخص الصرف الصحي فقد زادت نسبة التغطية من 22% إلى أكثر من 33%، ومن المتوقع مع إنهاء مبادرة (حياة كريمة)، ستقترب من نسبة تغطية 100% بالفعل خلال العامين المقبلين.
كما تم توصيل الغاز إلى أكثر من 1.1 مليون وحدة سكنية، بالإضافة إلى مشروعات بالمليارات لتنمية حقول البترول والتكرير والتصنيع وتوصيل الغاز الطبيعي، فضلا عن مشروعات التحديث والرقمنة، الخاصة بتطوير ورقمنة المحاكم والنيابات، وأقسام الشرطة، وتطوير مكاتب البريد، ومكاتب الشهر العقاري وتطوير المشروعات مثل الكهرباء والإنارة، وإقامة المجازر، وتنفيذ الرصف الداخلي، والنهوض بمنظومة النظافة، وتحسين الطرق المحلية، بحوالي 30 مليار جنيه، والقائمة طويلة للمشروعات والتطوير على كافة المستويات والمجالات، والتى تعكس أن الصعيد أصبح أخيرًا على طريق التنمية ونال ما يستحقه بعد طول الصبر.
فتحيا مصر بزعيمها الإنسان وجيشها وصقورها وشرطتها وشعبها.