راديو الاهرام

شريف عارف يكتب: هويتنا من "اليونسكو" إلى "مجرى العيون"

21-12-2021 | 18:05
الأهرام المسائي نقلاً عن

مشهدان رئيسيان شهدتهما الساحتان العالمية والمحلية، خلال الأيام القليلة الماضية يجسدان مساعي الدولة المصرية الجادة لصون الهوية الوطنية.

المشهد الأول هو نجاح مصر بالتنسيق مع دول السعودية، لبنان، الأردن وتونس في تسجيل الخط العربى على قوائم الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو وذلك بجهود كبيرة من وزارتى الثقافة ووزارة الخارجية وفد مصر لدي منظمة اليونسكو.

هذا النجاح الكبير للملف هو السادس من نوعه الذى تم تسجيله بعد السيرة الهلالية، التحطيب، الأراجوز، الممارسات المرتبطة بالنخلة والنسيج اليدوى بالصعيد، وذلك ضمن اجتماعات اللجنة الحكومية الدولية وبحضور جميع الدول الأعضاء.

تسجيل الخط العربى على قوائم الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو جاء – كما أكدت وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم - بعد تقديم ملف مفصل، شاركت مصر فى إعداده مع 16دولة وهو ما يعد إنجازًا جديدًا في مجال صون الهوية باعتبار الخط من أهم مفردات الحضارة العربية وأحد الوسائل الفاعلة فى التعريف بها مما يساهم فى الحوار بين الثقافات العالمية ويدعم جهود إلقاء الضوء على تاريخها.

المشهد يحمل مزيدًا من التفاصيل المتعلقة بصون الهوية، ومنهج الدولة المصرية في التعامل مع هذا الملف على وجه التحديد.

المشهد جرت أحداثه يوم الجمعة الماضي في منطقة "سور مجرى العيون" وهي إحدى المناطق الأثرية الهامة بالقاهرة التاريخية التي تقع بالقرب من فم الخليج.

بطل هذا المشهد هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي اختار هذا المكان على وجه التحديد ليكون ضمن زيارته الأسبوعية المعتادة يوم الجمعة إلى مواقع المشروعات العملاقة والمحاور المرورية المؤدية.

خلال الزيارة تابع الرئيس بنفسه ما يدور على الأرض خاصة في الورش الجديدة لأصحاب الحرف التراثية خاصة المتعلقة بصناعة الفخار.

وللحقيقة فقد عانى هؤلاء الصناع لسنوات طويلة من عيش غير آمن، وتهديد بالنقل من مكان إلى آخر حتى تم تنفيذ وافتتاح متحف الحضارات الجديد بمنطقة الفسطاط، وهنا كان لزامًا على الدولة المصرية أن يكون هؤلاء الصناع للحرف التراثية جزء من منظومة عمل المتحف والمنطقة التاريخية بأكملها.

خلال زيارة الرئيس للمنطقة وللورش دار حوار إنساني كبير بينه وبين الصناع حول عملية الإنتاج وظروفها واستمع إلى شكواهم لإدراجها في التخطيط المستقبلي للاستفادة من صناعاتهم على أكمل وجه. وربما ذلك ما انعكس على قرار السيد الرئيس بإنشاء مدرسة فنية للحرف الفخارية بمنطقة الفسطاط، بعد اندثار تلك المهنة لعدة عوامل أهمها كبر السن لشيوخ الصناعة وعدم توجه أبنائهم لمزاولة تلك المهنة.

ووجه الرئيس بتوفير المدرسين وأصحاب الخبرات للتدريس للذين سوف يلتحقون بالمدرسة.

نقاط أخرى مهمة تضمنتها الزيارة، عندما طالب الرئيس القائمين على منطقة الفواخرية بالعمل على زيادة عدد الأفران وتخفيض أسعارها وذلك لصالح الصناع، وكذلك مطالبتهم بتخفيض أسعار الغاز للعاملين بتلك المنطقة لزيادة الإنتاج.

واشتكى العاملون للرئيس السيسي مطالبين بضرورة توافر المادة الخام لحرفتهم التى تعتبر لقمة عيشهم.

كان قد استمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لشرح تفصيلي من أحد المسئولين عن مشروعات تطوير القاهرة الكبرى والتاريخية.

الهدف - في اعتقادي - من جولة السيد الرئيس بالمنطقة هو التأكيد على أن دولة 30 يونيو وجمهوريتها الجديدة تضع مبدأ "صون الهوية" ضمن مبادئها الرئيسية وفي أولويات جداول تنفيذ أعمال مشروعاتها العملاقة. فمشروع تطوير القاهرة التاريخية، يهدف في المقام الأول إلى إعادتها إلي رونقها الحضاري لما تحتويه من إرث تاريخي عريق، وتحويلها إلي مقصد سياحي متطور يتسم بطابع حضاري معماري حديث ومتكامل الخدمات.

تحركات الدولة المصرية في ملف صون الهوية، تحركات كبيرة ومدروسة على كافة المحاور بالداخل والخارج، وغالبا ما يقودها رئيس الدولة بنفسه.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
شريف عارف يكتب: روح لا تنام.. وبطولات لا تموت

بعد ساعات قليلة، من عبور قواتنا المسلحة للمانع المائي لقناة السويس في حرب أكتوبر المجيدة، كتب الأديب الكبير توفيق الحكيم في صحيفة الأهرام يقول: عبرنا

شريف عارف يكتب: مائة عام من "العبث"

قد يكون مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة، قد ساهم في عملية توثيق جرائم جماعة الإخوان خلال الألفية الثالثة، لكنه لم يغير شيئاً - في وجهة نظري- تجاه الحكم الذي أصدره الشعب المصري في 30 يونيو 2013

الأكثر قراءة