Close ad

سيد محمود سلام يكتب: "أبطال" رسالة مهمة عن ذوي القدرات الخاصة!

18-12-2021 | 01:34

"أبطال" فيلم سعودي مقتبس عن قصة لفيلم إسباني حقق نجاحًا كبيرًا بنفس العنوان للمخرج خافيير فيسر، يعد من أكثر التجارب الفنية المشجعة على دعم ومساندة ذوي الهمم، توافرت به كل مقومات النجاح التجاري، من سيناريو بسيط غير معقد شارك في كتابته مرح طيبة، وائل سعيد، ثم مانويل كالفو وهو مخرج العمل أيضًا إسباني الجنسية قدم أعمالًا كثيرة للسينما الإسبانية، وأداء كوميدي هادئ للممثل ياسر السقّاف، مذيع برنامج المواهب الشهير "ذا فويس"، ومعه فاطمة البنوي ممثلة صاعدة حققت نجاحات عدة خلال الفترة الماضية كممثلة ومخرجة أيضًا.

معظم أبطال الفيلم من شخصيات حقيقية "ذوي الهمم" تم تدريبهم للمهمة الصعبة، تدور أحداثه حول خالد شخصية انفعالية، يعمل مساعد مدرب في أحد أفضل فرق كرة القدم السعودية، بعد مباراة محبطة للغاية تظهر ردة فعل تورطه في محاكمة تأديبية، وسرعان ما يحرم من وظيفته المرموقة، ويحكم عليه بعقوبة تجاه غروره وكبريائه، إذ عليه تدريب لاعبي فريق من ذوي الإعاقات الذهنية كخدمة اجتماعية، يقابل فريقه الجديد سوء تصرفاته بحسن مزاحهم وطيبتهم وبراءتهم، وحينها فقط يدرك خالد إلى أي مدى عليه أن يتعلم منهم.

رسالة الفيلم كيف تعيد قراءة تصرفاتك من جديد، أن تتعلم ممن تراهم في نظرك أنت أقل منك ذكاء، أن تعيد اكتشاف شخصيتك من خلال تصرفات الآخرين معك، تحققت الرسالة ببساطة عندما بدأ خالد تدريب عدد من ذوي الهمم وتأهيلهم للمشاركة في مباريات كرة قدم وهم لا يعلمون شيئًا عن اللعبة، ولا الخطط التي يمكن بها مواجهة فريق آخر، وبعد عدة محاولات كاد أن يفشل فيها واجه مصيره بأنه لا مفر من تنفيذ المهمة.

قد تكون الحكاية بسيطة، والإخراج متواضعًا، لكن الفكرة مغرية، وعلى مستويات عدة منها الأداء يجد المشاهد نفسه متعاطفًا مع كل مشهد، مع كل شخصية، بعيدًا عن الفنيات والسرد الذي يمكن أن يقودنا إلى الاعتقاد بأنه ليس فيلمًا سينمائيًا؛ بل حلقة من مسلسل تليفزيوني طويل، ففي حياة البطل أيضًا مأساة برغم عصبيته وانفعاله الدائم مع كل موقف يمر به، ماتت أسرته الأب والأم في حادث سيارة وتولت الجدة رعايته هو وشقيقتيه الصغرى، وأظهر لنا المخرج جانبًا مهمًا من شخصيته في علاقته بالجدة والتي تميزت بالروح المرحة وامتصاص حالة الغضب المستمرة في شخصيته.

تم تصوير أحداث الفيلم ما بين جدة، ودبي، ومدته تسعون دقيقة فقط، لكنه وبرغم بساطته يحمل رسالة جميلة تؤكد كم أننا نبحث في أعمالنا السينمائية عن شباك تذاكر، عن سينما بمواصفات خاصة مع أن السينما المصرية قدمت نماذج كثيرة لكنها تناولتها بشكل كوميدي ساخر، السينما العربية الجديدة تبحث في موضوعات مختلفة، حتى وإن كانت مقتبسة من أعمال أجنبية، المهم أنها تعبر بشكل جيد، ولا يهم المشاهد من أين أتى صناع العمل بالفكرة، المهم أن لحمًا ودمًا عربيًا يتحرك وموضوعات من نسيج وواقع المجتمع بعادات وتقاليد عربية.

حقق الفيلم الهدف عندما قدم لنا شخصيات هم في نظر البعض من ذوي القدرات الخاصة، لا يقلون ذكاء ولا أداءً ولا إنسانية عن الشخصيات العادية؛ بل يتفوقون في اكتساب المهارات بسرعة فائقة.

"أبطال" فيلم بسيط، عرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، تفاعل معه الجمهور، وتعاطف المشاهد مع كل الشخصيات، وهو الهدف أن تصبح السينما وسيلة للتعلم وتغيير الأفكار، وفي النهاية ترفيه ورسالة لنكتشف بها حقيقة أفكارنا ونظرتنا تجاه الآخرين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة