«الشباب» تفتح الملف الشائك.. من يصنع خلطة الشابو في مصر؟

16-12-2021 | 14:51
;الشباب; تفتح الملف الشائك من يصنع خلطة الشابو في مصر؟صورة أرشيفية
حبيبة الخولي
الشباب نقلاً عن

في البداية.. على الرغم من تعدد أنواع المواد المخدرة ذات الأصول النباتية، إلا أن إقبال بعض الشباب والمراهقين على المخدرات المصنعة أصبح في ازدياد شديد، وخاصة الأستروكس، لكن المخدر الشائع الآن هو الشابو، والذي ينتشر في عدد من محافظات صعيد مصر والدلتا، بأسماء متعددة منها "الكريستال"، و"الآيس" و"الميث" و"مخدر الشوارع"، و"مخدر أبناء الأكابر"، إلا أن هذا المخدر تفوق خطورته جميع أصناف المواد المخدرة مجتمعة، بما في ذلك الهيروين والمادة الكيميائية الأساسية في تركيب هذا المخدر هي "الميثامفيتامين"، كما يتم تصنيعه من مادة الإفيدرين والسودو إفيدرين المستخدمة في تصنيع أدوية البرد، والتي عادة ما يتم إنتاجها في الصين والهند.

وتشير المعلومات والتقارير الأخيرة إلى أن أشهر الدول المصنعة للآيس هي المكسيك، حيث تمتلك العصابات المكسيكية "مختبرات عالية التقنية" لإنتاج الشابو، كما توجد مختبرات شبيهة في نيجيريا وأفغانستان..ومؤخرا تم القبض على ١٩ خبيرا في تصنيع الآيس (يطلق عليهم الطباخين) في كل من هولندا وبلجيكا. 

معامل بير السلم

ويكشف د. إبراهيم مجدي، استشاري الصحة النفسية وعلاج الإدمان، عن بعض الحقائق حول تصنيع وخطورة إدمان الشابو، حيث يقول إن الشابو مادة منشطة تجعل الشخص لديه طاقة زائدة وقدرات تجعله مستيقظا لمدة أكثر من يومين كاملين، وقد تؤدي إلي نزيف بالمخ نتيجة ارتفاع الضغط وتسبب الموت وحوادث سيارات وعنفا شديدا، وهذه المادة لا تحتاج لمتخصصين لتركيبها، حيث يتم تصنيعها بأساليب عشوائية جدا، وقد ظهرت عام 2008 و2009 في أوروبا وأمريكا ثم وصلت إلي مصر ويتم تصنيعها بمصر تحت بير السلم، وتباع بسعر أرخص من المخدرات ـ ويتم تداولها عن طريق أنها "أملاح بحر"، ومن الصعب السيطرة عليها وهي ترتبط بحوادث كثيرة نتيجة تعاطي هذا المخدر سواء عن طريق الأقراص أو الاستنشاق.

ويضيف مجدي أن العلاج من هذا النوع من المخدرات يتم بإعطاء أدوية تقلل الاندافعية وتقلل ضربات القلب وأدوية أخرى لقرح المعدة لأنها تسبب قرحا للمعدة، كما نطلب من المدمن عمل تحاليل للكبد والكلي لأنها تؤثر عليهما، وتستغرق فترة العلاج من الآثار الجانبية لهذه المادة فترات طويلة ومن الممكن أن تستمر مدي الحياة أو على الأقل سنتين أو ثلاث سنوات مع طبيب متخصص، ويلزم حضور المدمن لجلسات علاج جماعي ويتخلص المدمن من معارفه أو أصدقائه الذي كانوا سببا في تعاطيه هذا المادة ومن أرقام التليفونات ويتم نقله إلي حياة جديدة، فإدمان المخدرات التخليقية هو مرض مزمن، ومن الممكن أن يتعرض المدمن للانتكاسة مرة أخرى فلابد من المتابعة مع طبيب متخصص لأن هناك مصحات تحت بير السلم أيضا وليس لديهم ترخيص أو أماكن مجهزة أو برامج علاجية مجهزة فلابد من الذهاب إلي أماكن مرخصة، وهناك علامات تدل على تعاطي الشخص لهذا المخدر من خلال تغير سلوكه والإهمال الدراسي والعنف وتدهور في عمله وطلبه للمال بكثرة وإهماله لنفسه والتشنجات والحوادث، فكل هذه مؤشرات لتناول المخدر، وحول سر اتجاه الشباب للشابو فهناك شباب لديهم حب استطلاع أو المغامرة بتجربة شيء جديد خاصة وأن هذه المخدرات تُعطي قوة زائدة، لكنها في نفس الوقت تتسبب في القلق والتوتر الزائد فالشخص يحاول الهروب من كل ذلك عن طريق تعاطي الشابو وفي النهاية يتطور الأمر ويصل لحد ارتكاب الجرائم.

ويشير مجدي إلى أن علاج إدمان "الشابو" يتطلب مجهوداً مكثفاً، يفوق جهود دعم مدمني المواد المخدرة الأخرى، وعملية العلاج لابد أن تجري داخل مصحة، لاستحالة العلاج في المنزل، نظراً لحالة الهياج العصبي الشديدة التي تصيب المرضى بسبب الأعراض الانسحابية، والتي قد تتسبب في انتحار المتعاطي، والمرحلة الأولى في العلاج تسمى مرحلة سحب السموم من الجسم، وهي الأصعب، والتي يصاحبها أعراض انسحابية حادة متمثلة في الاكتئاب والهياج العصبي، وزيادة نبضات القلب، وارتعاش الأطراف، وفقدان النطق، ومن ثم تأتي بعد ذلك مرحلة العلاج النفسي والتغيير السلوكي التي تهدف إلى البحث عن الأسباب النفسية التي دفعت المريض إلى الإدمان وعلاجها عبر برامج علاج نفسي فردي وجماعي، لإحداث تغيير شامل في السلوكيات العامة، وتأتي بعد ذلك مرحلة التأهيل الاجتماعي وتجنب الانتكاسة التي تهدف إلى عودة المتعافي للحياة الطبيعية من دون انتكاسات.

سر الخلطة

ومن جانبه يقول د. محمد عماد، صيدلي، إن الشابو مادة ناعمة، وهو عبارة عن بودرة كيميائية، والميزة أنها رخيصة وتصنع تحت السلم وتصنع بأي مكان ومن السهل إنتاج كميات كبيرة بأسعار رخيصة جدا بعكس الأفيون، وليس صحيحا أن بعض الصيادلة أو الكيميائيين يقومون بإعدادها حيث إنها لا تتطلب أي معرفة أو تخصص لأنه يتم تركيبها من مواد معروفة وبنسب وكميات معلومة أيضا، وقد بدأ الشباب يلجأون إليها لأنها رخيصة ومن أخطار هذه المادة أنه يتم إدمانها من أول مرة حتي لو تعاطي المدمن كمية بسيطة لأن هذه المادة  تلعب علي خلايا المخ، والدم يقوم بامتصاصها بشكل كامل، ومن أعراضها أنها تجعل المدمن قويا بشكل غير طبيعي، ويستطيع تكسير الجدران بشكل غير طبيعي أيضا، وتكون لديه رغبة غير طبيعية وعنيفة، مما يتسبب في انتشار حالات الاغتصاب، وزيادة العدوانية الذاتية مثل: تكسير أسنانه وتكسير إصابع يديه. وهذا المخدر سهل التحضير، ولذلك لايحتاج إلى معامل متكاملة ومتخصصة لإنتاجه.

عقوبة التعاطي والاتجار

وتتعامل أروقة المحاكم مع قضايا الشابو بكثرة في الفترات الأخيرة، وهو ما يكشف عنه بعض المحامين المتخصصين في قضايا التعاطي، حيث يقول سيد فارس، المحامي بالجنائيات، إن الشابو غير الأستروكس، لأن الشابو أكثر من مادة يتم خلطهما ببعض، وقد تعاملت مع عدة قضايا في هذا الشأن، وكان مع المتهمين أملاح وبعض المواد الموجودة بالمصانع وليس شرطاً أن يكون صانعها كيميائيا، حيث إن أغلب المتهمين بإعدادها أو ترويجها أشخاص عاديون، فمن الممكن أن يقوم بتصنيعها أي شخص، أما العقوبات فعقوبة جلب المخدرات للتاجر تصل إلي المؤبد أو الإعدام حسب الحيازة والكم وطبيعة الإجراءات القانونية، ومخدر الشابو مثل الكريستال.

 والشابو بدأ ينتشر بكثرة في الشهور الأخيرة، وذلك على الرغم من أن سعره مرتفع فالجرام يصل إلي 1800 جنيه، أما الشخص المتعاطي فعقوبته تبدأ من 6 شهور إلي ثلاث  سنوات.

أما سيد الزغبي، المحامي بالجنائيات، فيقول إن الشابو دخل مصر عن طريق امرأة مزدوجة الجنسية "مصرية – هولندية"، وبدأت تصنع الشابو وكان معها اثنان أحدهما مهندس مدني والثاني صيدلي وبدأت تصنيعه بشقة بالمعادي ثم انتشر الشابو عن طريق الشباب وبدأوا في تجنيد شباب ليس لديهم عمل ثم بدأ انتشاره.. والصنف يختلف عن طريق التركيبة فهناك صنف تأثيره قوي علي الشباب وصنف تأثيره ضعيف، ومن الممكن استخدام مواد من عند العطار مثل الأملاح وبعض المواد الحافظة التي تدخل في التركيبة وتأثيره يصل بسرعة إلى خلايا المخ، وهناك شحنات مهربة تأتي من الخارج حيث إن آخر شحنة تم ضبطها كانت بحوزة شخص أجنبي من إحدى الدول الأوروبية مع أشخاص مصريين، وتم اكتشاف 180 كيلو عن طريق الرقابة الإدارية بالميناء، أما عن العقوبات فإن العقوبة أصبحت مثل عقوبة الاتجار في مخدر الهيروين ولكن تختلف عقوبة المتعاطي عن عقوبة التاجر، فالمتعاطي يتعامل كمدمن ممكن يسجن سنة أو سنتين أو ثلاثا علي حسب القاضي.

كلمات البحث
الأكثر قراءة