راديو الاهرام

أيمن شعيب يكتب: الجمهورية الجديدة .. الحلم أصبح حقيقة

15-12-2021 | 16:17
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

هل تذكرون كيف كانت مصر قبل 2011..؟

وكيف كانت مصر من 2011 إلى 2013 ..؟

للأسف كثيرون منا ينسون.. كيف كانت مصر اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا قبل 2011 وكيف كانت من 2011 إلى 2013..

كانت مصر قبل 2011 قد فقدت الكثير من مكانتها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما فقدت الكثير جدًا من مكانتها على مستوى القارة الإفريقية لتداعيات محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى أديس أبابا، كما استحوذ على مفاتيح السطة سياسيًا واقتصاديًا مجموعة منتقاة تخدم مشروعًا واحدًا فقط، وهذا المشروع لم يكن لتطوير الوطن بقدر ما كان للاستفادة قدر المستطاع من خيرات الوطن، ولهذا كانت بالفعل معدلات النمو مرتفعة، ولكنها لا تصل إلى المواطن البسيط، فكانت معدلات الفقر مرتفعة ومثلها معدلات البطالة، وكانت الحياة السياسية تم تلخيصها فى عبارة قاتلة صدرت من السيد الرئيس - الذى كان على قمة الحكم ظاهريًا – صدرت منه فى الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب، بعد أن تم إقصاء كل المعارضين لصالح مجموعة لجنة السياسات، فقال للمعارضة (خليهم يتسلوا)، وفى ظل هذه الغيبوبة كان التمهيد لـ يناير 2011 يجرى على قدم وساق، وما حدث فى تونس ومن هروب الرئيس التونسى زين العابدين إلى السعودية، الأمر الذى ساعد على زيادة التجهيز واستعجاله فى مصر، وكان ما كان فى يناير 2011.

وما تلاها من فوضى مدمرة، ميادين وشوارع مضطربة، مظاهرات فئوية، مطالبات لا تنتهى، فقد كان الهدف أن تقع مصر فى الفوضى المدمرة، ولولا حكمة المجلس العسكرى بقيادة المغفور له المشير محمد حسين طنطاوى، والذى أدار هذه الفترة البالغة الدقة، واستوعب وتحمل ما لا يستطيع الكثيرون تحمله للعبور بالبلاد من هذا النفق المظلم.

وتسلم الإخوان الحكم وأفاق الشعب على هذا الفصيل الذى طالما تغنى بشعارات مثل العدالة والمساواة، ومن المظلومية، ليعرف الشعب أن هذا الفصيل بعيد كل البعد عن الشعارات التى طالما تغنى بها، وكان للأهل والعشيرة كل المناصب والمكاسب.. بغض النظر عن الكفاءة أو عن المؤهلات المطلوبة لتولى هذه المناصب، ووقعت البلاد مرة أخرى فى فشل إدارى لا مثيل له، وأفقنا جميعًا على تميز بين أفراد الشعب.. فهذا عضو تنظيم وهذا محب وذاك متعاطف والباقى من الأعداء، وهذا سلفى وذاك شيعى وهذا قبطى.. إلخ، تقسميات لم يكن الشعب المصرى يعرف عنها شيئًا قبل 2011، ولم تكن فى أى من حساباته فى أى وقت من الأوقات.. وشاهدنا تلال القمامة فى الشوارع والميادين، وطوابير البنزين على محطات الوقود، ومعارك من أجل الحصول على أنبوبة غاز ورئيس وزراء ينصح المواطنين بارتداء الملابس القطنية لمواجهة مسلسل الانقطاع الكهربائى الذى أصبح له جدول ينظم مواعيد انقطاع الكهرباء، ويخرج رئيس الجمهورية الإخوانى محمد مرسى فى خطابات هزلية منها منحدر الصعود  والأصابع الخفية..

هذا بسرعة كان وضع مصر قبل 2011 وحتى 2013، وقت استفاقة الشعب وخروجه فى 30 يونيو ليستعيد دولته، ويفوض القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبدالفتاح السيسى فى وقتها لمواجهة الإرهاب المحتمل، والذى تم تهديد الشعب المصرى به خلال يونيه 2013..

ولهذا عندما نقول أن الجمهورية الجديدة حلم أصبح واقعًا، فإنما نقول الحقيقة بلا مبالغة ولا تهويل، فهذه كانت مصر..

فبعد أن تولى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى 2014، وقال فى إحدى الندوات التثقيفية للقوات المسلحة: (مصر أم الدنيا وهتبقى إن شاء الله قد الدنيا) واندهش الكثيرون من هذه العبارة، خاصة ونحن نرى حقيقة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى تشهدها مصر، ونحن نخوض حربًا شرسة ضد الإرهاب الذى يستهدف الشعب المصرى، فى المساجد (مسجد الروضة)، وفى الكنائس، ومديريات الأمن، وأمام الجامعات ومحطات البنزين، حتى تم حصاره فى سيناء وتم القضاء عليه..

وانطلق تأسيس الجمهورية الجديدة من إعادة الثقة والشرعية لمختلف مؤسسات الدولة، ثم إطلاق المشروع القومى الأول الذى التف حوله الشعب المصرى، وقدم التمويل الكامل له فى أسبوع واحد، وهو مشروع حفر قناة جديدة بقناة السويس، هذا المشروع الذى تم فى عام واحد، وكان بمثابة دفعة الانطلاق نحو العديد من المشروعات القومية الكبرى فى كل المجالات.

فتم وضع حجر الأساس للعاصمة الإدارية الجديدة، والتى أوشكت على الانتهاء هذا العام، وتم التخطيط لها وفق أحدث نظم التخطيط العالمية، وها نحن نشاهد اليوم العديد من الفعاليات التى تتم فى العاصمة الإدارية الجديدة وقبل الافتتاح الرسمى لها، وتم إطلاق المشروع القومى لتطوير شبكة الطرق والكبارى؛ لتسهيل حركة النقل بين مناطق الإنتاج ومناطق الاستهلاك، وتم حفر 6 أنفاق جديدة تمر أسفل قناة السويس، لتربط سيناء بمصر وتنتهى العزلة التى تم فرضها على سيناء إلى الأبد، بعد أن ظللنا قرابة الـ 30 عامًا ونفق واحد يربط سيناء بالوادى.

وتم إطلاق مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، ومشروعات الـ 100 ألف صوبة زراعية، ومشروعات الإنتاج الحيوانى لتوفير اللحوم ومنتجات الألبان.

وتم تبنى مشروع القضاء على المناطق الخطرة والعشوائية، وتم بناء الأسمرات، وبشائر الخير والروضة الجديدة.. ولأول مرة فى العالم تقوم دولة بتوفير السكن، بل وفرش هذا السكن أيضًا للمحتاجين وغيرها الكثير والكثير..

وتم بناء العديد من المدن الجديدة مثل: العلمين الجديدة والمنصورة الجديدة والجلالة والإسماعيلية الجديدة.. وغيرها الكثير والكثير.

نعم إنه الحلم الذى أصبح حقيقة، اليوم ونحن على أبواب الجمهورية الجديدة، والتى من المتوقع أن يتم إعلانها مع افتتاح العاصمة الجديدة، تقوم على منهج واضح وضعه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، منهج أخلاقى واضح لا يسمح بالفساد ولا الإفساد.

منهج اتضحت معالمه مع العديد من المبادرات الاجتماعية والصحية التى تبناها منذ أول يوم تولى فيه مقاليد الحكم، مبادرة القضاء على فيروس الكبد الوبائى C، مبادرة 100 مليون صحة، مبادرة نور الحياة، مبادرة مستقبلنا بأيدينا، مبادرة سكن كريم، مبادرة تكافل و كرامة، وعلى قمتها مبادرة حياة كريمة والتى تستهدف تطوير وتحسين ورفع كفائة الخدمات فى كامل القرى المصرية..

فكل التحية والشكر للمواطن المصرى والرئيس والقائد عبدالفتاح السيسي والذى استطاع أن يجعل من الحلم حقيقة..

ولله الأمر من قبل ومن بعد ..

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
عمل.. علم.. أخلاق

العمل والعلم والأخلاق.. هى أركان النجاح، أى نجاح سواء فى الحياة الشخصية أو الحياة العامة، فى كل المجالات.. فى الرياضة أو الفن وأيضاً فى عالم السياسة..

الحوار من أجل الوطن

ما أسهل وأنت تخاطب الناس أن تخاطب مشاعرهم وأن تخاطبهم بما يحبون أن يسمعوا وهذا النوع من الخطابة والكلام هو ما يأسر الناس ويصيحون طربا له، ولكن الأهم من

الأكثر قراءة