Close ad

العدس يبحث عن العودة إلى وطنه.. «الأهرام التعاوني» تقدم روشتة لمنع تدهور مساحات زراعته ووقف ارتفاع أسعاره

14-12-2021 | 10:47
العدس يبحث عن العودة إلى وطنه ;الأهرام التعاوني; تقدم روشتة لمنع تدهور مساحات زراعته ووقف ارتفاع أسعارهزراعات العدس فى مصر
تحقيق - شيماء الجزار
الأهرام التعاوني نقلاً عن

منذ عهد أجدادنا قدماء المصريين، كان العدس يزرع فى مصر ضمن أقدم النباتات البقولية قبل آلاف السنين، فهو من أكثر المحاصيل ملاءمة للبيئة المصرية، فهو يزرع فى الأراضى المصرية الصفراء المتوسطة أو الثقيلة، وكان من أهم الأغذية المعروفة التى يتناولها المصريون فى الشتاء.

ويتميز العدس باحتياجه القليل للماء كما يقوم بتثبيت الأزوت الجوى بالتربة، ويتميز العدس بقيمة غذائية عالية وتحتوى بذوره على نسب عالية من البروتين الذى يصل لـ30 %.

ولأنه محصول ذو فوائد عظيمة انتقلت من المصريين لكل دول العالم، سعت «الأهرام التعاوني» لمعرفة المعوقات التى تسببت فى تراجع المساحة المنزرعة به..

يقول الدكتور علاء خليل مدير معهد المحاصيل الحقلية، إن هناك عددا من المعوقات التى أدت إلى تراجع المساحة المنزرعة بمحصول العدس تشمل محدودية المساحة فى الوادى والدلتا، وهذا يؤدى إلى المنافسة الشديدة مع المحاصيل الشتوية الأخرى مثل القمح والبرسيم والبنجر والمحاصيل الخضر والمحاصيل الطبية العطرية والفول البلدي، مضيفا أن للعدس أهمية كبيرة كباقى المحاصيل البقولية فى زيادة خصوبة التربة واستفادة المحصول اللاحق من الأزوت الموجود فى التربة وممن مميزات العدس بالنسبة للمزارع ان احتياجاته المائية والسمادية قليلة.

وأوضح خليل ان التراجع فى مساحات زراعة العدس تعود أيضا إلى ضعف منافسة العدس للحشائش وعدم توفر المبيدات الأمنة والفعالة المتخصصة للعدس الذى يمكن استخدامها لمكافحة الحشائش، مما ادى إلى زيادة العمالة اليدوية لنقاوة الحشائش ومع ارتفاع أجور العمال (خاصة فى الآراضى الجديدة) زادت تكاليف انتاج العدس مما جعل المزارعيين يعزفوا عن زراعة العدس، لافتا إلى وجود مشكلات تسويقية تواجه مزارعى العدس مما يستدعى وجود منظومة وآلية خاصة تدفع للرغبة فى زراعة العدس ومن ضمن هذه الآليات وجود سعر مناسب وثابت، مع تقنين استيراد العدس من الخارج.

وأشار إلى عدم وجود مصانع حديثة لجرش العدس مما يؤدى إلى زيادة نسبة الفاقد عند الجرش وتغير النمط الإستهلاكى حيث بدأ يقل إستهلاك العدس على المائدة المصرية.

وفيما يتعلق بآليات تحقيق الزيادة فى المساحة والنهوض بإنتاجية المحصول، يؤكد مدير معهد المحاصيل، أن ذلك يتم من خلال التوسع الأفقى وذلك عن طريق زيادة المساحة المنزرعة بدون استقطاع مساحات من المحاصيل الشتوية الأخرى، حيث أصبحت زيادة المساحة المنزرعة بمحصول العدس فى مصر ضرورة ملحة لإيقاف الإستيراد من الخارج، مشددا على أهمية التوسع فى زراعة العدس فى الأراضى الجديدة والأراضى المطرية بالساحل الشمالى لما له دور كبير فى تثبيت الأزوت الجوى كمحصول بقولى وبالتالى يزيد من إنتاجية وخصوبة التربة، وكذلك أهمية التوسع فى زراعة العدس بين أشجار الفاكهة (حديثة النمو) خاصة فى الأراضى الجديدة بالنوبارية.

أما الدكتور علاء عزمى رئيس قسم بحوث البقوليات والفول البلدى فى معهد بحوث المحاصيل، فقال ان برنامج التربية لمحصول العدس يعتمد بنسبة كبيرة على إستجلاب الأصناف والطرز الوراثية من الخارج (خاصة إيكاردا) حيث يتم تقييمها وإختيار أفضلها تأقلماً مع الظروف البيئية المصرية المختلفة من الوجه البحرى إلى الوجه القبلى ثم الإنتخاب داخلها وإكثارها وتوزيعها كأصناف جديدة.. ونتيجة لذلك تم إستنباط أصناف عالية الإنتاجية (جيزة 51، جيزة 4) وأصناف مقاومة لمرض الذبول وعفن الجذور (جيزة 51، جيزة 4، سيناء)، فضلا عن إستنباط أصناف مبكرة النضج (سيناء 1) ويصلح للزراعة فى الأراضى المطرية فى شمال سيناء والساحل الشمالى وكذلك بالأراضى الجديدة بمنطقة النوبارية وكذلك فى التكثيف المحصولى وإدخاله فى الزراعة فى دورة القطن.

وأشار إلى أن أهم المقترحات عند رسم السياسة الصنفية تشمل تنفيذ برنامج إرشادى فى الأراضى القديمة والجديدة لتعريف المزارعين بالأصناف الجديدة المقاومة للأمراض والحشرات وذات المحصول العالى، مشددا على ضرورة تنفيذ خطة جيدة لإنتاج التقاوى المعتمدة للأصناف الجديدة بالتنسيق مع الإدارة المركزية لإنتاج التقاوى تحسباً لأى زيادة فى المساحة وعمل حقل سلالات لجميع الأصناف المسجلة للانتخاب منها وتحسين الصنف والمحافظة عليه داخل حقل إنتاج تقاوى الأساس.

وفى السياق نفسه، يرى الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن أهم المعوقات التى تقابل هذا المحصول، هى عدم وجود سياسات تسويقية بنسبة له كما يؤدى اعتماد مصر على إستيراد أكثر من 98 ٪ من العدس يجعله أقل المحاصيل الحقلية وحولها للاكتفاء الذاتى أن لم تكن من عدمه حيث يتطلب الأمر اتباع سياسات تسويقية فعالة، بحيث يتم التعامل من خلال آليات الزراعة التعاقدية والتعاقد المنبثق مع المزارع وإعلان سعر ضمان مجز للفلاح قبل موسم الزراعة بفترة مناسبة، حتى تستطيع الدولة توفير العملة الصعبة لاستيراد العدس من الخارج، والعمل على التوسع فى زراعة فى الأراضى الجديدة والتوصل لحلول لجذب المزارع لزراعة مع العمل على انتاج تقاوى مضمون من خلال الزام الشركات المتخصصة بإنتاجها قبل موسم الزراعة وتفعيل دور الارشاد الزراعى لتوعية الفلاح عن أهمية هذا المحصول.

أما الدكتورة ليلة حماد الشناوى رئيس بحوث متفرغ بمعهد بحوث الإرشاد، فنوهت بأنه يتم عمل ندوات إرشادية للمزارعين لتوعيتهم ومعرفتهم بالمستجدات فى طريق الزراعة الحديثة لمحصول العدس، منذ الزراعة حتى الحصاد وتوزع بعض النشرات الإرشادية تتضمن شرحا مفصلا لأهمية المحصول، وكيفية الزراعة وكل ما هو حديث له.

كلمات البحث
الأكثر قراءة