قالت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن جهود الدولة المصرية لمواجهة التطورات والتحديات التي تؤثر على سوق العمل تنقسم إلى خمسة محاور أساسية، المحور الأول يتعلق بمنظومة التعليم الأساسي، ووفقا لرؤية مصر 2030 كان هناك هدفان أساسيان هما الإتاحة، والجودة.
موضوعات مقترحة
وفيما يتعلق بالإتاحة أشارت السعيد إلى أن هناك زيادة في الاستثمارات 100% سنويًا في الجامعات على مستوى الدولة المصرية، بهدف توفير أماكن للأجيال القادمة بتلك الجامعات.
أوضحت السعيد أن المحور الثاني هو الجودة، مشيرة إلى الشراكات التي عقدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع عدد كبير من أفضل المؤسسات التعليمية الدولية.
تابعت السعيد أنه في محور التعليم كذلك كان هناك توجيه بالاستثمار في البنية المعلوماتية بالجامعات المصرية؛ بهدف تطوير المنظومة التعليمية بالجامعات، بالإضافة إلى التخصصات الجديدة وهى التخصصات البينية بين الكليات المختلفة.
أشارت السعيد إلى المحور الثاني وهو التعليم الفني، موضحة أن تلك المنظومة عانت في مصر خلال السنوات الماضية من وجودها في عدد كبير من الوزارات، مؤكدة أن خطة الإصلاحات الهيكلية تركز على سوق العمل، فمصر دولة عدد سكانها كبير؛ إلا أنها تمتلك ميزة ديموجرافية، لذا كان من المهم الاهتمام بمنظومة التعليم الفني التي يعاد هيكلتها اليوم تحت هيكل واحد لضمان جودة التعليم الفني تحت هيئة خاصة، مشيرة إلى الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص كشريك أساسي في كل المدارس التطبيقية والفنية.
وأكدت السعيد أنه ولأول مرة في مصر سيكون هناك مهارات قطاعية، ومجالس تشرف على المهارات المطلوبة في كل قطاع، بهدف ضمان الحصول على خريجين ملائمين لسوق العمل.
وقالت السعيد إنه في إطار منظومة التعليم الفني، يتم ربط المدارس بالمشروعات القومية، مشيرة إلى ارتباط عدد من المدارس التطبيقية بالمناطق الصناعية مع وزارة الصناعة.
وأكدت أن كل تلك الجهود غيرت الصورة الذهنية والمجتمعية لمنظومة التعليم الفني، مشيرة إلى منظومة أخرى وهى أكاديمية خاصة بالمعلمين والتعليم الفني تعكف عليها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، مؤكدة أن المعلم هو أساس العملية التعليمية.
وحول المحور الثالث وهو الاستثمار في المهارات السلوكية والقيادية، أشارت السعيد إلى إطلاق السيد رئيس الجمهورية الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب على القيادة والتي توفر عددا كبيرا من القيادات الذين يتدربون على عدد من المهارات لفترات زمنية طويلة لضمان أن يكون لديهم المهارات القيادية لقيادة المؤسسات المختلفة.
وتابعت السعيد أن هناك العديد من المهارات التي تتم في الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب، حيث يحصل الشباب على برامج المهارات الخاصة بالتحليل النقدي والتفكير الإبداعي، موضحة أنه بتدريب الشباب وتمكينهم أصبح هناك عدد كبير منهم معاوني وزراء ونواب محافظين.
وحول المحول الرابع والمتعلق بتعزيز المهارات الرقمية أوضحت السعيد أن وظائف المستقبل تحتاج لقدر عالً جدًا من المهارات الرقمية والتكنولوجية، الأمر الذي تطلب من الدولة الاستثمار في هذا النوع من البرامج، مشيرة إلى قيام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجموعة كبيرة من البرامج الخاصة ببناة مصر الرقمية والتي تعطي كدرجات الماجستير في العديد من التخصصات المطلوبة في المستقبل كالأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
كما أشارت السعيد إلى مبادرة مستقبلنا رقمي للتدريب قصير المدى على المهارات الرقمية، مضيفة أن الدولة قامت كذلك بإنشاء مدينة المعرفة في العاصمة الإدارية الجديدة لتصبح مركز إقليمي للإبداع والابتكار متخصص في كل التقنيات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي، والانترنت، وفي البرامج المختلفة.
كما تطرقت السعيد إلى قيام المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة ببرامج مكثفة لتدريب الإناث، مشيرة إلى برنامج هي مستقبل رقمي لسد الفجوة الرقمية والتي تؤثر في بطالة الإناث.
وفيما يتعلق بالمحور الخامس والمتعلق بريادة الأعمال، أكدت د. هالة السعيد على أهمية هذا المحور مع حجم الخريجين من سوق العمل، موضحة أنه يتم الاستثمار في الميزة الديموغرافية بحيث لا يبحث الخريجين عن وظائف، يقومون بأنفسهم بخلق وظائف لهم ولزملائهم.
لفتت إلى اهتمام الدولة المصرية بالاستثمار في برامج ريادة الأعمال، موضحة أن هناك عددا كبيرا من الوزارات يعمل في تلك البرامج حتى يتم تدريب الشباب على ريادة الأعمال، مشيرة إلى رأي منظمة العمل الدولية والذي يستند إلى أن أكبر مصدر للتوظيف هو المشروعات الصغيرة والمتوسطة حيث تمثل أكبر مصدر لخلق فرص العمل والتوظيف.
وأكدت السعيد، استثمار الدولة في برامج ريادة الأعمال مشيرة إلى مشروع رواد 2030 بوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية حيث تم تدريب أكثر من 460 ألف طالب في المدارس على ريادة الأعمال.
أوضحت أنه تم البدء بطلاب المدارس نظرًا لاحتياج ريادة الأعمال إلى فكر وثقافة، حيث تم إطلاق حملة ابدأ مستقبلك وبرامج التدريب على ريادة الأعمال بالجامعات مع إنشاء مجموعة كبيرة من الحاضنات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي ووزارة الاتصالات، لاطلاع الشباب على الأفكار وترجمة تلك الأفكار على مشروعات بالتعاون مع مجموعة من المتطوعين لمساعدة الشباب لخلق وتحويل أحلامهم إلى فرص عمل حقيقية.
كما تناولت السعيد الحديث حول جائزة مصر للتطبيقات الحكومية تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية، موضحة أن كل تلك الأفكار والمبادرات تهدف إلى خلق مزيد من فرص العمل للاستفادة من الثروة البشرية ورأس المال البشري الكبير الموجود في مصر.