من يتابع جولات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي كل يوم جمعة، ويشاهد حرصه على سؤال المواطنين الذين يلتقيهم فى مواقع العمل وسؤاله لهم عن أحوالهم وما إذا كانوا يحتاجون الى شيء، فضلا عن حرصه على تلبية طلبات هؤلاء المواطنين، يدرك جيدًا مدى حرصه على المواطن المصري (البشر)..
لم يكن الأمر صدفة عابرة، بل إنها عادة يحرص السيد الرئيس على استمرارها منذ أن كان وزيرًا للدفاع.. وحتى الأسبوع الماضى ولم يعد المواطن الذى يلتقى الرئيس يندهش من هذا اللقاء، فقد تكرر كثيرًا ومؤخرًا حدث فى زيارة سيادته للمنطقة التى أصابتها السيول فى أسوان، حيث التقى مع أهالينا المتضررين من السيول ولم ينتظر الرئيس أن تطلب عروس شابة «تدمر» جهازها ولم تطلب، ولكنها فوجئت بأن الرئيس قد أرسل إليها - من خلال صندوق تحيا مصر - جهازًا بديلًا للذى تضرر.
والمشاهد الإنسانية والعفوية التي ظهرت فى لقائه الأخير مع أطفال مصر الأبطال من ذوى الهمم فى احتفاليتهم السنوية «قادرون باختلاف» تؤكد نفس النهج الرئاسى.
وجولات الجمعة الأسبوعية التى تحولت إلى منهج للسيد الرئيس لا يقطعها سوى انشغالات سيادته وارتباطاته الدولية أو الإقليمية، فيسمع السيد الرئيس للمواطن المصرى مهما كان وينتهى الحوار دائما بسؤال سيادته: "مش عاوز حاجه؟"، ويجيب فى نهاية الحوار من عينيه..
منهج واضح يضع الشعب (البشر) نصب عينيه، ويتضح ذلك من مختلف البرامج والمبادرات التى تبناها السيد الرئيس منذ أن تولى قيادة دفة الحكم.
فقد أصبح فيروس الكبد الوبائى (سى) فى طى النسيان بعد أن كان يلتهم أكباد المصريين بعد أن أخذ الرئيس على عاتقه القضاء على هذا الفيروس ليطلق بعدها مبادرة 100 مليون صحة، وذلك للتعرف على وجه الدقة على خريطة الأمراض المزمنة لدى الشعب المصرى، وبالتالى تستطيع الدولة (الحكومة) وضع الخطط لها، وغيرها وغيرها الكثير من المبادرات الصحية والاجتماعية والتى كان ولا يزال محورها الأول هو المواطن المصرى..
هذه مقدمة ضرورية لنتعرف على وضع التنمية البشرية فى مصر والتى خرج بها تقرير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، والذى رصد حال التنمية البشرية، مؤكدًا أن ما تم فى مصر من إصلاحات هيكيلة كبيرة أنجزت مسيرة مصر التنموية، رغم التحديات الكبيرة التى واجهتها مصر خلال هذه السنوات فضلا على ما أصاب العالم من وباء فيروس كورونا.
وأكد الممثل المقيم للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة السيدة رنده أبو الحسن.. أن مصر كانت واحدة من الدول القليلة التى تمكنت من الحفاظ على نمو اقتصادى إيجابى رغم الجائحة.
مؤكدة أن مصر وضعت التنمية البشرية نصب أعينها وفى بؤرة اهتمامها، وارتفع متوسط عمر الفرد فى مصر وانخفضت معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة، كما زادت أعداد الأطفال المقيدين فى التعليم وزيادة نسبة الانتقال إلى مراحل التعليم الأعلى فى حين انخفضت أعداد المصريين الذين يعيشون فى مناطق غير رسمية، كما طورت مصر الفلسفة الحاكمة لنظم الحماية الاجتماعية بها وحولتهم للتركيز على تمكين المواطنين وتوسعت لتشمل 3.8 مليون أسرة فى عام 2021.
وعندما نربط بين تقرير المنظمة الدولية مع ممارسات الرئيس المعتادة من الاربتاط بالبشر والاهتمام بهم مع رؤية مصر 2030 المعلنة فى 2016، وتجد أن أول أهداف أجندة التنمية المستدامة هو: جودة الحياة والارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته، ويتحقق ذلك كما جاء بهذه الرؤية بالحد من الفقر بجميع أشكاله، والقضاء على الجوع، وتوفير منظومة متكاملة للحماية الاجتماعية وإتاحة التعليم وضمان جودته، وجودة الخدمات الصحية، وإتاحة الخدمات الأساسية وتحسين البنية التحتية والارتقاء بالمظهر الحضارى وضبط النمو السكانى وإثراء الحياة الثقافية وتطوير البنية التحتية الرقمية.. فهذا هو الهدف الأول من رؤية مصر 2030..
وهذا الذى يلمسه المواطن المصرى فى كل موقع حيث يجرى العمل على قدم وساق فى كل الملفات دفعة واحدة وبقوة كبيرة، من القضاء على المناطق الخطرة والمبادرات الصحية والاجتماعية الى الإسكان الاجتماعى فضلا عن الإسكان الفاخر ومبادرة حياة كريمة لتطوير كامل القرى المصرية وتوابعها إلى شبكة الطرق العملاقة وتحديث منظومة القطارات وغيرها وغيرها الكثير من المشروعات العملاقة، وعلى قمتها مشروع الدلتا الجديدة والذى يهدف الى إقامة مجتمع زراعى صناعى متكامل فى الصحراء الغربية، يوفر العديد من فرص العمل فضلا عن توفير الأمن الغذائى للمواطن المصرى..
نعم إن المواطن المصرى البسيط هو محور اهتمام الدولة المصرية ويتضح ذلك جليا فى الممارسات المعتادة للسيد الرئيس وفى جولاته الأسبوعية فى لقاءات مع المواطنين البسطاء فى أى موقع..
يبقى ان يتحول نموذج الرئيس فى لقاءاته مع المواطنين إلى مختلف المسئولين فى أى موقع من المواقع وعلى أى مستوى من المستويات وهو التواصل مع البشر والتفاهم معهم.. فهذا أحد طرق رفع الوعى للشعب المصرى.. ولله الأمر من قبل ومن بعد..
حفظ الله مصر
وحفظ شعبها وجيشها وقائدها..