Close ad

الصلاة ... الصلاة

3-12-2021 | 16:32
الصلاة  الصلاةالصلاة ... الصلاة ؟

تاركها عليه أن يتوب فورا ويلتزم ويتذكر أن الموت يأتي فجأة

موضوعات مقترحة

تحقيق ــ عبير علي عياد:

يوجد بعض من الناس تلهيهم الحياة ويكسلوا عن أداء الصلوات ومنهم من لم يقم أهلهم نحوهم بواجبهم في توجيههم وتعويدهم على أداء الفروض اليومية في صغرهم، وعندما يبدأوا يلتفتوا إلى حالهم ويفكرون في آخرتهم يجدوا أنهم تراكم عليهم سنوات طويلة لم يؤدوا فيها الصلاة ولا يعلمون ماذا عليهم أن يفعلوا هل يبدأوا الصلاة ويحاولوا أن يلتزموا فقط أم أن عليهم أن يقضوا ما فاتهم منها؟ وكيف يعودوا أنفسهم على الالتزام في أدائها؟.

ويقول الدكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر إن الإنسان الذي لا يصلي إذا تاب وأناب إلى الله بالالتزام في أداء الصلوات فقد فاز حيث يغفر له ما قد سلف ويكون من أهل الجنة وينجيه الله من النار فقد قال الله عز وجل "وأنيبوا إلى ربكم" أي ارجعوا إلى ربكم وأيضا قول الله سبحانه وتعالى "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"،

وأوضح أن الإنسان الذي لا يستطيع الثبات والدوام على الصلاة عليه أن يتذكر أن الموت يأتي فجأة وقد يدركه ولا يلحق أن يتوب وهو عليه أن يعود نفسه على الانتظام في الصلاة بأنه عندما يسمع الأذان يتوضأ ويصلي ومهما مر به من أمور في يومه فلا يجعلها تشغله لدرجة أنه يؤخر الصلوات إلى أخر اليوم أو يؤجلها إلى اليوم التالي لأنه بذلك لن يستطيع الالتزام في توبته، كما أنه عليه أن يذكر الله كثيرا ويدعوه بالثبات حتى يعينه، وأثناء الصلاة يتذكر أنه يقف أمام الله ويحاول أن يركز فيما يقول فيكون قلبه حاضرا صادقا وهذا يقربه من الله ويحببه في الصلاة، ويجب على الآباء الالتزام بتعليم أولادهم الصلاة منذ الصغر وأن يعودوهم على الالتزام في أدائها حتى لا يعانوا في الدنيا والآخرة.

ويوضح الدكتور حامد أبو طالب أن الإنسان تارك الصلاة عليه أن يتوب فورا ويلتزم لأنه إذا مات على هذا الحال سيلقى جزاءا شديدا قال الرسول (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله)، كما أنه في الدنيا سوف يعيش في هم ونكد ولن يشعر بالسعادة مهما كانت النعم من حوله، ولذلك هؤلاء تاركي الصلاة يشتكون دائما من شعورهم بالضيق والحزن ولا يعرفون السبب والذي هو نتيجة لانقطاع صلتهم بالله التي تتم بالصلاة والعبادات.

ويقول الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق وأمين عام الدعوى بالأزهر إن الصلاة فرض واجب ولا يوجد عذر يمنع من أدائها ولا حجة لمن تركها لأن الله يسر على الإنسان أدائها في كل الأحوال فالذي لا يستطيع أن يصلي واقفا له أن يصلي جالسا أو حتى يصلي بالإيماء ومن لم يستطع أن يتوضأ بالماء بسبب المرض أو السفر فله أن يتيمم وقد قال الله "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"، فيجب على كل إنسان أن يحافظ على أداء الصلاة كما ورد في القرآن "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين"، وقد بين الرسول (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) فإذا وصل الأولاد والبنات إلى سن البلوغ بدأ القلم يكتب عليهم أعمالهم من حسنات وسيئات، ولهذا الإنسان الذي تأخر في أداء الصلاة عليه أن يقضي ما فاته من صلوات بدون أن يتقيد بوقت في أي ساعة من اليوم صبح أو ليل لأنها أصبحت دينا عليه أن يؤديه، وأن يعقد النية على قضاء ما فاته ويلتزم حتى إذا أتاه الموت يحاسب بهذه النية ولا يكون من الخاسرين قال الله "ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين".

 وأوضح أن أول ما يحاسب عليه الإنسان في قبره هو الصلاة فإن كانت صلاته ناقصة يقول الله للملائكة ابحثوا لعبدي عن ما أداه من النوافل حتى يكمل بها الصلوات التي لم يقضيها، وهناك رأيين للفقهاء الأول أن الإنسان كما ذكرنا واجب عليه قضاء ما فاته من الصلوات طوال سنوات حياته منذ سن البلوغ والرأي الثاني إذا تاب الإنسان والتزم في صلاته فله أن يستغفر ويكثر من صلاة النوافل، وقد قال الرسول (من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف) وقال الفقهاء في سبب ذكر هؤلاء الأربعة لأن الإنسان إما أن يترك الصلاة بسبب الحكم والسياسة فيحشر مع فرعون وهامان أو يتركها بسبب الدنيا وجمع المال فيحشر مع قارون أو يتركها بسبب النفاق والرياء فيحشر مع أبي ابن خلف.

 

اقرأ أيضًا: