نظمت كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، أمس الأحد، ندوة تحت عنوان "الخطاب الدينى ولغة العصر بين التحديات والتطلعات، ضمن فعاليات الصالون الثقافي الشهري الذي يقام بالكلية، تحت رعاية الأستاذ الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية والأستاذ الدكتور هاني خميس عميد كلية الآداب والأستاذة الدكتورة سحر شريف وكيلة الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. وتناول الأستاذ الدكتور أشرف منصور، رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية مفهوم الخطاب الدينى فلسفيا وماهيته وتأصيل المصطلح تاريخيا حيث وضح أن هذا المصطلح لم يظهر قبل 50 عاما والخطاب الدينى يختلف ويتنوع باختلاف الدولة والديانة. وتطرق القس يؤيل عزت حنا، كاهن كنيسة العذراء مريم، إلى الحديث عن الخطاب الديني المسيحي وتضافره مع الخطاب الإسلامي المعاصر، مؤكدا أن جميع الأديان تتفق فى الأخلاقيات والقيم وترسيخ معنى المواطنة التى يجب على من يقومون على الخطاب الدينى تعزيزها وأن ما تقوم عليه الأديان ثوابت أما مسالة الخطاب الدينى فهو يعود فقط على الطريقة التى يجب استخدامها عند تناول هذه الموضوعات. وتحدث الأستاذ محمد مختار، مدير تحرير لغة العصر، عن الإشكالية الحقيقية فى تناول مسألة تجديد الخطاب الدينى فى عصر التكنولوجيا لغة العصر، فعلى الرغم من اتقاق الجميع على أن الثوابت لا خلاف عليها وأن القيادة السياسية عندما قالت هذا المصطلح "تجديد الخطاب الدينى" تعى جيدا ما تقول، حيث قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مداخلة على إحدى القنوات تفسيرا لهذا المصطلح بكل بساطة قائلا: من أنزل هذا الدين الله سبحانه وتعالى فهل سيصطدم الدين الذى أنزله الله مع الحضارة والتطور.. من قال نعم فتعتبر إساءة للخالق عزوجل، وهذا يوضح أن الرئيس من البداية يقصد فهم الدين مواكبا الحضارة والتطور والتكنولوجيا. وأشار مختار إلى أن علماء الدين الكبار لم يختلفوا كثيرا ومنهم الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، الذى قال إن تجديد الخطاب الديني ليس معناه التبديد أو التضييق، وإنما توصيل الدين في شكله الحضاري الذي قصده الله عز وجل، مطالبا رجال الدين بأن ينفضوا عن الدين الغبار الذي علق به فترة من الزمن وتقديمه في ثوب يناسب لغة العصر، لذلك يجب علينا أن نفهم المقصود الحقيقى من التجديد وعلى الدعاة أن يسايروا العصر لأن الدين لكل زمان ومكان ففى عصر التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى والألعاب الإلكترونية لابد من رؤية جديدة وفتاوى تناسب هذا العصر بإيجابياته وسلبياته، فما نراه عبر مواقع التواصل من أخبار كاذبة وصور فاضحة يتناقلها شبابنا وألعاب تضيع أوقاتهم وإساءات من هنا أوهناك ولا نجد فتوى تضع النقاط على الحروف فى هذا الأمر فى الوقت الذى نجد فيه من يفتون بدون علم ويأتون لكل معصية بفتوى. وقد أثرت الندوة مداخلات الدكتورة هدى حجاج، مدرس التاريخ القديم كلية التربية، والدكتورة نادية عبدالقادر، والدكتور القس إبراهيم زكريا الكنيسة الانجلية والأستاذة نجلاء خليل، الشاعرة والأديبة ومديرة الصالة المغاطة بالنادى الأولمبى، والإذاعية شيماء منصور، فقد تحدثوا جميعا عن أهمية هذا الموضوع ودور المرأة والمنزل فيه ، وقد ألقت الطفلة ملك محمد قصائد شعرية عن الوطنية، ومصر الحبيبة ولاقت إعجاب الحاضرين. وأدار الحوار الكاتب الصحفي عصام الجميل، مدير تنفيذي جريدة الحدث الوطني بالإسكندرية، والدكتور ندى يسرى، أستاذ الأدب العبري بكلية الآداب، بأسلوب راق وممتع. وفى النهاية قامت الدكتورة سحر شريف وكيلة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بتكريم المحاضرين.