بقلم - سيد مصطفى
موضوعات مقترحة
فى حدث عالمي تابعه المليارات فى دول العالم من خلال شبكات التليفزيون والفضائيات التي قامت بتغطية حفل أكبر حدث ثقافي وأثري فى العالم - افتتاح طريق الكباش بالأقصر الذي يعد البداية الحقيقية لتحويل مدينة الأقصر إلى متحف عالمي مفتوح سيغير من خريطة السياحة فى مصر بل والعالم، حيث يعتبر أهم مشروع أثري فى القرن الحادي والعشرين حيث يبلغ طول الطريق 2700 متر، تم بناؤه في عهد الأسرة الثامنة عشرة قبل ثلاثة آلاف عام.
وشهدت السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا بالآثار المصرية التي لها دور فكرى وثقافي وسياحي عالميا، ويعود هذا الاهتمام لإيمان الرئيس السيسى بأهمية إظهار حضارة مصر وتاريخها أمام العالم اجمع وأننا الأعرق والأقوى عبر التاريخ، وأن الإنجازات المتعاقبة للحفاظ على التراث والتاريخ المصري بدأت باحتفال نقل مومياوات 22 ملكا فرعونيا من المتحف المصرى فى التحرير إلى متحف الحضارة المصرية بالفسطاط، وتم تحميلها على عربات مجهزة مزينة برسومات ونقوش فرعونية وتحمل كل عربة اسم الملك باللغتين الهيروغليفية والإنجليزية، ولولا الإرادة السياسية والقدرة على اتخاذ القرار للرئيس ما كنا أنجزنا أى شيء، والدليل على ما أقول، إن تلك الآثار موجودة وتدرس عالميا ومحليا ولم يتم الاهتمام بها أو ترميمها وإعادتها للنور إلا هذا العام، وأن السبب من وجهة نظري التكاليف الباهظة لإحياء المشروعات الأثرية والسياحية وعدم القدرة على اتخاذ قرار بهذا الشأن، خاصة أن طريق الكباش بدا ترميمه عام 2005 بعد إزالة أطنان الرمال والأتربة بعمق 6 أمتار تحت سطح الأرض حيث تم العثور على 1200 تمثال أعيد ترميم البعض منها، ولولا إيمان الرئيس السيسى بالآثار واستغلالها سياحيا، ما كانت ظهرت تلك الكنوز إلى السطح، ولم يعلم بها العديد من سكان العالم، فالإرادة والإيمان من أسرار نجاح أى مشروع فى العالم، ومن الأسباب الأخرى تراجع السياحة المصرية التى هى أحد أعمدة الدخل القومى المصرى والتى تراجعت خلال العشر سنوات الأخيرة لتأتى جائحة كورونا لتقضى على ما تبقى من دخلها، فيقظة الرئيس السيسى وإيمانه بأهمية السياحة فى الدخل القومى المصرى، وفى ظني واعتقادي أن الرئيس السيسى سيقوم بتحويل مصر الى قبلة للسائحين فى العالم من خلال العديد من المشروعات الأخرى التي ستظهر تباعا، فمشروعات الموموميات والكباش لن يكونا المشروعين الأثريين فقط فنحن فى انتظار المفاجآت الأخرى، مثل ترميم معبدي الأقصر والكرنك استكمالا لمشروع متحف الاقصر المفتوح خاصة أن الرئيس لا يؤمن بكثرة الكلام بل بالأفعال.
ومن جانبي أرفض الانتقادات التي ظهرت من البعض عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بتكلفة الاحتفال، لأن الاحتفال مهم جدا للترويج للسياحة المصرية عالميا، خاصة أنها كما ذكرنا أهم عوائد الدخل القومى وتراجع تلك العوائد فى السنوات الأخيرة، وأن هذا الاحتفال مهما تكلف لن يضاهى جزءا من العوائد التي ستاتى خلال السنوات القادمة من خلا ل الوفود من كل بقاع العالم التي ستكون وجهتها أرض الكنانة لتشاهد حضارة المصريين، والتى ستنفق مليارات الدولارات تنعش الخزينة العامة والعاملين بالسياحة التي يجب أن تعود مرة أخرى فهناك ملايين الأسر تأثرت بتراجع السياحة وإغلاق المنشآت السياحية فعودة السياحة عودة العمالة إلى أعمالها وتكون البداية الحقيقة لمواجهة البطالة لأن السياحة تحتاج إلى ملايين الأيدى العاملة بها، فالانتعاش يعود على الدولة وعلى المواطن خاصة الشباب الباحث عن فرصة عمل، وأيضا عودة خبراء السياحة لعملهم بعد تركها بسبب ركودها خلال العشر سنوات الأخيرة، وأن تلك الدعاية المباشرة للآثار والسياحة المصرية ستعيدنا إلى التصنيف العالمي سياحيا خاصة السياحة التاريخية والثقافية التي تميز مصر عن غيرها، فهذا الاحتفال له عوائد وفوائد كثيرة على المصريين لن يدركها إلا أصحاب الرؤى.
[email protected]