مجد جديد تحققه مصر تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتؤكد جدارتها واستحقاقها وقدرتها على قيادة المنطقة ودورها ومكانتها على الصعيد الدولي، وذلك بعد تسلمها لرئاسة تجمع دول «الكوميسا»، وجاء ذلك فى توقيت مهم وحيوي بالنسبة للواقع الإفريقي، وينبع من الرؤية الإستراتيچية التى أعلنتها مصر فور توليها المسئولية لمواجهة التحديات الاقتصادية التى تعاني منها دول المجموعة، فى ظل الآثار السلبية الضارة الناجمة عن انتشار وتفشي وباء «كورونا» فى عموم القارة الإفريقية.
وقد أكد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي فى كلمته أن مصر تشجع مشروعات الربط البري بين دول القارة وفي مقدمتها مشروع القاهرة- كيب تاون الذي يمر بأغلب دول الكوميسا، وأن مصر تسعى إلى استكمال الجهود المبذولة لدراسة جدوى مشروع الربط بين البحر المتوسط وبحيرة فيكتوريا؛ كأحد المشروعات الطموحة لتسهيل حرية التجارة وانتقال الأفراد بين دول الإقليم، وستعمل على نقل خبراتها في قطاع الكهرباء والطاقة للدول الأعضاء، لتشجيع المبادرات الرامية لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول الأعضاء بشأن نقص الطاقة، كما أن مصر تشجع حركة الاستثمارات في الإقليم ويتطلب ذلك مزيدًا من الجهود من الدول الأعضاء والأمانة العامة لاستغلال المقومات الفريدة التي تحظى بها دول الكوميسا، وتعمل على إعداد قائمة بيانات لسد فجوة البيانات اللازمة مما يتيح فرصًا استثمارية واضحة يتم عرضها على مجتمع الأعمال ومؤسسات التمويل للعمل على تنفيذها، بما يُسهم في زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتوفير مزيد من فرص العمل لمواطني الإقليم، ومصر تدعم تكامل الإقليم في القطاع الصحي، وتعي أهمية قيام السوق المشتركة بدراسة الأمر على وجه السرعة، والعمل على وضع خطة واضحة لتنمية التكامل الإقليمي في هذا القطاع، فضلًا عن مواءمة السياسات الوطنية لضمان سهولة نفاذنصف الدنيا والدوائية بين الدول الأعضاء، كما علينا المضي قدمًا لرفع الوعي لدى مواطني الإقليم للاستفادة من اللقاحات الخاصة بمواجهة ڨيروس كوورنا لمنع تفشيه في دول الإقليم، وأكد سعى مصر خلال رئاستها للتجمع إلى تشجيع كافة المبادرات التي تسهم في تيسير بيئة الأعمال، وبخاصة المبادرات الهادفة للتحول الرقمي والشمول المالي لخدمة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك كافة المبادرات الهادفة لتشجيع مشاركة سيدات وشباب الأعمال في عملية التكامل الاقتصادي، بالإضافة إلى تشجيع حركة الاستثمارات البينية للقطاع الخاص في القطاعات الإنتاجية المختلفة، وستعمل مصر على زيادة انخراط مجتمع الأعمال المصري مع نظرائه من دول التجمع للاستفادة من المزايا التي تتيحها الاتفاقية أمام الشركات المصرية والشركات من الدول الأعضاء، والعمل على تنمية التجارة البينية المشتركة وفقا لمبدأ المنفعة المتبادلة التي تحقق المصلحة للجميع.
وأعرب عن ثقته في امتلاك الكوميسا الإمكانات والموارد والقدرات التي تؤهلها للتغلب على التحديات الحالية التي فرضتها جائحة كورونا والمضي قدما في مسيرة التكامل الاقتصادي، مؤكدًا: «مصر يسعدها أن تتولى رئاسة الكوميسا في هذا الوقت والعمل سويًا مع كافة الأطراف لتذليل كافة المعوقات واستغلال كافة الفرص المتاحة لتسريع التعافي من تحديات كورونا» وأعرب فخامته عن آماله في تنفيذ رؤية مصر لدفع التكامل الاقتصادي من خلال رئاسة التجمع والذي لن يأتي إلا بالتعاون المشترك بين كافة الدول الأعضاء والأمانة العامة ومؤسساتها وشركاء التنمية، داعيًا «الجميع للعمل معًا لتحفيز الأعمال في إقليم الكوميسا والتغلب على كافة التحديات الراهنة بما ينعكس بالإيجاب على مستوى معيشة ورفاهية شعوبنا».