شيخ عموم المقارئ، صاحب المصحف المعلم، إذا سمعت صوته أحسست أنه صوت من السماء ومُلئ قلبك نورًا وخشوعًا.. إنه الشيخ الحُصرى، عبقريته كانت تقوم على الإحساس اليقظ بعلوم التجويد للقرآن الكريم، حملت جماهير المسلمين سيارته على الأكتاف وهو فى داخلها عند زيارته لماليزيا.
موضوعات مقترحة
الميلاد والنشأة
وُلد فى 17 سبتمبر عام 1917م بقرية شبرا النملة- طنطا، سُمى الحُصرى نسبة إلى صناعة والده، الذى كان يبيع الحُصر بعد أن يجدلها بيديه.
حفظ القرآن الكريم فى كتاتيب القرية سماعيًا وعمره 8 سنوات، وظل عامين يدرس تجويد وأحكام تلاوة القرآن حتى التحق بالمعهد الأزهري في طنطا، ثم أكمل دراسته في الأزهر.
تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين، كان أول بث مباشر على الهواء له فى 16 نوفمبر عام 1944م، عُين قارئًا للمسجد الأحمدي فى طنطا عام 1950م، تلقى دعوة رسمية من الحكومة السعودية عام 1954م لحضور الحفل الرسمى لافتتاح إضاءة مكة المكرمة بالكهرباء، وفى عام 1955م عُين قارئًا لمسجد الحسين بالقاهرة.
أول من سجل القرآن
كان أول من سجل المصحف المرتل للإذاعة برواية حفص عن عاصم، وظلت إذاعة القرآن الكريم تذيع صوته متفردًا لمدة عشر سنوات عام 1958م، تخصص فى علوم القراءات العشر الكبرى وطرقها وروايتها بجميع أسانيدها، ونال عنها شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر الشريف، وعُين وكيلا لمشيخة المقارئ المصرية عام 1959م، وعُين مراجعًا ومصححًا للمصاحف، وكان أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، وصاحب فكرة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم.
فى عام 1960م دعاه الرئيس جمال عبد الناصر لقراءة القرآن فى المؤتمر الإسلامى الأول الذى اُقيم فى نيودلهى،وفى 1967م حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى فى عيد العلم، وكان القارئ الوحيد الذى رتل القرآن فى الأمم المتحدة خلال زيارته عام 1977م بناء على طلب جميع الوفود العربية والإسلامية، والتقى بالرئيس جيمى كارتر، وفى عام 1978 رتل القرآن فى قاعة الملوك بلندن، وأذن لصلاة الظهر فى الكونجرس الأمريكى أثناء زيارة وفد مشيخة الأزهر لأمريكا.
له أكثر من 12 مؤلفا فى علوم القرآن، أسلم على يده الكثير من الأجانب الذين دخلوا الإسلام حبا فى صوته الذى جذب قلوبهم، وأوصى بأن يخصص ثلث تركته للإنفاق على أعمال البر والخير وخدمة المسجدين اللذين شيدهما بالقاهرة وطنطا، وتوفي يوم الإثنين 24 نوفمبر 1980م.