Close ad

ماجي الحكيم تكتب: أبواب الأوبرا

25-11-2021 | 14:03

استضافت الأوبرا المصرية الأسبوع الماضي باليه بحيرة البجع، والذي قدمته - على مدى ثلاثة عروض بالقاهرة وآخر بأوبرا الإسكندرية مسرح سيد درويش - فرقة باليه مسرح سان بطرسبورج الكلاسيكي، تلك الفرقة الروسية الشهيرة التي تضم عددًا من أكبر راقصي الباليه العالميين والحائزين على جوائز الباليه الدولي.

رائعة بحيرة البجع هي أحدى؛ بل وأجمل روائع الموسيقار الروسي بيتر إليتش تشايكوفسكي بجانب الجمال النائم وكسارة البندق.. تشايكوفيسكي من مواليد عام 1840، بينما كان أول عرض لبحيرة البجع 1887 على مسرح البولشوي بموسكو بعد أن قام فلاديمير بيجتشن بتأليف الرواية.

منذ ذلك الحين وباليه بحيرة البجع يعرض على أكبر وأعرق المسارح ومن أكبر وأفضل فرق الباليه العالمية.

كنت قد شهدت هذا العرض بنفس دار الأوبرا المصرية الحديثة من سنوات طويلة تتعدي العشرين عامًا، وفي كل مرة تتأكد لي مقولة إن الفن غذاء الروح، يسبح بك في فضاء من السمو والرقي والمتعة اللامتناهية.

كان العرض موفقًا؛ بل وممتاز بكل ما تحمله الكلمة من معان، ديكور، إضاءة، ملابس، أداء، وإتقان في كل شيء كما شاهدته من سنوات طويلة.

الفرق الوحيد كان في الأوبرا المصرية!!! نعم الأوبرا المصرية، منذ سنوات كانت كـ"الساعة" إن جاز التعبير، أما تلك المرة فكان هناك شيء مختلف منذ دخولي من البوابة الخارجية، كم هائل من العمال يحدثون جلبة وهرجًا ومرجًا، فهمت أن سبب وجودهم هو التحضير لمسرح وممشى مهرجان القاهرة السينمائي، لكن ما شاهدته أنا كان خارج نطاق العمل وكإنها ساعة استراحة أو تجمع ما بعد انتهاء ساعات العمل.

الحقيقة هذا ليس سبب اعتراضي؛ لأن هناك أمرًا أكثر صعوبة وكارثيًا من وجهة نظري، العرض كان مقررًا أن يبدأ في الساعة الثامنة، عدد كبير من الحضور كانوا داخل القاعة قبل الثامنة بعشر دقائق، إلا أن توافد الجمهور استمر حتى الثامنة والنصف حين تقرر غلق الباب والأنوار وبدء العرض.

في التاسعة إلا عشر دقائق كان هناك فاصل قصير بين مشهدين، حينها فتحت الأبواب مرة أخرى ليدخل عدد جديد من المتأخرين والذين كانوا يضطرون الجمهور المتواجد للقيام حتى يتمكنوا من المرور وصولًا إلى أماكنهم.

لا أستطيع أن ألقي اللوم على الجمهور الذي تأخر، لأنه ببساطة الراكب المتأخر عن القطار سيتحمل خطأه وحده، المسافر المتأخر عن الطائرة لن تنتظره.

ذكرني هذا المشهد بمسرحية حضرتها منذ سنوات على مسرح الجمهورية للفنان يحيى الفخراني والذي كان يحرص بنفسه على غلق الأبواب وعدم السماح لأحد بالدخول بعد ميعاد بدء العرض في احترام شديد للفن وللجمهور الذي جاء ليشاهده.

أتمني أن تعود الأوبرا المصرية لسابق عهدها في احترام للفن الذي تقدمه، وللفرق التي تستضيفها وللجمهور الذي يبذل مجهودًا للاستمتاع بغذاء الروح.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: