كلما تعرض شخص لضغط، ابتلاء، فقدان، مصيبة أو حتى كارثة.. أو إن كانت ظروفه العامة غير مستقرة وغير جيدة مثل الفقر، عدم الزواج أو عدم الإنجاب وغيرها من المواقف، تخرج أصوات عديدة تدعوه إلى التمسك بإيمانه بالله وتتهمه بأن حزنه هو نوع من اليأس وعدم الرضا.
الحزن بل وحتى القلق جزء من الطبيعة البشرية مثل الفرح والتفاؤل، وكل وقت وله ظروفه، فليس هناك بني آدم سعيد طول الوقت.
الرضا لا يعني اللامبالاة عند الابتلاء، وإنما تقبل قضاء الله بلا معارضة وهذا يعني أن إرادة الله تختلف عن إرادة البشر بمعنى إن إيذاء أي شخص للآخر لا يعني أن الرضا هو الحل، أما قضاء الله فهو أمر آخر مع الأخذ في الاعتبار أننا لا نعرف حكمة الله من كل موقف أو ظرف نتعرض له ونفس الشيء لا أحد منا يعلم مستقبله, الحل هو السعي، محاولة تغيير الواقع بإخلاص من خلال السعي الدؤوب مهما بدت الصورة القاتمة ومهما كان الابتلاء شديدًا، السعي في رأيي هو منتهى الرضا، فما هو إلا تقبل القدر والعمل الجاد لتغييره للأفضل؛ سواء نجحنا في ذلك أم لا أو أحرزنا تقدمًا ملموسًا أو بسيطًا فإن السعي في حد ذاته هو منتهى الإيمان بالله وبقدرته على تغيير الواقع بإرادته ومجهودنا.
هذا المنطق ينطبق على الوضع الشخصي والعام بمعنى أن الإنسان لا يجب أن يرضى بقهر أو ظلم؛ سواء في مكان عمل أو مكان عام أو أي شكل من أشكال الضغط، فلا أحد يعرف نصيبه أو قدره ولا ما هو مكتوب، ومن يحاول أن يقنع البشر بأن يرضوا بما هم عليه لأن هذا نصيبهم، هو شخص سيئ النية، ومن مصلحته أن يبقى البشر في مأزقهم.. بينما السعي للأفضل هو سبب عمران العالم، والرسول الكريم لم يرض بما كان وسعى لتغييره لما هو أفضل، وكذلك فعل الصحابة.