** انتهت القمة الكروية المصرية بين الأهلى والزمالك منذ أكثر من عشرة أيام، وفاز أبناء القلعة الحمراء عن جدارة واستحقاق 5/3، وخسر أبناء البيت الأبيض ولكنهم سجلوا ثلاثة أهداف حفظت ماء الوجه، فى بداية موسم مازال طويلًا ووارد حدوث أى شىء فيه.
وقال النقاد والإعلاميون الكثير والكثير، فى هذا الكلاسيكو المصرى الذى ينتظره الوطن العربى كله، وربما إفريقيا وبقية دول العالم كل عام.
ولهذا أكتفي هنا بالحديث عن نقطة واحدة لفتت نظرى بشدة، وأراها تستحق تسليط الضوء عليها، وهى أن أغلبية كبيرة من جماهير النادى الأهلى سواء فى الملعب أو أمام شاشات التلفاز في المنازل والمقاهي والأندية والساحات الشعبية ومراكز الشباب فى جميع ربوع مصر، خرجت غير سعيدة بدرجة كبيرة بهذه النتيجة على الشكل الذى انتهت إليه 5/3، وكانوا يأملونها 5/صفر، أو 6/1 "مكرر"، أو أكثر من ذلك، وللأمانة كانت الظروف مواتية تمامًا لحدوث ذلك.
وفي المقابل خرج قطاع غير قليل من جماهير الزمالك بعد المباراة، فى حالة رضا وقناعة بأن فريقهم سجل 3 أهداف رغم الهزيمة، ولسان حالهم يقول: كانت مباراة جيدة جدًا تليق بقطبي الكرة المصرية، وصبّروا أنفسهم بقولهم: الحمد لله أنها لم تنته بفضيحة، وعلى أية حال، هى نتيجة مباراة فى الأول والآخر، ومازال الدورى طويلًا!!
هذا التناقض الغريب رأيته وسمعته من كثيرين من مشجعى الفريقين بعد المباراة، وفى الأيام التالية، لدرجة أن كثيرين من جماهير الأهلى هاجموا بشدة مديرهم الفنى موسيمانى، لجبنه وتخاذله في الشوط الثاني بتغييراته غير المفهومة، في الوقت الذي كان فيه الزمالك مهيأ لاستقبال المزيد من الأهداف!! ولو كان هذا الموسيمانى يملك الجرأة التى يمتلكها ــ مثلًا ــ العبقرى الإسبانى بيب جوارديولا، عندما لا يكتفى بهدف أو هدفين أو ثلاثة أهداف، إذا ما رأى منافسه منهارًا بهذه الصورة أمامه، لكان هناك كلام آخر فى شوط المباراة الثانى.
وعلى الجانب الآخر، اعترف معظم الزملكاوية بأن المدير الفنى الفرنسى كارتيرون لم يأت فى الشوط الأول، ولكنه نجح في تصحيح أخطائه في شوط المباراة الثاني، فسجل لاعبوه 3 أهداف، على عكس كل التوقعات التي كانت تقول إن الأهلى سيحولها إلى "حفلة كبيرة" للأهداف، وربما تحولت إلى "فضيحة" لم تحدث من قبل على الإطلاق فى تاريخ لقاءات الناديين الكبيرين!
أظن ــ وليس كل الظن إثمًا ــ أن الكثيرين سيتفقون معي في هذا التحليل لسلوك بعض جماهير هذا الجانب أو ذاك، وأنهم رسموا حالة لم نعشها في مباريات قمة سابقة، حيث كان كل طرف "ما يصدق" يسجل هدفًا أو هدفين و"ينام" عليهم ويتحول للتأمين، حتى يخرج من المباراة فائزًا و"السلام"!! مش كده ولا إيه؟!.
..........................
** تحدثت في مقال سابق عن جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، وتناولت معاييرها بالتفصيل، وقلت إنها للأسف لا تنطبق كلها على نجمنا المصرى محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزى، ولهذا استبعدته من سجل الثلاثة الأوائل للأسباب التى ذكرتها، ولكن لحسن الحظ أن هناك جائزة أخرى يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم تحت مسمى "الأفضل" ــ The best ــ بعد أن انفصلت فى عام 2016 عن مجلة فرانس فوتبول وأصبحت تقدم جائزتها الخاصة لأفضل لاعب ولاعبة فى العالم وأفضل حارس وحارسة مرمى وجائزة بوشكاش لأفضل هدف فى العام وجائزة اللعب النظيف، وأفضل مدرب للرجال وللسيدات، وأفضل جمهور.
ومعيار الاختيار فى هذا الاستفتاء الخاص بالفيفا، يختلف تمامًا عن نظام المجلة الفرنسية، إذ إنه يقسم التصويت إلى 4 فئات لكل منها نسبة 25%، وهي: تصويت الجمهور عبر الإنترنت من خلال موقع الفيفا، وتصويت مدربي المنتخبات الوطنية، وكباتن منتخبات العالم، وأكثر من 300 صحفى وإعلامى يتم اختيارهم من مختلف دول العالم.
وهكذا تبدو المسألة أكثر عدالة وسهولة فى الوقت نفسه، وتمنح أكثر من فرصة للمرشحين، وخاصة ذوى الشعبية الجماهيرية الكبيرة، وهنا تحديدًا قد يفرق تصويت الجمهور لمصلحة نجمنا محمد صلاح، فى النتيجة، ويقربه أكثر، علاوة على أن التصويت لم يبدأ بعد حتى الآن، وسيبدأ من الإثنين 22 نوفمبر الحالى، وينتهى يوم الجمعة 10 ديسمبر المقبل، وهذا يعنى احتمال تأثر بعض من لهم حق التصويت بأداء من تألقوا بشدة خلال الموسم الحالى 21/2022، من بدايته، دون الاكتفاء بمن تألقوا فى الموسم الماضى 20/2021، وهكذا تزداد فرصهم لدخول قائمة الخمسة الأوائل على الأقل، وإن كنت مازلت عند رأيى بأن المركزين الأول والثانى سيكونان محجوزين على الأرجح بصورة أكبر، لكل من ليونيل ميسي وروبرتو ليفاندوفسكي، وربما يدخل معهما كريم بنزيمة أو جورجينيو. وستعلن نتيجة هذا التصويت يوم 17 يناير المقبل فى حفل كبير يقيمه الفيفا فى مدينة زيورخ بسويسرا.
يبقى أن نعرف أن صاحب المركز الأول فى التصويت يحصل على 5 نقاط، بينما يحصل الثانى فى الترتيب على 3 نقاط، والثالث على نقطة واحدة.