فى سابقة خطيرة لسرقة الأفكار والتصميمات نبه خبير مرورى من عملية تزوير واسعة النطاق لتقليد اللوحات الإرشادية للخطين الأول والثانى لمترو الأنفاق وعمل لوحات مشابهة لها فى الشكل ومخالفة فى المواصفات للخط الثالث للمترو.
موضوعات مقترحة
الحكاية بدأت عندما لاحظ مهندس من رواد المترو أن اللوحات منفذة بشكل غاية فى الرداءة والسوء، لكن الخبير المرورى اللواء دكتور علاء عزام رئيس نقطة تراخيص السيارات السابق بالعجوزة لم يصدق لأن الذى صمم اللوحات الإرشادية فى الخطين الأول والثانى وكذلك فى نفق الأزهر هو الدكتور فتحى جودة أستاذ تأمين سلامة المرور بكلية الفنون التطبيقية وصاحب أول كود علمى للعلامات الإرشادية وصاحب تصميم وتنفيذ العديد من العلامات الإرشادية لكثير من الطرق والكبارى وأولها طريق مصر إسكندرية الصحراوى المزدوج عام 1983.
ذهب اللواء عزام إلى الخط الثالث للمترو واكتشف أن اللوحات الإرشادية غير مطابقة للمواصفات وأن الخط رديء جدًا.. تعجب: كيف حدث هذا؟
علم بعد البحث عن الحقيقة أن هيئة مترو الأنفاق كلفت أحد الأشخاص بتنفيذ هذه اللوحات، وأنه حاول تقليد التصميم الأصلي.
والآن أمام وزير النقل حالياً مذكرة قدمها الخبير المروري تكشف مشاركة جهاز تشغيل مترو الأنفاق فى تقليد اللوحات الإرشادية التي تفتقد إلى الشروط والمواصفات القياسية المصرية والعالمية ومنها أن تكون التصميمات موحدة الأسلوب والمقاييس والمعايير العلمية فى العلامات الإرشادية بالطرق أو خطوط مترو الأنفاق فى جميع أنحاء الدولة الواحدة، وممنوع منعاً باتاً التغيير والتبديل أو التنوع سواء فى معايير التصميم ونوع الخط المستخدم وكذلك الأسهم، حتى أن إنجلترا تمنع استخدام الخط الخاص بعلامات الطرق فى الإعلانات حتى لا تحدث بلبلة، ولتسهيل استفادة قادة المركبات والتزامهم بتعليمات المرور، وأيضاً لمنع التشويه.
عندما اتجهنا إلى الدكتور فتحى جودة قال إنه عرض على المسئولين بجهاز مترو الأنفاق عمل لوحات بديلة مطابقة للمواصفات دون المطالبة بأية مستحقات مالية حتى لا يظن أحد أنه يسعى وراء مكاسب مادية، ومع ذلك رفضوا!
وقال أنه سبق له إهداء الخط العربى الخاص بالعلامات الإرشادية لورشة العلامات بالهيئة العامة للطرق بوزارة النقل ولطلاب قسم الزخرفة بكلية الفنون التطبيقية ولم يحتكره وأضاف أن ما حدث يرجع إلى خلاف مع المهندس التابع للمقاول الفرنسى والمهندسة المسئولة عن الدراسات بالمترو، ونائب رئيس الهيئة، وأنه تم اشتراط استخدام الخط العربى البديل مع الخط الأفرنجى المقدم من الهيئة؛ ليتم قبول دخوله فى مناقصة تنفيذ اللوحات.
والنتيجة فى النهاية هى التفريط فى مستوى أداء علامات إرشادية هامة للغاية وضرورية جدًا فى إعانة الناس وتسهيل حال الملايين فى ساعات الذروة، كما أن هذه العلامات – من عنوان جمالها وسهولة إدراكها – تعد دعاية لا تقدر بثمن!
اللواحات