Close ad

حسين خيري يكتب: الفاشل الجزء الأكبر من كل مشكلة

9-11-2021 | 04:45

كلما قرأت عن جريمة، أجاهد نفسي في البحث بين السطور عن صفات فاعلها، ودائمًا ما تفسر عن تجسيد لملامح شخص فاشل حاصل على أدنى درجات المعرفة.

والصورة المرعبة عن كيفية قتل الابن لأبيه المسن ووالدته طريحة الفراش في الإسكندرية، سعيًا لإرضاء زوجته، وطمعا في ميراث والده، تكشف تلك الصورة عن شخصية فاشل هارب من تحمل المسئولية، مزاجه متقلب، ويميل إلى العدوانية، أما قاتل الإسماعيلية فقد فشل في مشوار حياته، ووجد إدمان المخدرات ملجأ للهروب من تكرار فشله.

والفاشل لا يلتزم بضوابط أخلاقية أو قانونية، وفي أغلب أحواله يميل إلى العنف والتعصب لآرائه، ووصف أرنولد شوارزينجر ترامب بالقائد الفاشل، وقال إن الغوغاء حطموا الأفكار، التي اعتبرناها أمرًا مفزعًا، وداسوا على المبادئ، وكان هذا السلوك ترجمة لما وضعه الباحثون عن صفة ثانية للفاشل، وهي حرصه على إعاقة مسيرة كل ناجح أمامه، وكذلك رفضه احترام قواعد التنافس الشريف، وأنه يختبئ وراء الآخرين.

وتتطابق السمات السالفة على القائد الألماني هتلر، ويُضاف إلى أسباب فشله اختلاقه الحكايات الكاذبة والدعايات المنافية للواقع، التي كان ينسجها وزير دعايته جوزيف جوبلز، وكان صاحب شعار "اكذب حتى يصدقك الناس"، وهذا نهج أي فاشل نحو تحطيم منافسيه وفي تضليل العامة من المحيطين به، وأحيانًا ينسج الفاشل من خياله وقائع غير حقيقية، يدعي أنها سوف تحدث في المستقبل.

والكاذبون ينجحون في أداء أعمال محددة، وطبقًا لآراء الخبراء يرون أن أفضلها عملهم كمندوبي مبيعات لشركات تبيع منتجات مغشوشة وفاسدة، ولكي نضع أيدينا على السبب الرئيسي لفشلهم، وسبب تعثرهم في أغلب خطوات مشوار حياتهم، علينا أن نتتبع آراءهم وسلوكهم، وسنكتشف فورًا جهلهم بالمعرفة، واقتصارهم على المعارف السطحية الصادرة من مواقع التواصل الاجتماعي، ويغيب عنهم أيضًا الفكر السديد، ولذا نلاحظ تساوي الفاشلون مع العامة من الناس في تصديق الآراء والحكايات المتداولة الفارغة من أي دليل.

وجهلهم يجعل عقولهم مشغولة طول الوقت بإشباع غرائزهم من الجنس والأكل، ويسوقهم إلى الانكفاء على كسب المال والشهرة باستخدام طرق التدليس والخديعة، ويدفعه عدم امتلاكه لأدوات المعرفة وآليات العمل الناجح إلي نهج أساليب غير مشروعة.

و"يزيد من الطين بلة" إضافة فاشلين جدد على أيدي الفيسبوك وأخواته، فكم من أسر تفككت جراء الخيانات الزوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكم من جرائم نصب تحدث على شبكاته.

ومن أقوال الحكماء: الناجح جزء من الحل، والفاشل هو الجزء الأكبر من المشكلة، وقالوا: إن من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلي قلبه أبدًا، وسنة الله في خلقه، أنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

Email: [email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: