Close ad

تحذير: الحجامة قد تصيبك بالشلل وبتر الأطراف في هذه الحالات| فيديو

8-11-2021 | 01:01
تحذير الحجامة قد تصيبك بالشلل وبتر الأطراف في هذه الحالات| فيديوالحجامة
دعاء متولى - تصوير : محمد شعلان

تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من صفحات الحجامين من أشخاص غير مؤهلين لعلاج المرضى، كما أن إعلاناتهم تملأ الجروبات لاستدراج ضحاياهم طمعًا فى المال حتى وإن كان على حساب حياة مرضاهم،على الرغم من أنهم ليسوا على دراية بالشكل التشريحي لأجزاء الجسم وأماكن الأوردة والأوعية الدموية التى قد تصيب من يلجأون للعلاج بها بمخاطر عديدة لاعتمادها على تشريط الجلد وخروج الدماء منه ومنها نقل العدوى والفيروسات كالإيدز وفيروس سي ولاسيما سهولة انتقال فيروس كورونا باعتباره سريع الانتشار، وأيضًا حدوث نزيف شديد نتيجة جرح وريد قد يضطر صاحبه إلى دخول المستشفي وأحيانًا يصعب على الأطباء إنقاذه وقد تنتهى حياته بسبب الحجامة، كما أنها قد تسبب الشلل فى حالة جرح عصب أو حتى ينتهى به الأمر إلى بتر أحد أطرافه بسبب حدوث خراريج نتيجة تلوث الجروح وحدوث تسمم فى الدم.

فأصبح من السهل عبر شبكات التواصل الاجتماعي التأثير على فئات معينة عن طريق إعلانات ممولة قد تشكل فى مضمونها خطورة على حياتهم، خاصة أن هناك العديد من المرضي تحت تأثير آلامهم وأوجاعهم قد ينجرفون وراء أكاذيب لا أساس لها من الصحة أملاً منهم فى الشفاء.

قامت "بوابة الأهرام" بجولة ميدانية لزيارة أحد مراكز العلاج الطبيعي لنقل مشاهد حية من جلسة حجامة لأحد المرضى للتعريف بها وبطريقتها ومن ثم الاستعانة بطبيب مختص فى جراحة الأوعية الدموية والأوردة لشرح مدى خطورة الحجامة على المرضي وهل من الطبيعى أن نلجأ للعلاج بها وهل بالفعل كتل الدماء التى يتم استخراجها أثناء جلسة الحجامة تعتبر دمًا فاسدًا؟ وهل إخصائيو العلاج الطبيعي هم من يخول لهم إجراء مثل هذه الجلسات أم لا؟!

فى البداية، يقول دكتور محمد عبد الحكم استشاري العلاج الطبيعي: إن هناك نوعين من الحجامة حجامة زيتية تعتمد فى مضمونها على المساج وأخرى تسمى حجامة الكئوس التى تعتمد على تشريط الجلد لسحب الدم الفاسد، مضيفًا أن الحجامة تعالج خشونة الركبة والآم الفقرات والضغط العالى والسكر، مضيفًا أن تحديد الأماكن التى سنضعها فيها تكون حسب شكوى المريض من مناطق يعانى فيها الألم، وتقوم الحجامة بسحب الدم غير المؤكسد الذي لم يصله الأكسجين وهو ما يطلق عليه الدم الفاسد.

ويشير إلى أنه يتم عمل تشريط خفيف للجلد يشبه الخدوش بمشرط طبي فوق التجمع الدموى الذي سببته الكئوس بعد وضعها لمدة دقائق حتى يتم بسهولة تجمع الدم الفاسد، ومن ثم يتم وضع الكئوس مرة أخرى حتى تتجمع الدماء بداخلها وفى حالة وقف نزيف الجروح يتم رفعها وتنظيف المكان بالكحول وإلقاء الكأس فى سلة القمامة لأنه يستخدم مرة واحدة فقط منعًا لانتشار العدوى.

وأكد أن هناك العديد من الحجامين غير الدارسين لعلم التشريح وليسوا بأطباء يستدرجون زبائنهم من على شبكات التواصل الاجتماعي؛ لذا ينبغى الحذر من هؤلاء لأنه من الممكن أثناء جلسة الحجامة أن يقوم بجرح عصب ما فى جسد المريض قد يؤدى إلى الشلل خلال لحظات.

وأوضح أن أهم المناطق فى الجسم والتى نبدأ بها جلسة الحجامة هى الفقرات العنقية والفقرات الباطنية ووضع الكئوس فيها ومن ثم الانتقال إلى باقي أجزاء الجسم.

أما عن المخاطر التى قد تصيب المرضى المعالجين بالحجامة فيقول الدكتور حسام المهدى أستاذ جراحة الأوعية الدموية بطب القصر العينى: إن تشريط الجلد دون علم بالشكل التشريحى للجسم له مخاطر على القلب والأوعية الدموية، وهناك حالات لا ينبغي معالجتها بالحجامة مطلقًا مثل المرضي الذين يعانون من الهيموفيليا وممن يعانون من القصور الدموى ومن يتناولون أدوية مسيلة للدم وكذلك مرضي الجلطات ومرضى الدوالى وأيضًا ممن يعانون من انسداد فى الشرايين الطرفية ومرضى السكر، وذلك لأن الحجامة تعتمد فى تقنياتها على خروج الدم من تحت الجلد وقد تجرح وريدًا أو شريانًا.

لافتًا إلى أنه من الممكن أن تتسبب الحجامة فى نزيف شديد نتيجة التشريط ونقص الخبرة وعدم العلم بأسس التشريح وأماكن الأوردة، مؤكدًا أن"الحجامين" من الأشخاص العاديين غير الدارسين أو طبيب مختص قد تصيب المريض بعواقب وخيمة قد تودى بحياته ويصعب إنقاذه ونقله إلى المستشفى.

وأضاف أنه مع انتشار مرض الكورونا غير مقبول تمامًا إجراء جلسات الحجامة، خاصة أنها تكون فى مكان يفتقد للإجراءات الاحترازية التى أوصت بها وزارة الصحة للحفاظ على حياة المواطنين، مشيرًا إلى أن ما يزيد من الأمر خطورة هو عدم إعطاء المرضى بعد الحجامة لمضادات حيوية لكى يلتئم الجرح وهو بالطبع سيؤدى إلى تلوث الجروح وتكون الخراريج التى قد تنتهى ببتر أحد الأطراف أو تسمم الدم ومن ثم الوفاة فى حالة صعوبة التدخل الطبي لإنقاذ حياة المريض، وأنه شاهد بنفسه العديد من الحالات بهذا الشكل نتيجة حجامة خاطئة أدت فى النهاية لبتر الأطراف أو الوفاة نتيجة النزيف الشديد.

وأما عن الدم المتجلط الذي يخرج من المريض وكتل الدم، فيقول إنه ليس بالدم الفاسد كما يزعم الحجامين ويوهمون المرضي وفى الحقيقية مجرد خروج الدم بكمية كبيرة سيتجلط وهو يتسبب فى هذه التكتلات /ناهيك عن أن عدم تعقيم الكئوس قد يتسبب فى تسمم الدم والإصابة فيروس سي وبي والإيدز وكافة أنواع الفيروسات التى تنتقل عن طريق الدم.

وأكد أنه يرفض تمامًا لجوء المرضى إلى الحجامة، وأنه يجب أن يتوجه إلى طبيب مختص للكشف ووصف العلاج المناسب وأننا فى عام ٢٠٢١ الأطباء يتبعون إرشادات طبية عالمية لعلاج المرضي لا يجب أبدًا اللجوء لغير المختصين فيها من الأطباء، وأن اخصائيي العلاج الطبيعي غير دارسين لعلم التشريح ولا يعلمون أماكن الأوردة والأوعية الدموية في الجسم وانواعها  وغير مختصين ولا يجوز لهم القيام بجلسات الحجامة، وأنهم ليسوا على دراية بالشكل التشريحى لأجزاء الجسم، كما أن الشروط كالتعقيم للآلات الذى تفتقده عيادته.

وأما عن رأى الدين فى موضوع الحجامة، فيقول الدكتور عطية عبدالموجود أستاذ الفقه بكلية الشريعة جامعة الأزهر: إن الله خلق الداء وخلق معه الدواء لذلك عن جابرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أنَّه قال: ((لكُلِّ داءٍ دواءٌ، فإذا أصيبَ دواءُ الدَّاءِ، بَرِئَ بإذن ِاللهِ عزَّ وجلَّ ))

ومن أمثلة الدواء ما عرف فى العهد النبوى بالحجامة وهى إخراج الدم الفاسد وأن الرسول عليه الصلاة والسلام احتجم وهو صائم مرة؛ مما يعنى أن الحجامة أمر مشروع عند الحاجة إليها، لا سيما وأننا فى عام 2021 وتقدم الطب كثيرًا والدواء عن الماضي ولا حاجة لغير المختصين.

ويؤكد أن كل من هب ودب يدعى إتقانه للحجامة وعلمه بمعاييرها وتقنياتها؛ لأنه قد يترتب على ذلك وفاة المريض أو إصابته بعدوى، لذا فإن من يخول لهم عمل الحجامة هم الأطباء؛ لأنهم على دراية بعلم التشريح حتى لا تترتب عليها مفاسد أو تودى بحياة الشخص، والذي يقرر الحاجة إليها هم الأطباء المتخصصون خريجو كلية الطب وليس الحلاقين على حد قوله.


تحذير: الحجامة قد تصيبك بالشلل وبتر الأطراف فى هذه الحالات
كلمات البحث
الأكثر قراءة