بعد أيام قليلة، سوف يصل للقاهرة رئيس جديد لبعثة اليابان الرسمية، هو السفير أوكاهيروشي، خلفًا للحالي، ماساكي نوكي، الذي امتدت مهمته في مصر إلى أكثر من 3 سنوات، بدءًا من شهر يوليو عام 2018، وتقرر نقله سفيرًا لليابان بالسويد.
السفير أوكاهيروشي من مواليد محافظة إيهيمي، التابعة لجزيرة شيكوكو، جنوب غرب اليابان، في 11 يناير عام 1959، وهو أحد الدبلوماسيين اليابانيين المحترفين، وشغل العديد من المناصب بالخارجية، منذ التحاقه بها في عام 1982.
أهم المناصب: مساعد الوزير والمدير العام للشرق الأوسط وأفريقيا، مدير عام الاستخبارات والمعلومات، سفير اليابان في كل من تركيا وماليزيا، بالإضافة إلى خبرته الوظيفية المرموقة، بسفارتي بلاده في بريطانيا والمملكة العربية السعودية.
قصدت الإفصاح عن هذا الخبر الطازج، قبل الدخول في موضوع مقال اليوم، وهو يتضمن العديد من أوجه التكريم والأوسمة والشهادات اليابانية الرفيعة، التي جرى الإعلان عنها منذ أيام قليلة، وصادفت أهلها من الشخصيات المصرية المرموقة.
في يوم 2 نوفمبر الحالي، تسلم الأستاذ الدكتور عصام حمزة، عميد مركز الآداب والثقافة بالجامعة المصرية-اليابانية للعلوم والتكنولوجيا E-JUST، بالإسكندرية، شهادة تقدير وزير الخارجية الياباني، التي يجري منحها للأفراد والجماعات ممن حققوا إنجازات بارزة، وساهموا في تعزيز الصداقة بين اليابان ودول العالم.
سمحت ظروف اقترابي من الملف المصري-الياباني، على مدى عقدين، من التعرف على الدكتور عصام حمزة، ومتابعة مساهماته المتميزة، بكل من طوكيو والقاهرة، والممتدة إلى نحو 40 عاما، لتطوير وتعزيز الدراسات والثقافة اليابانية في مصر.
تزخر السيرة الذاتية للدكتور حمزة بقائمة طويلة من المناصب والمسئوليات، أهمها:رئاسة قسم اللغة اليابانية وآدابها، بكلية الآداب جامعة القاهرة، وهو أول قسم للغة اليابانية يتم إنشاؤه بالمنطقة، عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والأمين العام لرابطة خريجي الجامعات اليابانية في مصر.
في اليوم التالي لتكريم الدكتور حمزة، 3 نوفمبر 2021، تلقيت ببالغ السرور قرار حكومة اليابان بمنح وسام الشمس المشرقة –نجم ذهبي وفضي- لوزير الثقافة والآثار، الدكتور خالد العناني، ولوزير الدولة الأسبق للآثار، الدكتور زاهي حواس.
وسام الشمس المشرقة هو وسام ياباني رفيع المستوى، يمنحه الإمبراطور لأولئك الذين حققوا إنجازات بارزة في اليابان والمجتمع الدولي، وقد أنشأه الإمبراطور ميجي سنة 1875، ويدار بواسطة مكتب الأوسمة التابع لمجلس الوزراء الياباني، ويجوز منحه بعد وفاة الممنوح له.
في أوائل شهر مايو من عام 2008، أي منذ ما يزيد على 13 سنة، تلقيت الدعوة الكريمة لحضور مراسم التتويج الإمبراطورية المهيبة، في العاصمة، طوكيو، لاثنين من الرموز المصرية: الدكتور إسماعيل سراج الدين، أطال الله في عمره، ورجل الصناعة الراحل، الدكتور عبدالمنعم سعودي.
وقتها، كتبت في "الأهرام" أن نظرة العالم لوسام الشمس المشرقة توازي - في المكانة والقيمة المعنوية - الفوز بجائزة "نوبل"، أي أنه يمكن تسمية الجائزة مجازا بـ "نوبل اليابانية"، لما تحظى به من احترام وتوقير لحامليها والفائزين بها.
إذا أسعفتني الذاكرة، كانت تلك هي آخر مراسم مهيبة، تجري في طوكيو، يحظى بشرف نيلها فائزان مصريان بالوسام، من الإمبراطور الوالد، أكيهيتو، شخصيا،
قبلها، وبعدها، فاز بالتتويج من السفراء: محمود كارم ونبيل فهمي ومرفت التلاوي وفايزة أبو النجا وهشام الزميتي، ومن الأكاديميين، الدكتور فاروق إسماعيل، ومن الرياضيين لاعب الجودو، محمد رشوان، ومن الوزراء السابقين، محمود أبوزيد.
أعود لحيثيات فوز كل من الدكتور خالد العناني والدكتور زاهي حواس، بوسام الشمس المشرقة - نجم ذهبي وفضي - لعام 2021، وفقا لمقاييس كوكب اليابان.
يذكر البيان الصحفي الذي تلقيته من السفارة اليابانية بالقاهرة: "يأتي التتويج بالوسام لما قام به الدكتور العناني والدكتور حواس من إسهامات بارزة في تعزيز العلاقات بين اليابان ومصر وتنمية التبادل الثقافي والأكاديمي".
يضيف: "خلال عمله كوزير للآثار على مدى 5 سنوات، عمل العناني، بشكل وثيق، مع حكومة اليابان في إطار تعزيز مشروع المتحف المصري الكبير GEM، الذي يعد رمزًا للصداقة بين اليابان ومصر، والترويج له، وساهم الوزير، أيضا، في تعزيز التفاهم، وتبادل الوفود والأفراد، وزار اليابان في عام 2019، لحضور مراسم تنصيب الإمبراطور ناروهيتو، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي".
بالنسبة للدكتور زاهي حواس، ذكر بيان السفارة، أنه معروف بشهرته، كأكبر مسئول وعالم للآثار والمصريات، وكان للتفهم الشديد وتعاونه تجاه اليابان، أمرا لا يمكن الاستعاضة عنه، في إطار ترويج العديد من الدراسات البحثية، وإصدار الكتب والظهور على شاشات التلفزيون، والقيام بالدعاية والإعلام، وإلقاء المحاضرات.
الفائز المصري الثالث بوسام الشمس المشرقة - نجم ذهبي وفضي - لعام 2021، هو السفير ماجد عبدالفتاح، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، ووكيل ومستشار الأمين العام السابق للمنظمة الدولية للشئون الإفريقية.
حيثيات تتويج السفير عبدالفتاح بالوسام الياباني الرفيع، حسب ما نشرته "بوابة الأهرام" يوم الجمعة الماضي، تعود لإسهاماته كأحد المنظمين المشاركين لعملية مؤتمر طوكيو الدولي، المعني بالتنمية في إفريقيا، والتي جرى من خلالها تعزيز العلاقات بين اليابان وإفريقيا.
ذكر بيان البعثة اليابانية لدى الأمم المتحدة أن السفير عبدالفتاح قام بصياغة عملية شاملة لمؤتمر طوكيو، تيكاد، تعكس شراكات متزايدة مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، واكتسب المؤتمر، تحت قيادته، أهمية كمنتدى متعدد الأطراف، يتماشى مع خطة التنمية المستدامة، 2030، وأجندة الاتحاد الإفريقي، 2063.
شكرًا لجلالة إمبراطور اليابان وحكومته ووزارة خارجيته على الشهادات والأوسمة الرفيعة، التي توجت شخصيات دبلوماسية وأكاديمية ورياضية مصرية مرموقة.
كل الامتنان لسفراء ودبلوماسيين يابانيين خدموا - أيضًا - في القاهرة، وكنت شاهدًا على مساهماتهم الجليلة في تعزيز العلاقات، وعشقهم غير المحدود، ومحبتهم للمصريين، مثل: سوتوتاكايا، إيشيكاواكاورو، أوكودانوريهيرو، أويموراتسوكاسا، سوزوكي كوتارو، أوكوبوتاكيشي، وأخيرا، موري تاكيرو.
[email protected]