ماجي الحكيم تكتب: "شاريك .. ومش بايعني"

28-10-2021 | 10:40

خلقنا الله أناسًا من كل الأشكال والألوان لنتعارف ونتبادل الأفكار والمشاعر، نبني علاقات من المفترض أن تكون إيجابية أيًا كان شكل هذه العلاقات.

الآباء والأبناء، الأزواج والزوجات، الأخوات والإخوة، الأقارب والأحبة، الأصدقاء والزملاء، وكل أشكال العلاقات، علينا جميعًا - أيًا كان دورنا فى العلاقة - أن نكون على مستوى مرتفع من العطاء، فإذا كان ما يربط شخصين أو أكثر مبنيًا على التوازن والتساوي كان الأخذ والعطاء أمرًا مفروغًا منه.
 
وكما يقول المثل "قدم السبت تلاقي الحد" لا تنتظر ما تأخذه أولًا، وإنما قدم أنت ما تملك من وفاء وعطاء وأمان ومشاعر واهتمام؛ بمعنى آخر لو كنت مهتمًا بالطرف الآخر اشتريه.
 
تحديدًا لو كانت العلاقة تمثل شكلًا من أشكال الارتباط أو الصداقة، علينا أن نبتعد عن التناحر والمنافسة، فدور كل واحد هو مساندة الآخر ودعمه لكي يكمل كل واحد منا الآخر، وهنا يجب أن تقول له بكل اللغات المباشرة وغير المباشرة "أنا شاريك"؛ وبمعنى آخر "أنا باقي عليك".
 
تحت هذا المسمى هناك قدر كبير من تقبل الآخر باختلافاته، بالتسامح في حدود لا تمس الكرامة، وبالمرونة في المواقف التي تستدعي الوسطية فى ردود الأفعال.
 
هذا هو الأصل في أي علاقة سوية تربط بين أشخاص أسوياء، فلا مكان لسوء الظن المسبق، لكن هذا لا يعني أن النهايات دائمًا جميلة وسعيدة فلكل قاعدة شواذ، فكما نقابل أشباهنا قد نقابل أشخاصًا لا نعرفهم على حقيقتهم إلا بعد مرور وقت طويل والشعور بالتعلق.
 
هنا تصبح العلاقة مرهقة وسامة، وأحيانًا خانقة، التمسك هنا بمن "اشتريته" أمر وارد جدًا؛ مما يصل بك إلى التوتر الذي قد يتطور إلى اللجوء لطبيب والاستعانة بالأدوية لتخفيف حدة تلك الأعراض.
 
وحتى لو لم يتطور الأمر إلى هذا الحد، فإن مجرد الإحساس بعدم الراحة المستمر، أو عدم الاستقرار الذهني أو النفسي أو الاجتماعي، وربما المادي، عليك أن تتوقف حفاظًا على ما تبقى من روحك، وربما استعادة ما فقدته في تلك العلاقة المؤذية.
 
هنا أستكمل النصيحة التي يجب أن تقوم عليها العلاقة "نعم أنا شاريك.. ولكن مش بايعني"، بمعنى أنك ستقدم كل ما تستطيع لإنجاح تلك العلاقة، لكن على ألا يكون ذلك على حساب نفسك أو التفريط في كرامتك أو استقلاليتك، لذلك: "خليك دايمًا فاكر إنى شاريك.. بس مش بايع نفسي".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة