ليس شرطًا أن تكون مريضًا نفسيًا حتى تذهب لطبيب نفسي فكل من يقدم على هذه الخطوة هو شخص يعاني اضطرابًا نفسيًا في أمر معين ويبحث عن المساعدة للخروج من هذا الاضطراب والتخلص من آلامه وآثاره السيئة ويعود لحياته الطبيعية فيتسنى له الاستمتاع بها من جديد.
موضوعات مقترحة
كثير من الناس ينظرون إلى العلاج النفسي على أنه عيب أو سلوك يجب ألا يفعله الشخص أمام الآخرين وعليه إن كان مضطرًا لهذا السلوك أن يختبئ عن عيون الناس تجنبًا لمقولة: "ده بيروح لدكتور نفسي".
مواقف كثيرة وأسباب متعددة تشير للإنسان أنه بحاجة إلى العلاج النفسي بحسب حديث الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسي ردًا على سؤال "بوابة الأهرام": متى يحتاج الإنسان الذهاب لطبيب نفسي ؟
القلق الدائم
يقول الطبيب دائمًا ما يحتاج السواد الأعظم منا للعلاج النفسي لاسيما ونحن نعيش عصر القلق فهناك من يعاني قلق الغد وما يخبئه له المستقبل وهناك من يعاني قلق الإصابة ببعض الأمراض لاسيما وقد استوطنت الأمراض المزمنة منازل غالبية العائلات وهناك من يعاني قلق الخوف على الأبناء أو الآباء أو الأحبه بشكل عام .
آلام الظهر والعظام والخشونة
أشكال كثيرة للقلق الدائم عند الناس ذلك القلق الذي نتج عنه مجموعة من الأمراض النفسية الاجتماعية التي تتخذ أشكالًا عضوية فيعاني الإنسان آلامًا في العظام أو الظهر أو الجسد بشكل عام ويعاني آخر خشونة في الركبة أو آلامًا في الرأس واضطرابات في النوم وتعانى أخرى تساقط الشعر ومشاكل في النظر وكل هذه الآلام العضوية وغيرها تكون نتيجة القلق والضغوط .
ويذهب الإنسان للطبيب بهدف علاج آلام قدمه أو رأسه أو بطنه جسده بشكل عام ويحصل على روشته بالدواء لكنها لا تغير شيئًا لأن الألم نفسيًا وليس عضويًا فكل أنواع الألم السابقة هي صرخات أطلقتها مشكلة نفسية ما يعانيها الشخص .
المسئولية
المسئولية أيضًا بمختلف أنواعها سواء عند الرجل أو المرأة ينتج عنها ضغوط نفسية بسبب الاحتراق النفسي الناتج عن تحمل المسئولية سواء في العمل أو الدراسة أو الحياة بشكل عام .
اختلاف مراحل العمر
واختلاف مراحل العمر يولد ضغوطًا نفسية كبيرة لدى كثير من الناس فكل مرحلة لها ضغوطها الخاصة بها بدءًا من مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة ومرحلة الشباب والدراسة ومرحلة العمل أو البطالة ومرحلة الزواج ومسئولياته ومتطلباته ومرحلة تقدم العمر والإصابة ببعض الأمراض منها المزمن ومنها الخطير كل هذه المراحل يتولد فيها ضغوطًا نفسية ثقيلة على النفس .
اختلاف المهام
أيضًا اختلاف المهام والأدوار التي يقوم بها كل شخص في الحياة مثل مرحلة الزواج التي يصاحبها اكتئاب ما بعد الزواج ثم اكتئاب الحمل ثم اكتئاب ما بعد الولادة أيضًا الطالب والموظف والمسئول كل دور في الحياة له ضغوطًا نفسية خاصة به تستدعى العلاج النفسي .
التطور التكنولوجي
التطور التكنولوجي نتج عنه أيضًا ضغوط نفسية وعلى سبيل المثال ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي ضربت بالترابط الاجتماعي الحقيقي عارض الحائط وفصلت أفراد الأسرة الواحدة عن بعضهم وعزلت الأصدقاء والجيران والعائلة واغتالت المشاعر التي باتت قاصرة على "لايك" أو "كومنت" أو رسالة الكترونية عبر هذه الشبكة العنكبوتية .
حوادث الطرق
حوادث الطرق تخلف وراءها مشاكل نفسية جسيمة لكل من الشخص المصاب وعائلته لاسيما إذا توفى إثر الحادث أو لحقت به إصابة غيرت من ملامحه وطبيعة عمله وحركته .
التطور الحضاري
أيضًا التطور الحضاري نتج عنه مشاكل نفسية كبيرة مثل أن ينتقل أحدهم إلى المدن الجديدة ناشدًا التطور ومواكبة العصر ولكن الكثير يعانون نتيجة ذلك اضطرابات نفسية بسبب البعد عن الأهل والأصدقاء والجيران وموطن النشأة وذكريات العمر وبداياته والشعور بالاغتراب عن هؤلاء الناس وهذه الأشياء .
الجوائح
كما أن عصر الجوائج كظهور جائحة "كورونا" التي يعيشها العالم كله جعل المشاكل النفسية في تصاعد مستمر بسبب فقدان الناس لذويهم وأحبابهم وتفكيرهم في الموت وقلقهم منه ومن الإصابة بالعدوى فضلصا عن البطالة التي تسببت فيها الجائحة وآثارها النفسية في نفوس الشباب الذين تضرروا من ذلك كل هذه ضغوط نفسية جسيمة تسبب آلامًا للإنسان وتجعله بحاجه إلى العلاج النفسي .
توهم المرض
وكثير من الناس يعانون توهم المرض فمثلا بعد دخول سن الأربعين يلجأ الكثير إلى الفحص المستمر للجسد بسبب الخوف الزائد عن حده من الإصابة ببعض الأمراض فيتوهمون أنهم مصابون بمرض خطير فيقول :" أنا حاسس اني عندي المرض الوحش" وتقول إحداهن:" انا حاسه اني هموت خلاص" فالخوف الزائد الذي يولد توهم المرض ينتج عنه ضغوط نفسية كبيرة تجعل الإنسان بحاجة إلى العلاج النفسي .
هل نحتاج دوما للذهاب إلى المعالج النفسي ؟ الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية يقول لـ"بوابة الأهرام" : نعم .. بكل تأكيد وستزداد الحاجة إلى ذلك أيضًا مع تطور الحياة".