على مدار أسبوع، استيقظ المصريون على هزتين أرضيتين لهما قوة كبيرة، حيث وقع زلزال صباح اليوم بقوة 6 ريختر، ما آثار حالة من الفزع والخوف بين المواطنين خاصة مع تكرار حدوث الزلزال في مصر للمرة الثانية خلال أيام قليلة، وسط تساؤلات حول حقيقة دخول مصر حزام الزلازل.

وتأثرت مصر، يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، بهزة أرضية وقعت جنوب جزيرة كريت، على بعد 413 كيلو مترًا شمالي مدينة مرسى مطروح بلغا قوتها 6.4 على مقياس ريختر، بينما بلغت قوة زلزال اليوم 6.2 على مقياس ريختر، حيث وقع شرقي كريت على بعض 360 كيلو مترًا شمالي الإسكندرية.

ورصد المعهد القومي للبحوث الفلكية، في الفترة ما بين منتصف أكتوبر وحتى منتصف ديسمبر 2020، ما يقرب من 6 هزات أرضية المعروفة أو كما تسمى الزلازل، بقوة تتراوح من 2.6 درجة إلى 5.6 درجة على مقياس ريختر، وذلك في شرق القاهرة والمحلة الكبرى وشمال مدينة مرسى مطروح وشمال مدينة الإسكندرية وشمال دمياط.

تلك الزلازل المتكررة تسببت في تزايد الرعب والخوف في أنفس المواطنين، من دخول مصر حزام الزلازل، خاصة أنها تحدث في المناطق الأكثر تعرضا للهزات الأرضية في القاهرة، وتكرار الزلازل جعل المواطنين يربطون بينها وبين زلزال 1992، وتواصلت "بوابة الأهرام" مع جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية للرد على تساؤلات المواطنين.

هل دخلت مصر حزام الزلازل؟

رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، رد بإجابة حاسمة على تساؤل المواطنين عن دخول مصر حزام الزلازل، مؤكدا أن مصر خارج حزام الزلازل وهذه المناطق معروفة، لذا لا يوجد أي خطورة على المواطنين من الهزات الأرضية الأخيرة، حيث أن أغلب هذه الهزات يكون مركزها خارج مصر.

وأوضح أن الدقة العالية التي تتميز بها محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، هي سبب رصد الهزات الأرضية في وقت قصير، ويتم رصد يوميا ما بين 2 إلى 5 زلازل يوميا، بعضها يكون غير محسوس، مثل الهزات الصغيرة التي تتراوح قوتها ما بين 1.5 ودرجتين درجة على مقياس ريختر، أما الهزات المتوسطة تتراوح قوتها بين 3.5 و4 درجات على مقياس ريختر.

لكن الزلازل الكبيرة هي التي تتجاوز درجة قوتها 5.5 على مقياس ريختر، لذا يؤكد الدكتور جاد القاضي، أن تلك الهزات التي تحدث في مصر طبيعية خاصة أنها ليست في منطقة واحدة بشكل متكرر، إنما بشكل متباعد على مناطق مختلفة، وحدوث هزات بينهم فترة قصيرة ليه لها أي علاقة ببعضها، حيث أنه يتم تسجيل زلزال في تلك المناطق بشكل شبه يومي.

الأحزمة الزلزالية

ونوضح أبرز ثلاثة أحزمة زلزالية في جميع أنحاء العالم التي تتمثل فى:

الحزام الزلزالي المحيطي حول المحيط الهادى، هذا هو أكبر حزام زلازل في العالم، حيث تحدث حوالى 80٪ من أكبر الزلازل فى العالم (بقوة 8 وما فوق)، بسبب تقارب الصفائح.

حزام الزلازل فى جبال الألب والهيمالايا يمتد حزام الزلازل هذا من جافا إلى سومطرة في إندونيسيا عبر جبال الهيمالايا والبحر الأبيض المتوسط، ويصل إلى المحيط الأطلسي ويمثل حوالي 17٪ أكبر زلازل في العالم، حيث تتحرك الألواح في اتجاهين متعاكسين مما يؤدي إلى حدوث هذه الكوارث الطبيعية.

حزام الزلازل بمنتصف الأطلسي يتبع حزام الزلازل هذا التلال، وعلى الرغم من أنه مسئول عن 3٪ فقط من الزلازل الكبيرة، إلا أن حوالى 5 ملايين من الزلازل تحدث سنويًا على طول هذا الحزام، ولكن معظمها صغير جدًا بحيث لا يمكن الشعور به، ويمثل هذا الحزام منطقة التقاء الصفائح القارية.

هل هناك ربط بين زلازل الأسبوع وزلزال 92؟

يجيب رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، بالنفي، قائلا إنه لا يجب ربط الزلزال الذي حدث في القاهرة اليوم، والزلزال الذي حدث قبل أيام من زلزال 1992، فهناك فرق بينهم، ومصر لم تدخل حزام الزلزال كما يروج على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذه معلومات مغلوطة تماما.

ويشير إلى الزلزال الذي وقع صباح اليوم تم تسجيله في الساعة 7.32 دقيقة صباحا، بالتوقيت المحلي للقاهرة وكانت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر، وعمق زلزال اليوم كبير نسبيا حيث وقع على عمق 31 كيلومتر، والشبكات الدولية التي يملكها المعهد ترصد هذا العمق، وكلما يزداد عدد المحطات كلما يتم تدقيق المعلومة بشأن عمق الزلزال.

كما أنه كلما زاد عمق مركز الزلزال زادت دائرة شعور الناس به، فالعمق الكبير للزلزال يؤدي لزيادة الدائرة الجغرافية التي يؤثر فيها الزلزال، وهذا ما جعل المواطنين في مناطق القاهرة والجيزة والإسكندرية ومدن الدلتا والمدن الساحلية يشعرون صباح اليوم بالزلزال، ومركزه هو جزيرة كريت، والزلزال يبعد 390 كم عن أقرب نقطة للسواحل المصرية.

المناطق المعرضة للزلازل في مصر

هناك مناطق محددة أكثر عرضه للزلازل في مصر، على رأسها شمال البحر الأحمر وشرم الشيخ وغرب السويس وشرق القاهرة، ومنطقة جنوب غرب القاهرة التي تبدأ من دهشور وحتى جبل قطراني بالفيوم، بالإضافة إلى شمال الدلتا والمحافظات المتاخمة للبحر المتوسط والقريبة من مناطق حدوث الزلازل في جنوب اليونان وغرب تركيا، وأخيرا جنوب أسوان والسد العالي، بحسب ما أكده رئيس معهد البحوث الفلكية.

ووجه الدكتور جاد القاضي، رسالة للمواطنين، قائلا: " لا داعي للقلق نحن آمنون، ولدينا إرشادات وبيانات وتقارير نرسلها بشكل دوري لقطاعات عدة، مثل الدفاع المدني، وهيئة الطرق والكباري، والإسكان، وهناك دليل استرشادي بالتعاون مع مجلس الوزراء، تم إرساله إلى كافة المحافظات للتعامل مع الزلزال أو الهزات الأرضية بشكل سليم".