شهدت الندوة التثقيفية التي أقيمت بمناسبة احتفالات الذكرى الـ48 لنصر أكتوبر المجيد وبعنوان «العبور إلى المستقبل» حوارًا إنسانيًّا مؤثرًا بين فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي واللواء سمير فرج مدير الشئون المعنوية الأسبق، كشف فيها الرئيس لأول مرة سرًا عمره أربعون عامًا، وفاجأ الحضور بأن قائده في ذلك الوقت كان اللواء سمير فرج، وتحدث عن ذكرياته العسكرية بالعمل معه، وأن المقدم سمير فرج كان يتمتع بسمعة طيبة وقدرة علمية معروفة، وكان معروفا عنه مناظرته الشهيرة مع آرييل شارون في كلية القادة ببريطانيا عقب حرب 1973، وأنه أثناء عمله تحت قيادة المقدم سمير فرج قائد الكتيبة، تعلّم منه حل المشكلات بحكمة وهدوء ويسر وفكر وعلم، وأنه لا مشكلة من دون حل.
وأضاف الرئيس قائلا: «كان لي حظ الخدمة مع سيادته لذلك أوجه إلى سيادته كل التحية، كل التحية يافندم، كل التقدير يافندم، كل الاحترام يافندم، لم تأت الفرصة لأقول لسيادتك هذا الكلام»، رد اللواء سمير فرج وقد اغرورقت عيناه بالدموع تأثرا بما قدمه الرئيس له من تقدير واحترام وعرفان قائلا: «أنا هتكلم في هذا الموضوع لأول مرة أذكره في حياتي لمّا رحت الكتيبة كان معايا ملازم أول عبدالفتاح السيسي، ويوم ما تركت الكتيبة كتبت التقرير السري ومنحته تقدير امتياز، ولما كنا ندى التقرير امتياز نذكر الأسباب والسبب، ولما كنا في مواقع دفاعية ونطلع بالعربية الچيب ونلف على الكتيبة ونمر، في يوم حصل عاصفة رملية، والعواصف الرملية صعبة جدًّا، والطريق اتردم، كنا على الطريق الأوسط طالع من كوبري المعدية نمرة 6 إلى العريش، والملازم أول عبدالفتاح السيسي قال لازم نفتح الطريق، وكنا بالليل، قلت له النهار له عيون، لكنه تمسك برغم خطورة ذلك لأن فيه مدنيين لازم تمر، ونزل فتح الطريق بطريقته الخاصة وهنا أظهر أنه ضابط صاحب قرار، ولما سأل الجنود هيفطروا إيه اتقال له فول وجبنة بيضاء وشاي، قالهم لا نعمل عدس علشان الجو برد والجنود محتاجة تكون دافئة، لما سألت عليه الساعة 6 الصبح اكتشفت أنه فتح الطريق بالليل وفطر العساكر ورتب أمور الكتيبة، وقتها قلت الضابط ده هيكون له مستقبل، قلت الكلام ده من 40 سنة، ونفس المنظر ده شفته يوم ما قرر يخلص مصر من الإخوان».
وأضاف اللواء سمير فرج: «أنا سني كبر وهقابل رب كريم وبقول كلمة حق، أنا لا أنافق ولا أتملق، وأقول الحق فقط، ولما كنا مع بعض في المجلس العسكري وكنت أحدث ضابط ويوم ما اتخذت قرار التخلص من الإخوان، افتكرت موقف سيادتك لما كان عندك 22 سنة، وكنت معاك في الكتيبة».
هنا تدخل الرئيس السيسي، وقال للواء سمير فرج «أنا اللي كنت مع حضرتك في الكتيبة يافندم العين عمرها ما تترفع عن الحاجب يافندم»، صفق الحضور لكلمات الرئيس التى عكست خلقه العالي وتواضعه وموقفه الإنساني النبيل، واحترامه للواء سمير فرج ملقنا شعبه درسا فى الوفاء وجبر الخواطر.
فالرئيس السيسي قدوة حسنة فى الأخلاق الكريمة، وولد قائدا عظيما بالفطرة، واهتمامه بالمدنيين منذ أن كان ملازما أول وصمم أن يفتح الطريق لهم، واهتمامه بالجنود والعساكر، كل ذلك يدل على أننا أمام رئيس إنسان يحب شعبه ويقوده إلى المستقبل باقتدار وشغف وإصرار، لتكون مصر «أد الدنيا»، وقد أكد ذلك فى كلمته التى ألقاها فى الندوة التثقيفية قائلا: «فها نحن اليوم نرى مصر، بالأرقام والحقائق، قد وجدت مسارها الصحيح لتمضي بخطى ثابتة في طريق التنمية والتقدم، وتغير واقعها على نحو يليق بتاريخها وبحضارتها وبعظمة شعبها، ولَنمضِ معًا بقوة وعزيمة لبناء وتنمية بلادنا، بالرغم من تعاظم التحديات الداخلية والخارجية، خصوصا في محيطنا الإقليمي المضطرب والمعقد، والأزمات العالمية غير المسبوقة التي لم تكن مصر بمنأى عنها، خصوصا تداعيات جائحة «كورونا»، وقد أثبت الشعب المصري مجددًا وعيه العميق، وأن انتماءه وإخلاصه لوطنه بلا حدود، وأن مصر وطن ينهض بإرادة وسواعد أبنائه، وأن العمل والاجتهاد والإخلاص هي قيم وركائز أساسية للنجاح في عبور غمار التحدي على طريق بناء الدولة الحديثة.
فعلى مدار السنوات السبع الماضية سلكنا طريقًا شاقًا من أجل بناء دولتنا الحديثة ووصولًا إلى الجمهورية الجديدة، وبدأنا في تحقيق عملية شاملة وعميقة لصياغة المستقبل المنشود لوطننا العزيز وللأجيال الحالية والمستقبلية وفق عملٍ جمعي متكامل ومتناغم بين كافة أجهزة الدولة، واستنادًا إلى رؤية علمية ومستهدفات محددة نسعى إلى تحقيقها خلال العشرية الحالية، ووصولًا إلى أهداف «رؤية مصر ٢٠٣٠»، فقد طالت جهود البناء والتنمية جميع مناحي الحياة في مصر بلا استثناء لتحقيق هدف محدد، هو تعظيم قدرة الدولة في كافة المجالات من أجل تغيير الواقع وبناء الإنسان سعيًا إلى حاضر ومستقبل أفضل لمصر وللمصريين، شعب مصر العظيم، ستبقى التضحيات والبطولات التي قدمها جيل أكتوبر العظيم خالدة في وجداننا، وشاهدًا على صلابة هذه الأمة ونبراسًا ونموذجًا ملهمًا لنا جميعًا في العمل بجد ودأب لإعلاء شعب الوطن وحفظ ترابه وصون كرامته.»
تحيا مصر بزعيمها الخلوق الإنسان وجيشها الباسل وشرطتها وشعبها.