فى عام 1927م، كتب توماس راسل تقريرًا فاضحًا عن عالم الكيف فى مصر، وقد وجه أصابع الاتهام فى التقرير للعرب البدو والمصريين والدول العربية المحيطة التى كانت تُزرع فيها المخدرات، مما اعتبره المصريون تحاملا على مصر، مؤكدين انحيازه لبنى جلدته الأوروبيين، الذين كانوا يقومون بتكوين عصابات بالاتجار فى المخدرات وزراعتها وتهريبها داخل البلاد بأسعار مرتفعة.
تنصل توماس راسل من تقريره، مؤكدا أن تقريره نُشر فى الصحف والمجلات المصرية، وأنه لم يرسله لعصبة الأمم، وقد اتهم عددا من الصحفيين المصريين بتحريف تقريره الذى وُصف بـ"الفاضح" لمصر خاصة أن اسمها تردد فى عصبة الأمم بشأن المخدرات.
وقالت الصحف إن تقريرا كهذا أمام عصبة الأمم وصمة عار فى حق مصر؛ لأنها موصوفة بالمخدرات التى تعم أوروبا ويتاجر فيها الأوروبيين، وقد استرسلت الصحف فى حادثة ضبط 1800 جرام من الهيرويين بحوزة ضباط فرنسيين قاموا بتهريبها من خلال جمرك الإسكندرية.
وأكدت الصحافة أن الأوروبيين يصنعون المخدرات ويهربونها إلينا، مؤكدة على أن مصر أصدرت قانونا بمنع زراعة الأفيون والمخدرات فيما لاتزال دولا أخري لم تصدر تشريعات بعد.
كان هجوم الصحافة كفيل بتراجع توماس راسل مدير المخابرات العامة لمكافحة المخدرات، فقد أكد للصحف أن تقاريره التالية والجديدة سيتحدث بإسهاب عن صناعة العقاقير المخدرة فى أوروبا، وأنه سيتحدث عن عصابات الأجانب.
وفى تقاريره التى انفردت "بوابة الأهرام" بنشرها التزم راسل بالحياد، بل قام بحذف التقارير التى أغضبت الرأى العام المصري منه، وكتب تقارير جديدة منها الدول المجاورة التى تقوم بتهريب المخدرات.
وكشف راسل فى تقرير بعنوان "استعراض الحالة العامة بالقطر المصري" أن الهيروين فى عام 1906م كان يُباع بمبلغ 3 جنيهات فقط ، وبعد الحملات على منع تدواله والاتجار بالهيروين ارتفع سعره حتى وصل الكيلو الواحد منه فى الثلاثينيات مابين 6 جنيهات لـ90 جنيها، وهو مبلغ كبير فى ذلك الوقت.
وأوضح حكمدار القاهرة أن هيروين بروسا وتركيا هو الأكثر شيوعا فى مصر، مؤكدا أن عددا من الدول الأخري مثل بلغاريا ويوغوسلافيا تزرع الحشيش، بينما فرنسا التى كانت تحتل بلدانا عربية آنذاك مثل لبنان وسوريا فقد حرمت فيها الزراعة وسنت تشريعات مهمة للحد من المخدرات، ورغم ذلك يتم تهريب المخدرات.
وقال توماس راسل إن زراعة المخدرات منتشرة في تركيا رغم محاولات السلطات هناك لمنعها، مضيفا أن الحشيش يُجهز فى آسيا الصغري حيث يزرع الخشخاش، كما أن للحشيش التركى ميزة فى الطعم والرائحة؛ لذا يتهافت عليه المصريون، حيث صارت مصر هى السوق الرائجة للحشيش التركى، ورغم أن النتائج الصحية للحشيش لاتقارن بمتعاطى المواد البيضاء، إلا أنه خطر دائم، فالإسراف فى الحشيش يؤدى لارتكاب الجرائم، كما أن الكثير من الفتيان العمال العاديين بالقطر المصري يهوون الحشيش ويتلذون به فى جوزة أو جوزتين، ويتلذذ أبناء عمومتهم المثقفون بكأس من الويسكى يعقبها الترويح عن النفس بدار السينما فى حفلة من ليالى التسالى مع الرفقاء.
يؤكد حمدار القاهرة أن الحشيش لن يفتك بمصر كما فتك بها الهيروين قبل عام 1932م، ولكن تعاطي الحشيش يسير بخطى واسعة ليحتل مكان الهيروين لإفساد البلاد طمعا فى الأرباح الطائلة التى يجنيها الخبئاء المغامرون من وراء التجارة الغير مشروعة، ومادام الحشيش يُزرع علنا وجهارا فى بلاد مجاورة؛ لذا لابد من الحيطة والحذر وتفعيل القانون، كما أنه لابد أن تدعم الحكومة القوات البحرية والهوائية والبرية الصحروية بأموال باهظة لمحاصرة التهريب ومكافحة الحشيش.
وأضاف أن الحشيش التركى يتم تهريبه لمصر من خلال أشكال الهلال والنجمة وبطاقات مكتوب عليها أعلى أصناف بروسا، وصنف بروسى استامبولى عال العال ، مؤكدا أن مندوب تركيا فى جينيف صرح عام 1931م بأن الحشيش لايزرع فى تركيا.
واسترسل توماس راسل فى ضبطيات المخدرات ووقائع أفراد البوليس فى محاصرة عصابات التهريب الأجانب والعرب، وكذلك المصريين.
تقرير توماس راسل تقرير توماس راسل تقرير توماس راسل تقرير توماس راسل تقرير توماس راسل تقرير توماس راسل