حوار إنساني يفيض بالقيم ويمتلئ بالأخلاقيات النبيلة والمشاعر الجميلة؛ ذلك الذي دار اليوم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي واللواء سمير فرج، وكشف عن سر أعلنه الرئيس خلال الندوة التثقيفية اليوم؛ وهو أنه بدأ خدمته في القوات المسلحة بكتيبة كان قائدها في حينها المقدم سمير فرج، ولعل ما يمكن التوقف عنده في هذا المشهد الذي عكس قيم الوفاء في أبهى صوره، أنه حمل العديد من الرسائل وكشف عن الكثير من الحقائق في شخصية الرئيس السيسي القيادية وقدرته على اتخاذ القرار في أصعب الظروف.
إذ إن حديث الرئيس عن اللواء سمير فرج القائد والمعلم كان مليئًا بالمعاني النبيلة والقيم الجليلة؛ إذ قال بتواضع الكبار إنه تعلم من اللواء سمير فرج القدرة على حل المشاكل والوصول إلى النتائج، ولم يتوقف مشهد الوفاء عند هذا الحد بل إن الرئيس كان يخاطب اللواء سمير فرج بكلمة "يافندم" وكررها أكثر من مرة، كما استخدم المثل الشعبي "العين ماتعلاش عن الحاجب " في إشارة تعكس تقديره وإجلاله لهذا القائد، وهو ما جعل اللواء سمير فرج يكاد أن يبكي استشعارًا بهذا النبل في مشهد وفاء نادر قلما رأيناه في المناسباب الرئاسية في السابق ليقدم الرئيس درسًا جديدًا في قيم الوفاء التى طالما كانت عنوانًا أبرز في العديد من المواقف والأحداث التاريخية التى مرت بمصر.
ومن المفارقات التي يمكن التوقف عندها أن يأتي هذا الحديث في احتفال مصر بذكرى انتصار أكتوبر الذي تحقق أيضًا بقيم الوفاء للوطن تلك الفضيلة التي هي سمة جيش مصر العظيم كانت دافعًا لجنودنا البواسل في إنجاز هذا النصر التاريخي الذي غسل عار الهزيمة واسترد الأرض في حرب ستظل على مر التاريخ وعبر الأجيال محفورة في ذاكرة الشعب كمصدر للفخر ومبعثًا للعزة والكرامة والكبرياء.
وما أشار إليه الرئيس السيسي اليوم أيضًا في حديثة عن علاقة الشعب والجيش هو قمة الوفاء الذي تجسد حين وقف الشعب خلف جيشه بعد هزيمة 67، وخرج رافضًا تنحي الرئيس جمال عبدالناصر وظل داعمًا ومساندًا لجيشه وفيًا له حتى حقق النصر في أكتوبر 73، كما أن الوفاء تجلى أيضًا واستمر في مرحلة ما بعد الحرب، واليوم يرد الجيش المصري وفاء بوفاء وفضلًا بفضل إذ يشارك في أكبر عملية تعمير تشهدها مصر بعد حرب التحرير.
مشهد الوفاء تجلى أيضًا حين استدعى الشعب جيشه العظيم في 30 يونيو لإنقاذ البلاد من قبضة الجماعة الإرهابية فكان الوفاء أعظم والاستجابة أنبل، ثم جاء الوفاء العظيم من قائد اختاره الشعب بوفاء وإخلاص ليقود البلاد في ظرف تاريخي صعب وتحديات جسام، فما كان أمام الرئيس السيسي إلا أن يلبي النداء وفاء للوطن وللشعب.
سبع سنوات مرت كلها وفاء وبناء ونماء.. هي عبور لا يقل عن نصر أكتوبر.. عبور يدخل بالدولة المصرية إلى الجمهورية الجديدة.. دولة مدنية قوية تأخذ بأسباب التقدم وسبل التطور المستدام.. بمعايير خبراء التنمية، فإن ما يحدث في مصر من إنجازات يمثل معجزة، وما تشهده البلاد من تطور أدرك كل مناحي الحياه هو نهضة شاملة غير مسبوقة، وبمقاييس العلماء فإن ما تشهده مصر ثورة تكنولوجية تضع البلاد على خريطة الدول الصناعية، وبمفاهيم حقوق الإنسان، فإن ما تحقق من مشروعات يضع مصر في صدارة الدول التى تعلي حقوق السكن والعلاج والتعليم والعمل والعقيدة وغير ذلك عبر إستراتيجية وطنية هي الأولى في تاريخ مصر.
كثيرة هي المشاهد وعديدة تلك النماذج التي تقدم أدلة الوفاء، وتوثق لقيم الإخلاص للوطن والسعي لرفعته وتقدمه، وتبقى الحقيقة الدقيقة أن مصر بجيشها الوفي القوي وقيادتها الوفية القوية هي قادرة على صنع النصر تلو الآخر، وأن وحدة الشعب ووفاء قائده هو الذي يصون ما يتحقق على أرض مصر ويضمن صيانة الحاضر وصناعة المستقبل.
حفظ الله مصر وجيشها العظيم
[email protected]