بالطبع هي صدفة، وربما يكون القدر هو السبب في أن تكتشف أكثر من ٤ آلاف سيدة مصرية أنهن مريضات بسرطان الثدي، لأن لولا وجود الحملة الرئاسية للكشف عن سرطان الثدي التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في احتفالية تكريم المرأة عام ٢٠١٩، لما علمن هؤلاء السيدات مبكرًا عن إصابتهن بسرطان الثدي.
وبما أنه "لا يفتى ومالك في المدينة" فتحدثت مع الصديق الدكتور هشام الغزالي أستاذ ورئيس قسم البحوث السرطانية بجامعة عين شمس وعضو اللجنة الرئاسية لحملة الكشف عن سرطان الثدي الذي أجابني قائلًا "هل تعلمي أن هذه الحملة قد ابهرتنا جميعًا بنتائجها؟ ولم نكن نتوقع هذا النجاح المبهر لها، فلقد تم عمل مسحة لـ ١٧ مليون سيدة من سن ١٨ سنة، والكشف على ١٠ ملايين سيدة من سن ٣٥ سنة، وقد ساهمت تلك الحملة في الاكتشاف المبكر للمرض بنسبة ٧٠% ويعتبر الاكتشاف المبكر سبب في الشفاء من المرض بنسبة عالية تتجاوز الـ ٥٠%.
والكلام مازال على لسان الدكتور هشام "هل تتخيلين أن العلاج يقدم لهؤلاء السيدات بالمجان؟ ليس هذا فقط، وإنما بروتوكولات العلاج التي تقدم لهن تضاهي بروتوكولات العلاج العالمية الموجودة في أفضل الدول.
وبمجرد أن أنهى الدكتور هشام كلامه معي سارعت إلى ذهني سيارات الحملة التي كانت تصطف على شواطئ القرى بالساحل الشمالي أثناء وجودي هناك، وكنت أستغرب من وجودها في هذا المكان متسائلة، إلى هذا الحد الاهتمام بصحة المرأة حتى وهي في الساحل الشمالي؟ ولكن عندما قرأت تصريح وزارة الصحة والسكان من يومين زال استغرابي؛ حيث كشفت الوزارة أن تلك الحملة أثمرت عن الاكتشاف المبكر لأكثر من ١٤ ألف مصابة بسرطان الثدي، وتم العلاج بالمجان لإجمالي ٣٣ ألف حالة مصابة، والأهم في تلك الحملة من الاكتشاف المبكر للمرض، هو العلاج الذي يقدم بالمجان، فمن خلال تجربتي مع زوجي - رحمة الله عليه - والذي توفي نتيجة سرطان بالرئة، ووالدتي أطال الله بعمرها والتي كانت مصابة بسرطان في القولون، فإن تكاليف العلاج من مرض السرطان مكلفة بدرجة باهظة، بدءًا من الدواء والإشاعات المطلوبة بشكل دوري والكشف والعمليات الجراحية، فأحيانًا تكون عبئًا على المقتدر، فما بالك بمن غير مقتدر.
وما بالك بامرأة مرت من أمام تلك السيارة فدخلت لتطمئن على صحتها فكشف الله لها عن مرض لم تكن تعلم عنه شيئًا، وأتم الله عليها بعافيته، مازالت السيارات موجودة ومازالت الحملة مستمرة، وما زال الأمل في الله كبيرًا بالشفاء من ذلك المرض اللعين.
فإذا كنتِ ممن لا يلجأن إلى تلك السيارات التي نشاهدها في كل ركن من أركان الجمهورية، فأسرعي عزيزتي المرأة للاطمئنان على صحتك.
[email protected]