قال الدكتور خالد محمد محمود، رئيس الإدارة المركزية لشئون محطات البحوث والتجارب الزراعية، إن الفترة الحالية تشهد تعاونا كبيرا بين المحطات البحثية التابعة لمركز البحوث الزراعية والمنظمات الدولية المختلفة كايكاردا والايكساد والفاو وغيرهم، وذلك على مستوى المحطات البحثية بمحافظات مصر، منوها بأن ذلك يأتى فى اطار خطة الدولة ممثله فى وزارة الزراعة بالاهتمام وتطوير دور المنظومة البحثية بالمحطات، والتشجيع على زيادة الأصناف والتقاوى المنتجة لكل المحاصيل.
موضوعات مقترحة
وأشاد الدكتور خالد بدور الدولة من ناحية الاهتمام البالغ بباحثى المحطات البحثية وتوفير البدائل فى حالة نقل إحدى المحطات لمكان آخر قريب منه، وذلك فى إطار استكمال مسيرتها التنموية؛ لتنفيذ إستراتيجيتها من ناحية والارتقاء بالمواطن المصرى من ناحية أخري.
وقال إن المحطات البحثية لا غنى عنها، نظرا للأهمية والهدف الكبير لها منذ نشأتها من آلاف السنين، لافتا الى أن كل محطة تلتزم بدراسة الظروف البيئية والمناخية كدرجات الحرارة، واختلاف التربة، وبناء عليه فإن كل نبات يستلزم محطة بحثية فى كل إقليم لدراسة ظروفه من ناحية، وتربية الأصناف التى تتناسب مع الظروف المختلفة، خاصة المحاصيل الاستراتيجية.
وأوضح الدكتور خالد بأن بعض محطات الوجه القبلى كمحطة كوم أمبو والمطاعنة والمراشتة وشندويل، يحرص الباحثون فيها من خلال ابحاثهم وتجاربهم كتجارب مسافات الزراعة وتجارب المحصول والكثافات النباتيه، على الاهتمام بمحصول قصب السكر وإنتاج أصناف جديدة، قد يتجاوز ابتكار الصنف الواحد مده تتجاوز 10 سنوات، مع العلم بأن عملية التزهير لقصب السكر لا تتم إلا فى محطة الصباحية فقط نظرا لتمتعها بكافه العوامل المساعده على ذلك، وتظهر أهمية هذه المحطات فى الوصول لأعلى إنتاجية من القصب والتى وصلت إلى 70 طنا للفدان.
وأكد دور المحطات البحثية فى دفع عجله العملية التصديرية للدولة من خلال دورها البحثي، كما هو الحال فى محصول القصب والذى يتولى اموره محطه بحوث شندويل بسوهاج، فبجانب الإنتاجية العالية للمحصول والرغبه فى الحصول عليه من الاسواق الداخلية والخارجية، نجحنا فى حصاده فى وقت مبكر عن باقى المحافظات الاخرى مما كان له الاثر فى زياده القيمه المضافه عند التصدير للخارج، منوها بدور محطه سدس فى تربيه قمح المكرونه، وتحقيق المردود الاقتصادى كم خلال وقف نزيف الاستيراد من الخارج.
وأشار الى الدور الكبير الذى تقوم به محطه سخا (المركز الدولى للأرز) فى خدمة مصر والدول الافريقيه كلها من خلال انتاج اصناف متميزه، علاوه على فتح ابوابه التدريبيه بشكل دورى للمتدربين من معظم الدول الافريقيه للاستفادة من خبراتنا فى زراعة الارز، كما برز دور المحطه فى الحفاظ على المياه المصريه من إنتاج أصناف عالية الجودة والإنتاجية وغير مستهلكه للمياه الفترة الماضية، مشيدا بالمحطات البحثيه التى تنتج للعالم كله أفضل أنواع القطن ذات الجودة العالية، وكذلك اصناف الذره الشامى والفول البلدى والموالح التى تتميز بها مصر تصديريا وغيرها من المحاصيل المختلفة، مشيدا بأصناف الفاكهة النادرة غير المنتشره فى مصر والتى تنتجها محطة القناطر الخيرية.
وشدد الدكتور خالد قائلا: بدون المحطات البحثية تفقد السيطرة على الإنتاجية والأسواق، وبالتالى تصبح عرضه لتحكم الشركات، معبرا عن ذلك بعبارة «أنت تملك قرارك طالما تملك التقاوى».
واستطرد قائلا: إن المحطات البحثية لها دور مهم فى تنفيذ كافة الحملات القومية على ارض الواقع وبدونها تفتقدها، حيث تقدم للفلاحين من خلالها كافه التوصيات الفنية والإرشادية لإنتاج محصول متميز عالى الإنتاجية.
واضاف أن المحطات تنتشر فى كافة المحافظات، فلا توجد محافظه تخلو من محطة بحثية، كما توجد اكثر من محطة فى بعض المحافظات، وذلك نظرا لاختلاف طبيعة العمل فى المحطات البحثية التابعة للبساتين عن الخاصة بالمحاصيل أو الانتاج الحيواني.
وانتقد خالد الأقاويل التى تردد بعدم وجود زيادة إنتاجية على ارض الواقع فى المحاصيل نظرا للاستمرارية فى الاستيراد وبنفس الكمية قائلا:"إن هناك زيادة فعلية وكبيرة ولكن غير ملموسة نظرا لزيادة عدد السكان، حيث حافظنا على الثبات النسبى من الاكتفاء لدى المواطنين، ضاربا بذلك مثالا لمحصول القمح، والذى تستقر مصر عند نسبة معينة من الاستيراد منذ سنوات طويلة وحتى الآن، لافتا إلى إن لولا زيادة الإنتاج من خلال إنتاج أصناف متميزة بواسطة مركز البحوث الزراعية ومحطاتها البحثية لزادت نسبة الاستيراد بنسبة كبيرة مع الزيادة السكانية المستمرة.