فى زيارة سريعة إلى مدينة الغردقة مع نخبة من الكتاب والصحفيين، كنا في صحبة الوزير النشيط الكفء الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار لحضور احتفال مصر بـ يوم السياحة العالمى (27 سبتمبر) والذي اختار الغردقة لتشهد فعاليات هذا الاحتفال بمشاركة القطاع الخاص السياحى لأول مرة.
والحقيقة أننى سعدت جداً بما سمعته من الدكتور خالد العناني عن رؤيته أو تحديداً كما يقول رؤية أو إستراتيجية وزارة السياحة والآثار لمستقبل العمل السياحى فى مصر فى السنوات القادمة خاصة فيما يتعلق بالتشريعات الإستراتيجية للتسويق والترويج والحملات الإعلامية والإعلانية.
وأستطيع أن ألخص للقارئ الكريم ما أسعدني في كلام الوزير فى النقاط التالية:
1. إن الوزير المحترم خالد العناني قال بالحرف الواحد هذه ليست رؤية خاصة لي تتغير بتغير الوزير، ولكنها رؤية الوزارة لأنني أخذت فيها كل الآراء من الخبراء والقطاع وملاحظات الوزراء الذين سبقوني في وزارة السياحة والآثار وبالتالي خرجت برؤية شاملة تعتمدها الحكومة والدولة كعمل مؤسسي وعلمي تستشرف المستقبل في ظل عالم متغير ويتقدم بسرعة ويعتمد على هذا القطاع الحيوي في دعم الاقتصاد القومي.
وبالفعل هذا كلام محترم جداً.. فالوزير لم يهيل التراب على إنجازات كل من سبقوه؛ بل يعترف بها ويضيف عليها ما يواكب تطورات العصر.
2. وأكد الوزير أنه قبل إعداد هذه الإستراتيجية اكتشف أن كل التشريعات التي تحكم العمل السياحي في مصر قديمة وتعود إلى السبعينيات من القرن الماضي أي نعمل بها منذ نصف قرن تقريبا؛ ولذلك فقد أخذ على عاتقه تغيير وتحديث وتعديل هذه التشريعات وبدأنا بالفعل في إصدار التشريعات الجديدة.
3. من أكثر ما أسعدني في كلام الوزير فيما يخص إستراتيجية التسويق والترويج والحملات الإعلامية والإعلانية.. أنني أكثر من كتب على مدى السنوات الأخيرة مقالات عديدة تحت عنوان {التسويق ذلك الفكر الغائب عن مصر}.
وكنت دائما أقول إنه بعد الطفرة التي حققها المرحوم د.ممدوح البلتاجى فى التسويق والترويج والحملات توقفت الحملات فى مصر عن التوهج بعد أن كانت منظمة السياحة العالمية تقول رسميا إن الدولة التى ترغب فى وضع نفسها على خريطة العالم السياحية عليها الاهتمام بتجربة البلتاجى فى مصر.
والحقيقة أن ما يحدث بقيادة الدكتور خالد العنانى فى هذا المجال يجعلني أعترف بأننا نعتمد حاليا على فكر جديد أو تسويق جديد محل احترام وتقدير من الجميع يعتمد على العلم الحديث وعلى دراسات وأبحاث لشركات دولية متخصصة تواكب العصر وبدأت نتائج أعمالها المتميزة تظهر بالفعل؛ مما يجعلني أقول إن التسويق ذلك الفكر الذي كان غائبًا عن مصر في طريقه للعودة من جديد وبقوة ليدعم مستقبل السياحة المصرية.
4. إن فكرة مشاركة القطاع الخاص للوزارة في تنفيذ الاحتفال بيوم السياحة العالمي والتي تبناها هذا العام رجل الأعمال والمستثمر باسل سامي سعد - واتفق الكثير على إقامة مهرجان سياحي وثقافي وفني دولي كبير في ممشى الغردقة - هي نموذج يجب أن يحتذى، ويؤكد أن المصلحة مشتركة بين الدولة ورجال الأعمال لمستقبل أفضل للسياحة.
5. إن ما بين ما أبهرني من تجربة مصر الجديدة المثيرة في التسويق هو ما تنبه إليه الدكتور العناني من الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي فقد وجه الدعوة لعدد كبير من شباب البلوجرز واليوتيوبرز المعروفين لحضور احتفالات يوم السياحة العالمي ورأيت بنفسي كيف استطاع هؤلاء الشباب في تجربة مثيرة من نقل هذه الاحتفالات لحظة حدوثها وكيف زادت الفيديوهات التي نشروها وما كتبوه تعليقا عليها من الدخول على صفحة وزارة السياحة بالآلاف في نفس اللحظة، وعلى كل وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة أن أحد الأصدقاء حدثني تليفونيا ساعة الاحتفال وزميلة عزيزة بالعمل فور عودتي للقاهرة قالت لي إنها شاهدت الفيديوهات التي أذاعتها إحدى هؤلاء الفتيات التي كانت مدعوة للاحتفال، وكانت شيئا مبهرا لصالح السياحة.
إنها تجربة مثيرة بالفعل تؤكد التغيير الكبير الذي حدث في الأعلام بكل أشكاله وتؤكد أن قوة هذه الوسائل في الترويج لابد من وضعها في الخطط التي تتبناها الوزارة وهو ما تنبه إليه الوزير النابه النشيط خالد العناني ويستحق التحية عليه.
بقي أن أقول إننا أمام عالم متغير والتطور فيه مذهل وإن القمة في التأثير لم تعد للصحافة والتليفزيون فقط؛ بل إن وسائل الاتصال الحديثة أصبح لها كلمة قوية ومؤثرة.
.. ولــســــة يـــاما هنــشــوف !!