كانت جنازة الغائب الحاضر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هي الأكبر من نوعها في تاريخ القرن العشرين، لقد خيّم الحزن على قلوب المصريين، وساد الصمت في ربوع مصر وجنبات الوطن العربي، وارتفع صوت النحيب بعد الإعلان عن وفاة "ناصر". فلأول مرة في تاريخ مصر، يتفق شعبها على حب قلب رجل واحد، وحزنهم جميعا على رحيله، خرج في جنازة جمال عبد الناصر أكثر من 5 ملايين مُشيع صادق مُخلص في حبه له. حضر جميع رؤساء وملوك الوطن العربي بعد أن كانوا قد غادروها قبل ساعات حيث حضروا قمتهم الطارئة عن أحداث أيلول الأسود، بكى الجميع حُزناً عليه الملك الأردني الراحل حسين بن طلال، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، فيما وقع العقيد الليبي الرحل معمر القذافي مغشيًا عليه متأثرًا بصدمة رحيله. شُيعت لعبد الناصر جنازات رمزية من جميع محبيه في ربوع العالم، وفى البلدان العربية مثل: السودان، وليبيا، ولبنان، وسوريا، وتونس، والجزائر، والمغرب، والكويت، وفي كل صوت استمع لكلمات عبد الناصر الداعية للتحرر الوطني من قبضة الاستعمار، لا سيما الدول الإفريقية ودول أمريكا الجنوبية. وعبر القمر الصناعي لأول مرة، نُقلت جنازة جمال عبد الناصر للعالم أجمع، فيما ألقى ثلاثة من الشباب بأنفسم في النيل للوصول أسرع للضفة الأخرى للحاق بموكب الجنازة. * شاركت قوات السودان وليبيا في تشييع جنازة جمال عبد الناصر، واستغرق موكب الوداع 4 ساعات كاملة. اشتركت 12 طائرة ميج فى التحليق فوق الموكب الحزين، فيما شارك نحو 500 صحفي عالمي في تغطية موكب الوداع. أُطلق اسم عبد الناصر على شوارع ومعاهد علم في يوغوسلافيا وبلغاريا تخليدًا لذكراه. حظى موكب تشيع جنازة جمال عبد الناصر بكونه الأكبر في تاريخ العالم العربي بشهادة المراسلين والصحفيين العرب والأجانب.