نجاح تثبيت الأصول الوراثية لطفرات «اللون» الطبيعي فى الذهب الأبيض
موضوعات مقترحة
بعقول باحثينا.. «الزراعة» تواكب العالم فى تكنولوجيا الأقطان الملونة
د. جابر خليل: استغلال الطفرات الجينية لتلوين الأقطان المصرية وتصديرها إلى الخارج
د. محمد نجم: مصر حريصة على تحقيق أعلى معدلات الجودة فى إنتاج الأقطان
د. أحمد عطا درويش: البنى والأخضر الغامق والفاتح والوردى أبرز طفرات القطن المصرى
د. هشام مسعد: توفير التقاوى الملونة للمزارعين خلال 3 سنوات
د. وليد بسيوني: اهتمام عالمى بزراعة الأقطان الملونة لتقليل «الصبغات»
إنجاز جديد لمعهد بحوث القطن، تجسد فى العمل على إنتاج بذور تقاوى «القطن الملون» بعد تزايد الطلب عليه فى الأسواق العالمية للحد من استخدام الأقطان الحاملة للمواد الكيماوية بفعل الصبغات الملونة أو إجراءات التسميد والرش لمكافحة الآفات والحشرات.
وخلال السنوات القليلة الماضية، زاد الاهتمام بالأقطان الملونة «الطبيعية» فى مختلف الدول، خاصة فى دول الاتحاد الأوروبى وروسيا، كنوع من الرفاهية لدى المستهلكين وتلبية لرغبات مرضى الحساسية ضد الأقطان المصبوغة وغير الطبيعية.
ولم تكن مصر بعيدة عن هذا المشهد، حيث سرعان ما تمت الاستجابة للتطورات العالمية والمواصفات المطلوبة فى القطن، حيث بدأ معهد بحوث القطن فى زراعة الأقطان الملونة، لتوفير بذور تقاوى الأقطان الملونة للمزارعين الراغبين فى زراعته، وتجرى التجارب حاليًا فى الأراضى التابعة لمركز البحوث الزراعية فى نطاق محافظة الجيزة لتثبيت الأصول الوراثية فى «اللون» للأقطان المصرية، تمهيدًا لاستنباط تقاوى الأقطان الملونة فى موعد أقصاه ثلاث سنوات.
ويشهد القطن المصرى بصفة عامة حاليًا طفرة إنتاجية، حيث تمكنت جهود المراكز البحثية من زيادة متوسط إنتاج الفدان الواحد من القطن من 4 و5 قناطير إلى أكثر من 12 قنطارا، كما زادت أسعار استلام المحصول وفقًا للمنظومة الجديدة للتسويق والتى تسمح لعدة شركات بالمشاركة فى مزادات علنية لبيع وتسويق القطن المصرى فى حلقات مجمعة على مستوى المراكز بالمحافظات.
«الأهرام التعاوني» ترصد تجارب معهد بحوث القطن فى زراعة الأقطان الملونة، لتوفير بذور التقاوى اللازمة للمزارعين الراغبين فى زراعته خلال المواسم القادمة، كما ترصد آخر تطورات جهود تسويق القطن المصرى الأبيض واستجابة المزارعين لمنظومة التسويق الجديدة، التى تنفذها وزارة قطاع الأعمال بالتنسيق مع وزارة الزراعة، للوصول إلى أعلى سعر لقنطار القطن وفق مزايدات علنية تتنافس فيها مجموعة كبيرة من الشركات.
أكد الدكتور هشام مسعد، مدير معهد بحوث القطن، بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة، أن التوسع فى زراعات الأقطان الملونة، هو توجه عالمى منذ عدة سنوات لتوفير منتجات أقطان ملونة طبيعيًا وغير مصبوغة، وهناك بعض الدول حققت نجاح فى زراعة هذه النوعية من الأقطان ومنها الهند والصين، كما أن مصر لها سبق أيضًا فى العمل على زراعة الأقطان الملونة ومواكبة التطورات العالمية فى هذا المجال.
وأضاف مسعد، أن معهد بحوث القطن تمكن من تطوير الأصول الوراثية للقطن الملون من الألوان البنى والأخضر، وتمكن من عزل تلك الأقطان، وزراعتها على سبيل التجربة على مساحة فدان واحد بإحدى المحطات التابعة لمركز البحوث الزراعية فى محافظة الجيزة، تمهيدًا لاستنباط التقاوى التجارية لهذه النوعية من الأقطان وتوفيرها للمزارعين الراغبين فى زراعتها وفقًا لضوابط محددة، مشيرا إلى أن زراعة الأقطان الملونة ستكون لأغراض تجارية خاصة وتتم من خلال «الزراعة التعاقدية»، ولهذه النوعية من الأقطان جدوى اقتصادية من خلال التعاقد على تسويقها قبل زراعتها وأيضًا فتح أسواق جديدة للقطن المصرى الملون الخالى من الكيماويات فى الغزل والأكثر حفاظًا على البيئة.
وأوضح الدكتور هشام مسعد، أن معهد بحوث القطن لا يدخر جهدًا فى النهوض بالقطن المصرى وتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة من وحدة المساحة، خاصة فى ظل ما يتميز به القطن المصرى من مواصفات جودة ومتانة ونعومة وطول مقارنة بباقى الأقطان، مضيفًا أنه خلال 3 سنوات سيتم توفير تقاوى الأقطان الملونة للمزارعين الراغبين فى زراعته وفق ضوابط محددة وأماكن مخصصة للزراعة.
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور وليد بسيوني، رئيس قسم بحوث تربية القطن، والمسئول عن تجربة زراعة الأقطان الملونة بمعهد بحوث القطن، أنه تمت بالفعل زراعة مساحة واحد فدان بإحدى المحطات التابعة لمعهد بحوث القطن بالجيزة، وسيتم التوسع فى تلك المساحة تدريجيًا حتى الانتهاء من التجربة، تمهيدًا لتوفير التقاوى اللازمة من الأقطان الملونة للراغبين فى زراعتها.
أما الدكتور جابر محمد خليل، وكيل معهد بحوث القطن الأسبق للإنتاج، فأكد أن القطن الملون ذو طبيعة خاصة، ويزرع على نطاق ضيق وفقًا للتعاقدات، وجاءت فكرة زراعته لتوفير مراحل صباغة القطن الأبيض، مضيفًا أنه تم نقل صفة اللون من القطن المصرى طويل التيلة.
وأضاف خليل، أن برامج التربية فى معهد بحوث القطن، حريصة على نقل أى صفة وراثية إيجابية وتثبيتها فى القطن المصري، للوصول إلى أعلى إنتاجية ومواكبة التطورات العالمية فى إنتاج محصول القطن، حيث يحظى القطن المصرى بأهمية خاصة فى الأسواق العالمية نظرًا لتميزه بصفات فريدة منها الطول الفائق والمتانة والنعومة، وهى مواصفات غير موجودة بنفس المستوى فى الأقطان الأخرى.
وأضاف الدكتور أحمد عطا درويش، رئيس قطاع الإرشاد الأسبق بمعهد بحوث القطن، أن الأقطان الملونة ليست جديدة وموجودة منذ عدة سنوات، وتلجأ بعض الدول إلى زراعتها لتوفير أقطان عضوية خالية من المواد الكيماوية أو الصبغات حفاظًا على صحة مواطنيها، خاصة الذين يعانون من الحساسية من الصبغات، حيث يلجأ مواطنو العديد من الدول الغربية إلى تفضيل استخدام الأقطان الملونة طبيعيًا، بعيدًا عن تلك المصبوغة بمواد كيماوية، حفاظُا على الصحة العامة وتقليل المخاطر على مرضى الحساسية.
وقال درويش: على الرغم من مميزات الأقطان الملونة، فإنه من ضمن مشكلاتها أنها أقل فى المتانة والنعومة مقارنة بالأقطان البيضاء وهى متقاربة فيما يتعلق بالطول، وتنتج الأقطان الملونة حاليًا فى عدة دول منها روسيا، وتوجد فى مصر ألوان مختلفة للقطن منها «البنى الغامق والبنى الفاتح واللون الأخضر الفاتح والأخضر الغامق واللون الوردى أو الأحمر الخفيف» وحاليًا تمت زراعة عدة أفدنة لتوفير بذور الأقطان الملونة للمزارعين الراغبين فى زراعتها، ويزيد الطلب على هذه النوعية من الأقطان فى الغرب لتوفير القطن العضوى غير المصبوغ والخالى من المبيدات والأسمدة كنوع من الرفاهية.
وأشار الدكتور أحمد، إلى أن معهد بحوث القطن لا يدخر جهدًا فى النهوض بالقطن المصرى وتحسين إنتاجيته، خاصة لما يتميز به القطن المصرى من مميزات الطول والمتانة والنعومة، والتى جعلته مميزًا ومطلوبًا فى مختلف الأسواق العالمية.
واستطرد الدكتور أحمد عطا درويش، أن معهد بحوث القطن، يقوم بدور فاعل فى مواكبة التطورات العالمية فى زراعة وإنتاج القطن، والحفاظ على الأصناف المحلية والتى تتميز بمواصفات وسمعة عالمية، حيث تم استنباط أصناف جديدة عالية الجودة والكفاءة وتمت زراعتها فى عدة محافظات وأثبتت نجاح كبير من حيث الجودة ومعدلات الإنتاج، وأن معهد بحوث القطن لعب طوال سنوات ومازال دورًا كبيرًا فى النهوض بمحصول القطن وزيادة معدلات الإنتاج والعمل على زيادة المساحة المزروعة.
وعلي صعيد متصل، قال الدكتور محمد نجم، رئيس الاتحاد العالمى لبحوث القطن، إن مصر بدأت فى إجراء التجارب والأبحاث اللازمة لإنتاج «القطن الملون» لمواكبة التجارب العالمية فى زراعة هذه النوعية من الأقطان ومنها القطن البنى والبنى الداكن والأخضر والأحمر، مضيفا أن القطن الطبيعى كان لونه بنى غامق واللون الأبيض الذى يظهر عليه القطن حاليًا هو عبارة عن طفرة من القطن الملون، ومصر لديها عدة أنواع من ألوان القطن تبدأ من الأبيض الفاتح حتى الكريمى الغامق، ولدينا أصناف قطن فى الوجه القبلى لونها كريمى غامق ومنها الصنف «جيزة 88»، وحاليًا الصنف «جيزة 93» يميل إلى اللون الكريمى وليس الأبيض.
وأوضح نجم، أن هناك العديد من دول العالم اتجهت لإنتاج الأقطان الملونة طبيعيًا ومنها اللون الأحمر والبنى والأخضر، ومنها أستراليا وأمريكا تنتجان أقطان باللون الأزرق ليكون مناسبا لأقمشة الجينز كلون طبيعى وغير مصبوغ لتفادى مشكلة الحساسية من الصبغات لدى بعض الناس، وكذلك دولة الهند التى تنتج أقطان لونها أخضر، لافتا إلى أن هناك مشكلات تعانى منها الأقطان الملونة على مستوى العالم ومنها، ضعف المتانة وقصر التيلة مقارنة بباقى الأقطان، وعدم تجانس اللون للنبات الواحد، منها درجات متفاوتة للون الأحمر والأخضر، وبالتالى تستخدم تلك الأقطان فى صناعات ملابس الفاشيون للسيدات، وفى حالة زراعتها سيكون من خلال الزراعات التعاقدية مع الشركات التى تنتج الموضة، وبعض الدول توقفت عن إنتاج الأقطان الملونة بسبب تدرج اللون للنبات الواحد، وتوقفت روسيا عن إنتاج القطن باللون الأحمر لعدم ثبات اللون.
وشهد الموسم الحالى لزراعة محصول القطن، طفرات إنتاجية حيث زادت إنتاجية الفدان إلى أكثر من 12 قنطارًا مقارنة بقناطير فى السنوات السابقة، ونجحت جهود معهد بحوث القطن بمركز البحوث الزراعية، فى زيادة معدلات الإنتاج من خلال تحسين أًصناف القطن الموجودة، واستنباط أصناف جديدة أعلى فى الإنتاجية من وحدة المساحة وأكثر من حيث الجودة «الطول والمتانة والنعومة»، والقطن المصرى ليس كبقية المحاصيل الحقلية الأخرى التى يتمكن خلالها المزارعين من الاختيار بين عدد من الأصناف وزراعة الأنسب، ويعود ذلك للأهمية الإستراتيجية للقطن المصرى والتفوق النوعى له مقارنة ببقية الأقطان العالمية، وبالتالى فالمزارع مقيد بزراعة صنف واحد تحدده قرارات وزارة الزراعة، والصنف الجيد توفره الدولة للمزارع طبقًا لخطة التصدير واحتياجات الصناعة المصرية والموقع الجغرافى والتقييم الإقليمي، ومهما كان المزارع حريصًا على تطبيق التوصيات الفنية فسوف يظل الصنف هو المحدد الأكبر للجهد الإنتاجى الكمى والنوعى للحاصلات الزراعية.
وبالنسبة للتوزيع الصنفى للأقطان المصرية المنزرعة فى الموسم الحالى 2021، فمنها الأصناف من طبقة الفائقة الطول «جيزة 92»، وتعتبر دمياط هى منطقة زراعته ومتوسط طول التيلة 34.8 مم والمتانة 46.6 جرام/ تكس والنعومة (ميكرونير) 3.6 والبذرة من 1/3 إلى 1/2 ملبسة، ولون الزغب رمادى مخضر ولون الشعر أبيض ناصع، ومحصوله مرتفع مبكر النضج وعالى فى تصافى الحليج، ومساحته 2020 كانت 7 آلاف فدان بمتوسط إنتاجية 6.51 قنطار قطن زهر/فدان وإنتاجية كلية حوالى 45570 قنطار.
أما الصنف «جيزة 96»، فيزرع فى مركزى فوه ومطوبس بمحافظة كفر الشيخ، ، وفيما يتعلق بالأصناف من طبقة الطويلة التيلة، فمنها « جيزة 86»، فيزرع فى كل محافظات غرب الدلتا بالإسكندرية والنوبارية والبحيرة عدا مركز إدكو الذى يزرع الصنف «جيزة 93»، وهو محصول تصديرى حيث كان يمثل حوالى 60% من صادرات القطن المصرى والإنتاجية مرتفعة وتصافى الحليج عالية، وطول التيلة 32.77 - 33.3 مم والمتانة 43.4 جم / تكس والنعومة 4.3 بقراءة الميكرونير، والبذرة من1/3 - 1/2 ملبسة لون الزغب أخضر ولون الشعر أبيض،، أما الصنف «جيزة 94»، فيتم زراعته هذا الموسم (2021) فى محافظات وسط وشرق الدلتا بكفر الشيخ والغربية والدقهلية والقليوبية والشرقية وبورسعيد والإسماعيلية.