متخصص فى الطب النفسى: عدم التجمعات الأسرية على مائدة طعام واحدة فى بداية الجائحة أثر نفسيا على المجتمع
استشارى جهاز هضمى: المصريون فقدوا نصف شهيتهم
لم تقف تأثيرات جائحة كورونا عند الجانب المرضى فقط بل تعدى الأمر لإعادة تشكيل حياتنا برمتها وفى القلب منها النظام الغذائى والذى تأثر بلا أدنى شك بالوباء العالمى الجديد الذى ينهش فى جسد العالم منذ أواخر عام 2019، حيث مرت شعوب الأرض من وجهة نظر المحللين إلى 3 مراحل، الأولى هى فرض حالة الإغلاق الشامل حيث ساعات حظر تجول طويلة كانت إشارة مخيفة تعامل البشر مع حفظ كل ما يلزم من سلع غذائية فى منازلهم بسبب الإغلاق حيث ظهرت فى أوروبا وأمريكا على سبيل المثال صور نقلتها وسائل الإعلام لمشاحنات فى المحال التى تبيع السلع الغذائية ولكن سارعت الحكومات إلى تنظيم تلك الأمور، أما المرحلة الثانية فهى مرحلة الإغلاق الجزئى والتى مازالت تمارسها بعض الدول، والثالثة هى مرحلة مراقبة اتخاذ مواطنى الدول للإجراءات الاحترازية فقط وهى المرحلة الأعم فى معظم دول العالم وفى القلب منها مصر والتى استطاعت الحفاظ على نمط حياتى لم يشعر فيها مواطنوها بأزمات حقيقة فى ظل الجائحة.
تأثير الوباء على العادات والنظم الغذائية على المصريين متعددة حيث أصبح المنزل هو المكان الآمن ويحتل المرتبة الأولى عند قطاع كبير من المواطنين فى تناول غذائنا حيث تحضير الوجبات واصطحابها معنا فى أماكن العمل والتنزه فى حالة التعاملات العادية أم إذا كان الأمر مرتبطا بالحجر المنزلى، ويأتى التردد على المطاعم فى المرتبة الثانية وذلك لعدة اعتبارات حيث مرت بفترة إغلاق تام ثم جزئى ثم التعاملات المرتبطة بفرض المطعم إجراءات احترازية .
الدكتورة آمال عبدالله خبيرة التغذية وسلامة الغذاء أكدت أن المصريين اتجهوا إلى تغيير أنماط وعاداتهم الغذائية والتى تضمن حالة صحية أفضل لهم من حيث اختيار صورة محددة للغذاء وأضافت أن الاهتمام بالتطهير الجيد للخضر والفاكهة واستخدام مواد مثل الخل الطبيعى فى التطهير أصبح محل اهتمام وكذلك طرق تجميد الغذاء الصحيحة مثل اللحوم البيضاء والحمراء وكذلك بين المطهو والنيئ يتبعها الفصل بين الأدوات المستخدمة فى كل حالة على حدة، كما اتجه المصريون لاعتماد طريقة طهى محددة لقتل الجراثيم.
أشارت إلى اتجاه المصريين للأغذية المتوافر فيها الفيتامينات الهامة مثل الزنك وسى، دى وغيرها كمكملات لأن المصادر الطبيعية أفضل بكثير لأن الإتاحة الحيوية لها أفضل حيث يستفاد بها الجسم بشكل أفضل بدون هدر يذكر على سبيل المثال إذا احتاج الجسم إلى 1000 مليجرام من الكالسيوم وتم الحصول عليهم عن طريق الأقراص من المحتمل أن تناول كوب من الشاى يحدث إعاقة فى الامتصاص.
وأكدت أنه خلال الفترة الأخيرة زاد وعى المصريين فى الوقاية من السمنة فى ظل وجود جائحة كورونا والتوجه لأطعمة غنية بالألياف.
واستكملت حديثها بأنه بدأ التفكير يتغير حيث الحاجة لزيادة المناعة والتى تعتبر السلاح رقم واحد فى مواجهتها وبالتالى كان التوجه أيضا والاعتماد على الأطعمة التى تدعم الجهاز المناعى للفرد فى مقابل التقليل من الأطعمة التى تحتوى على دهون مشبعة ضارة بالجسم على سبيل المثال حيث انعكس ذلك على مسار السوق المتغير تجاه الغذاء الطبيعى والخالية من المواد الحافظة حيث يجد المستهلك الأنماط الغذائية الجديدة التى يسعى إليها لتدعيم مناعته فى مواجهة الجائحة.
الدكتور محمد البرعى المتخصص فى الكبد والجهاز الهضمى أوضح أن حدوث جائحة كورونا أدى بلا شك إلى تغييرات فى نمط الحياة لدى الأشخاص والمجتمعات وبطبيعة الحال مصر من الدول التى شهدت هذا التغير والتى منها التغييرات العادات الغذائية للمصريين.
وأشار إلى أن عددا لا بأس به من المصريين اتجه إلى التقليل من الأكل بصورة عامة وتركيز وجباتهم فى نوعية الغذاء الذى يحتوى على الفيتامينات الطبيعية بينما البعض الأخ زادت لديهم كميات الأكل وخاصة الوجبات عالية السعرات وقد يعزى ذلك إلى الضغوط النفسية التى تولدت بسبب التباعد الاجتماعى والعزل المرضى وكذلك الأخبار المتتابعة عن الجائحة وخطورة المرض على الإنسان حيث زاد استهلاك السكريات و البيتزا والخبز والبقوليات واللحوم والمشروبات الساخنة بينما قل استهلاك الأسماك الطازجة والمخبوزات والوجبات السريعة والكحوليات
وكشف البرعى إلى أن الجائحة أدت إلى تغيرات أيضا فى شهية المصريين وإذا أخذنا ذلك تحت المظلة العالمية حيث قلة الشهية عند حوالى 15 ٪ من البشر بينما زادت عند 50 ٪ من البشر.
الدكتور إبراهيم مجدى أخصائى الطب النفسى قال أنه مع بداية ظهور الكورونا كانت هناك دراسات للربط بين الشهية والقلق، وفى مصر كان هناك بعض الناس لديهم اعتقاد خاطئ بأن الشهية المفتوحة للأكل تخلصهم من القلق والتوتر وبالتالى كانت هناك زيادة فى وزن من سار على هذا النهج وكانت ذروته فى توقيتات الحظر ولكن بعدما عادت الحياة ولكن بإجراءات احترازية انخفضت نسب الضغوط النفسية المصاحبة لفترة العزل أو الحظر الإجبارى واتجه المصريون للبحث عن الأنظمة الغذائية المفيدة لصحتهم ومناعتهم خوفا من التعرض مرة أخرى للقيود التى تفرضها الجائحة.
وأشار إلى أن عادات والطبيعة الغذائية للمصريين تغيرت حيث كانت فى بداية الجائحة لم يكن هناك تجمعات أسرية على مائدة طعام واحدة وبالتالى أثر ذلك نفسيا على مجتمع يتميز بالترابط الأسرى وبالتالى عندما خففت قيود كورونا كان هناك اندفاع نفسى فى اتجاه تجمع الأسر على مائدة واحدة مما ساهم فى فترة ما على زيادة نسبة الإصابات بسبب الرغبة فى استعادة العادات الأسرية.
لفت المتخصص فى الطب النفسى إلى أن العامل النفسى المرتبط بالنظافة الشخصية والمنعكس بطبيعة الحال على نظافة وسلامة الغذاء زاد بطبيعة الحال بعد انتشار الجائحة مما ساهم فى التأثير بشكل أو بأخر على العادات الغذائية للمصريين.