كان أحمد يعشق بندقيته الآلية، ويحرص على تنظيفها بشكل شبه يومي، ويعتبرها مصدر قوته، وحمايته التي يردع بها من يسول له نفسه المساس به أو بممتلكاته، وكثيرا ما كان يتباهى بها أمام أقرانه، وأهل بلدته، لدرجة أنها لا تفارقه، وكأنها جزء لا يتجزأ من شخصيته.
موضوعات مقترحة
كانت أسرة أحمد، تشعر بالقلق والخوف، من إصراره على تنظيف سلاحه الناري بالمنزل، خشية أن تخرج منه رصاصة عن طريق الخطأ، فتصيب أحدا من أفراد الأسرة ، أو تصيبه هو شخصيا، وطالبوه مرارا وتكرارا أن يتخلى عن هذه البندقية، بشكل نهائي، ولكنه رفض رفضا قاطعا، فطلبوا منه أن يقوم بتنظيفها خارج المنزل، وفي أحد الأماكن الخالية من الناس، حتى لا تتسبب في كارثة لا يعلم عواقبها إلا الله.
لم تجد مطالب الأهل، أي استجابة من الشاب، الذي يزهو بسلاحه ويفتخر به ويضرب بنصائحهم عرض الحائط، توهما منه بأنه يتقن استخدامه ويعرف كيفية تأمينه، ويتعجب من قولهم أنهم يخشون أن تخرج منه رصاصة طائشة تصيب أحد الأبرياء بلا ذنب أو خطيئة.
وفى يوم الحادث، أمسك أحمد ببندقيته الآلية، وانهمك في تنظيفها، بينما ظلت عمته ترقبه بعين الحذر وهى تحمل حفيدها الصغير بين ذراعيها، وحتى يطمئن قلبها، طلبت منه أن يوجه فوهة البندقية بعيدا عنها، ولكنها لم تجد منه سوى علامات الاستهتار واللامبالاة، فأدارت له ظهرها لتبتعد عنه، وكأن قلبها يحدثها بخطر قادم، وبالفعل لم تنتهِ من كلماتها، إلا وفوجئت برصاصة تخرج من البندقية في لمح البصر، لتصيبها في ظهرها وتصيب حفيدها عبد الرحمن، ليسقط الاثنان غرقى في الدماء.
تم نقل الجثة والطفل المصاب إلى المستشفى، وأخطرت النيابة فصرحت بدفن الجثة، والقبض على المتهم، والسلاح المستخدم وباشرت التحقيق.
كان اللواء محمد شرباش مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، قد تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة البلينا، يفيد بورود بلاغ من مستشفي البلينا المركزي، بوصول كل من بخيته 65 سنه ربة منزل، مصابه بطلق ناري فتحة دخول بالظهر وخروج من بالصدر، ولفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها إلى المستشفى ، وحفيدها الطفل عبد الرحمن 4 سنوات ، مصاباً بجرح متهتك بالرقبة من الناحية اليمني ، وتم تحويله لمستشفي سوهاج الجامعي.
فانتقل علي الفور، العقيد أحمد شوقي رئيس فرع البحث للجنوب، وضباط مباحث المركز، بإشراف اللواء محمد زين مدير إدارة البحث، لمكان البلاغ لفحص ملابسات الواقعة.
بالفحص، تبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة، نجل شقيق المجني عليها أحمد 28 سنه، حاصل على الثانوية الأزهرية، ويقيم بذات الناحية، وذلك أثناء قيامه بالعبث بسلاح ناري في المنزل، فخرجت منه طلقة عن طريق الخطأ، مما نتج عنها مصرع الأولى وإصابة حفيدها المذكور.
تم ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بما ورد بالتحريات، وارتكاب الواقعة وبإرشاده تم ضبط السلاح المستخدم، عبارة عن بندقية آلية بالخزينة وطلقة من ذات العيار، وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة وتولت التحقيق.