Close ad

نوكى ماساكى سفير اليابان لـ«الأهرام العربي»: الأوبرا جسر التواصل بيننا

20-9-2021 | 22:42
نوكى ماساكى سفير اليابان لـ;الأهرام العربي; الأوبرا جسر التواصل بيننانوكى ماساكى.. سفير اليابان
حوار: سوزى الجنيدى
الأهرام العربي نقلاً عن

أحب جدا رؤية المصريين وهم يعملون فى المزارع والمصانع

موضوعات مقترحة

أشاهد الأفلام المصرية و«فوتوكوبى» مازال عالقا فى ذهنى

أعشق موسيقى عمر خيرت وأغنية «فيها حاجة حلوة»

المصريون شعب ودود وابن نكتة برغم أنه متقلب المزاج أحيانا

«لست واثقاً من مدى فهمى للمصريين، لكننى أشعر بأنهم شعب عطوف وخدوم للغاية، وأحب جداً رؤيتهم وهم يعملون فى المصانع والمزارع».. بكل حماس وحب للشخصية المصرية تحدث معنا «نوكى ماساكى» سفير دولة اليابان فى القاهرة من خلال هذا الحوار..

< متى بدأت عملك سفيرا لليابان فى مصر؟
 توليت عملى سفيرًا لليابان فى سبتمبر عام 2018، ومر عامان وخمسة أشهر منذ ذلك الحين. 

< ما ذكرياتك عن تلك الفترة؟
 الترحيب الحار من المصريين هو أكثر الأشياء التى أثارت إعجابي. كما إنه من دواعى سرورى أن أكون قادرًا على مقابلة شخصيات فذة ومتميزة فى مختلف المجالات، مثل السياسة والاقتصاد والثقافة، وبفضل قيامنا بالتعاون فى مجال التعليم، يسعدنى كثيرًا التواصل والتفاعل مع طلاب الجامعات والأطفال، وأكثر الأشياء المحببة لى بشكل شخصى هى رؤية المصريين وهم يعملون، وذلك خلال زياراتى للمصانع والمزارع، وأيضًا فى الأسواق والمدن. 

< كيف ترى الشخصية المصرية الحالية؟
 لستُ واثقًا من مدى فهمى للمصريين، لكننى أشعر بأنهم شعب عطوف وخدوم للغاية. دائمًا ما يقومون بالتحدث إِلَيَّ، عندما أكون سائرًا فى طريقى أو مستقلًا لوسائل المواصلات. هناك أيضًا بعض الشخصيات العنيدة متقلبة المزاج، لكن فى المقابل هؤلاء الأشخاص بالذات لديهم حس عال من الدعابة والفكاهة. مما يجعلنى أتذكر الشخصيات المختلفة التى تم تجسيدها فى روايات الكاتب الكبير نجيب محفوظ.

 < ما الفرق بين الشخصية المصرية واليابانية؟
إذا ما قمنا بمقارنة اليابانيين بالمصريين، أعتقد أن اليابانيين أقل من المصريين فى إظهار مشاعرهم والتعبير عنها، كما أنهم لا يتحدثون كثيرًا بصوت عال. أعتقد أن حديث المصريين خلال تعاملهم، قد يبدو لليابانيين الذين يزورون مصر لأول مرة على أنه شجار أو خناقة، يفكر اليابانيون جيدًا فى معنى ومحتوى الكلام قبل التفوه به ويلقون اهتمامًا كبيرًا إلى رد فعل الطرف الآخر قبل الحديث، لكن من الواضح أن المصريين يتحدثون عما يدور فى ذهنهم أولاً، ثم يكملون الحديث حسب رد فعل الطرف الآخر، لكن على الرغم من أن طريقة التعبير مختلفة، فإنه غالبًا ما تتآلف القلوب ويحدث التفاهم، لذلك جميع اليابانيين الذين حضروا إلى مصر لديهم الكثير من الأصدقاء المصريين. 

< هل تشاهد أفلاما مصرية أو تستمع لأغان لمطربين مصريين؟
 تستطيع التعرف على الأجواء الفريدة لمصر القديمة من خلال الأفلام المصرية القديمة، أما الأفلام الحديثة، فما زال فيلم «فوتو كوبي» عالقًا فى ذهني. كما أن فيلم «بين بحرين» الذى تم إنتاجه بدعم مالى مقدم من الحكومة اليابانية إلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبالرغم من أنه يتناول موضوعًا صعبًا عن المرأة، فإننى أعتقد أنه فيلم جيد، حيث إنه يصور جوانب مختلفة من المجتمع المصرى وعلم النفس البشري. أما بالنسبة للموسيقى، فأنا عاشق لأغانى الموسيقار عمر خيرت مثل أغنية «فيها حاجة حلوة»، لكننى أشعر بالأسف بعض الشىء، لأننى لا أستطيع سماع عزف الموسيقار عمر خيرت جيدًا عندما أحضر حفلاته الموسيقية، لأن الجميع يغنون بصوتٍ عال. أما بالنسبة للأغانى الحديثة، فأعتقد أن أغنية «3 دقات» شيقة للغاية.

< ما أكثر الفاعليات الثقافية التى تحرص على المشاركة فيها فى مصر؟
 تقع دار الأوبرا المصرية بالقرب من مقر إقامتى، وبها العديد من الفاعليات الشيقة التى تحوز على اهتمامي، لذلك أزورها بشكلٍ متكرر. هناك أيضًا راقصات باليه وعدد من العازفين اليابانيين يقومون بدورٍ نشط بدار الأوبرا المصرية، لذلك أتردد عليها أيضًا من أجل تشجيعهم وتقديم الدعم لهم. وخلال فترة نهاية العام الماضي، استمتعت بحفل الكريسماس الذى أقامته فرقة أوركسترا القاهرة السيمفونى وباليه «كسارة البندق» لفرقة باليه أوبرا القاهرة. وإنه لمن دواعى سرورنا، أنه تم بناؤها منذ 30 عامًا بالتعاون مع اليابان ولا تزال رمزًا من رموز علاقات الصداقة بين اليابان ومصر.

< ما أبرز  مجالات التعاون الثقافى بين مصر واليابان؟
 نسعى إلى تعريف الشعب المصرى بالجوانب المختلفة للثقافة اليابانية مثل الثقافة التقليدية والمعاصرة أيضًا. حيث نقوم فى بداية كل عام، بإقامة حفل الشاى اليابانى الأول لهذا العام، الذى يسمى «هاتسوجاما»، كما قمنا بعرض الأوانى الفخارية اليابانية التقليدية والمطبوعات الفوتوغرافية الحديثة من خلال معارض الفنون اليابانية التى تنظمها مؤسسة اليابان بالقاهرة. كما قدمنا عزفا على آلة الشاميسن اليابانية التى تشبه آلة العود بساقية الصاوي، كما كانت هناك عروض لعزف مشترك لعازفى الكمان والبيانو اليابانيين، بمرافقة فرقة أوركسترا القاهرة السيمفونى بدار الأوبرا المصرية. كما نقوم بتعريف الكتب اليابانية خلال معرض القاهرة الدولى للكتاب. كما يحظى الأنيميشن والمانجة اليابانية بشعبية كبيرة فى مصر، لذلك قمت بإلقاء كلمة بينما كنت مرتديًا للزى الخاص بشخصية «سوبر ماريو»، وذلك خلال إقامة طلاب جامعيين احتفالية للاستمتاع بثقافة البوب اليابانية. 

< كيف تنظر إلى العلاقات المصرية - اليابانية فى مختلف الأوجه الاقتصادية والسياسية؟ 
يسرنى كثيرًا أن اليابان ومصر تعملان بثبات على تعزيز العلاقات الثنائية، حتى تحت ظروف تقييد حركة السفر والأنشطة الاقتصادية المختلفة بسبب جائحة كورونا. خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر من العام الماضي، وعلى الرغم من التأثير الشديد الناتج عن كورونا، زادت حركة التجارة بين البلدين بنسبة ٪18.2 مقارنة بالعام السابق، كما زاد الاستثمار المباشر تجاه مصر خلال العام 2019-2020 بنسبة ٪30.4 مقارنة بالعام السابق. 

< متى بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟
حافظت اليابان على علاقات دبلوماسية جيدة مع مصر، منذ أن افتتحت أول مفوضية لها فى القاهرة فى عام 1936. ويصادف هذا العام مرور 85 عامًا على افتتاح هذه المفوضية.
تعود العلاقات التاريخية بين البلدين إلى ستينيات القرن التاسع عشر، عندما توقفت البعثة اليابانية المتجهة إلى أوربا فى مصر، ولا تزال الصور التى التقطتها بعثة الساموراى اليابانى أمام تمثال أبو الهول فى ذلك الوقت معروفة لدى الكثير من اليابانيين. وبعد ذلك، وفى عام 1919، تم افتتاح قنصلية لليابان فى بورسعيد، ثم قنصلية عامة لليابان فى الإسكندرية فى عام 1926، مما أدى إلى تعميق التبادلات الثنائية.
وفى الوقت الحالي، يتم تعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، بما فى ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم، ونتمنى أن يتم تعزيز العلاقات الودية هذا العام، بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين على تأسيس أول مفوضية لليابان فى مصر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: