أحتاج إلى عمر فوق عمرى لأعرف مصر بشكل حقيقى
موضوعات مقترحة
المدارس الفرنسية تمثل جوهرة التاج فى العلاقات المصرية ـ الفرنسية
لدى مجموعة كاملة لأغانى أم كلثوم.. وأحب عمرو دياب
معرض توت عنخ آمون زاره مليون ونصف المليون فرنسى عام 2019
«أحتاج إلى عمر آخر فوق عمرى، لأفهم وأعرف كل شيء عن مصر، فهى بلد ثرى بتاريخه وحاضره، لهذا أعشقه»، بهذه الكلمات بدأ ستيفان روماتيه، سفير فرنسا بالقاهرة حديثه، مؤكدا: «قضيت فى مصر أربع سنوات، وهى فترة مهمة جدا من حياتى، وكلما بقيت فى مصر قويت قصة الحب معها، فأنا أعشق كل شيء فى مصر من روعة أرضها وميراث ثقافتها العميق».
ويضيف: الشعب الفرنسى لديه شغف بمصر وتاريخها، فمصر من أقدم الحضارات، ولدى البلدين علاقات تعاون قوية خصوصا فى المجال الثقافى، لكننى أعتقد أن الشغف الفرنسى بمصر أمر طبيعى، لحبه للتاريخ والثقافة، لكننى اكتشفت عندما حضرت هنا، أن هذا الحب لمصر لا يعود فقط لذلك، بل أيضا لطبيعة المصريين الذين يمتازون بالطيبة والاحترام، فأنتم أمة فخورة بنفسها، وعندما تكون مصريا فهو أمر مختلف فى المنطقة، ولديكم حضارة وثقافة ممتدة ومؤثرة ولديكم أدباء ورسامون وفنانون وموسيقيون متميزون، وهو أمر ليس موجودا بنفس القوة والأسلوب فى دولة عربية أخرى.
الأهرام العربي خلال حوارها مع ستيفان روماتيه سفير فرنسا
ويحكى سفير فرنسا عن ذكرياته قائلا: كل ذكرياتى فى مصر جميلة، حيث أكتشف دائما ميراثا ثقافيا مهما فى كل مكان أزوره، وقد زرت أماكن كثيرة فى مصر، لكنك تحتاج لأكثر من حياة لكى تستطيع زيارة كل مكان وتعرف كل شيء عن هذا البلد الجميل الثرى بتنوعه الخصب، ولم أشعر أبدا بخيبة أمل فى اكتشاف أى جديد فى مصر وشعبها الطيب الودود، خصوصا البسطاء أصحاب المشاعر الدافئة وسهولة التواصل، وقد زرت أماكن عديدة فى الصعيد وقرى مصر، ووجدت دائما المصريين ودودين ويسهل تكوين صداقات معهم بسرعة، ولديهم شغف متبادل بفرنسا وتاريخها، والعلاقات بين البلدين ممتدة منذ سنوات عديدة من قبل حملة نابليون بونابرت، ولدينا كيمياء خاصة بين الشعبين أشعر بها فى كل مكان أزوره.
ويؤكد روماتيه أن وجود مدارس فرنسية عديدة فى مصر، منذ منتصف القرن التاسع عشر أسهم فى تقوية العلاقات بين الشعبين، وإيجاد أرضية قوية لتقوية العلاقات بين البلدين. معربا عن اعتقاده أنه « يمكن الاستغناء عن السفارة الفرنسية فى القاهرة، لكن لا يمكننا أبدا الاستغناء عن المدارس الفرنسية، فهى بمثابة جوهرة التاج فى العلاقات بين الشعبين، ولدينا طموح فى السنوات المقبلة، لمضاعفة عدد المدارس والمعاهد التعليمية والجامعات الفرنسية بمصر.
ويشير إلى أنه حريص على حضور مهرجانات ثقافية، مثل مهرجان القاهرة السينمائى ومهرجان الجونة، مضيفا أن لديه علاقات صداقة مع عدد من النجوم، منهم الفنانة الجميلة يسرا والموهوبة هند صبرى، والمخرج محمد دياب والمنتج محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، مشيرا إلى أن مصر معروفة فى العالم بأنها هوليوود الشرق وسننظم احتفالا قريبا لتكريم هند صبرى ومحمد حفظى، لدورهما فى تقوية العلاقات المصرية - الفرنسية، كما أننى حريص على مشاهدة الأفلام المصرية، وقد شاهدت أفلاما مثل عمارة يعقوبيان والقاهرة 6،7،8 لمحمد دياب، وفيلم يوم الدين الذى شارك فى مهرجان كان السينمائى، وفيلم الأقصر الذى أتمنى أن يشاهده الفرنسيون.
ويقول سفير فرنسا: أحب الاستماع لأم كلثوم، ولدى مجموعة كاملة لأغانيها، كما أستمع لعمرو دياب، وأحب أغنية «ثلاث دقات» لأبو مع يسرا، وأيضا أحب الاستماع لمغنيى أوبرا مصريين، مثل فاطمة سعيد وغيرها، وهى أسماء معروفة دوليا وبعضهم تدرب فى فرنسا .
ويؤكد أن المعارض المصرية للآثار دائما ما تلقى نجاحا كبيرا فى فرنسا، فمثلا زار معرض توت عنخ آمون فى عام 2019 حوالى مليون ونصف المليون زائر، وهو رقم لم يحدث من قبل لأى معرض على مدى تاريخ فرنسا، الأمر الذى يؤكد الشغف الفرنسى بالحضارة المصرية وكذلك حقق معرض توت عنخ آمون الذى عرض لأول مرة خارج مصر عام 1968 أكثر من3.1 مليون زائر وسننظم معرضا آخر عام 2023 المقبل.
وحول عدد السائحين الفرنسيين يشير أن مصر هى حلم للفرنسيين الذين يعشقونها، ليس فقط لشواطئها وجوها البديع، بل أيضا لكنوزها الثقافية والتاريخية ومن المحزن انخفاض عدد السائحين بسبب كورونا، بعد أن كان عدد السائحين الفرنسيين قد وصل لمعدلات عالية عام 2010. وآمل فى مزيد من التعاون بين البلدين فى العاصمة الإدارية وقطاع النقل، حيث توجد شراكة بين شركات مصرية وفرنسية خاصة، لإنشاء الخط الثالث من مترو الأنفاق والمونورويل، وإنشاء خطوط قطارات جديدة والتعاون فى مجال الموانئ ».
ويوضح روماتيه أن «فرنسا لديها قناعة بأن عملية السلام والقضية الفلسطينية لا تزال مهمة، برغم الصعوبات، وبناء إسرائيل المستوطنات والتطبيع بين دول عربية وتل أبيب، ونحاول إقناع باقى الأطراف بضرورة دفع جهود السلام للأمام، وعدم تجاهل القضية الفلسطينية ووضع حل الدولتين مجددا على المائدة».