تحقيق ــ محمد ربيع غزالة
موضوعات مقترحة
يقول الله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) إن من الصدقات المنسية احتساب النية في النفقة على الأهل والأولاد بجميع أنواعها ومواردها مِن مشرب وغذاء وكساء وتعليم و ترفيه و دواء وغير ذلك من الأمور فطلب الثواب مِن الله تعالى في هذا الأمر يجعل كل نفقة تنفقها. على عائلتك في عداد الصدقة قال صلى الله عليه وسلم: «إذا أَنفق الرجل على أهله نفقةً وهو يَحتسبها، كانت له صدقةً»
من جانبه، قال الدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر الشريف السابق إن العلماء أكدوا"بعض الناس ينفق على أهله ، ولكنه لا يشعر بأنه يتقرب إلى الله بهذا الإنفاق و لو جاءه مسكين و أعطاه مالا ولو قل يشعر بأنه يتقرب إلى الله بهذه الصدقة مع أن الصدقة الواجبة على الأهل أفضل وأكثر أجراً ... (يقول صلي الله علية وسلم أفضل الصدقات: دينارٌ أنفقتَه في سبيل الله، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، و أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك).فلا ينبغي أبدا أن تتذمر أو تمتعض من هذا كل الوقت واجعل لنفسك نية طيبة في ذلك..
فبعض الأزواج يماطل زوجته إن طلبت منه شيئا له ولأولاده وكأنهما في بيع أو شراء فيقلل فيما يعطي ويعتبر في نفسه ما تأخذه منه هو الخسارة وما تبقى في جيبه هو الربح وبعضهم يمتنع بالكلية وهو معه لأن طبعه التقتير للخوف من المستقبل والحياة وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول.... وربما يقول أحد الأزواج لكن زوجتي ... مبذرة وهي لا تعرف للمال قيمة هي كيت وكيت ..بعضهم والله قالها عن زوجته.. قبل الزواج كانت كموسى مع الخضر تقول لي: لا أعصي لك أمرا وبعد الزواج تقول مقولة الخضر لموسى: إنك لن تستطيع معي صبرا ، وأن معظم المشكلات الزوجية تنتج من هذا الأمر المرأة تقول عن زوجها إنه بخيل ولا يعطيني والزوج يقول من أين لي فأعطيها ؟ وهكذا تدب العراكات وتتعالى الأصوات وربما اشتبكت الأيدي وتخاصمت العائلات وخربت البيوت بسبب هذا.والصدقة على أكثر الناس احتياجا من أكرم الصدقات عند الله فبعض الناس يتساهل في إعطاء كل من هب ودب من الناس أو يعطي أخاه أو ابن عم له وبجواره جيران وأصدقاء أحوج ما يكونون ولا يعطيهم.. فابحث عن الأولى بصدقتك وزكاة مالك وأعطها لمستحقيها
ومن جانبها قالت الدكتورة مهجة غالب العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر إن من أعظم الصدقات عند الله و هي لا تكلف مالا صدقات مخفية بينك وبين الله في عبادة مثل صدقة إطعام الطعام للطيور أو للحيوانات.. أو الدواب يقول صلي الله علية وسلم (يدخل الجنةَ أقوامٌ أفئدتهم مثل أفئدة الطير) قيل رقيقة ملآنة بالرحمة وقيل متوكلة...(وثبت عنه أيضا أنه قال: ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه دابة أو طير أو إنسان إلا كان له به صدقة ) وكلنا يحفظ حديثه (بينَما رجلٌ يمشي بِطريقٍ اشتَدَّ بهِ العَطشُ ، فوجدَ بئرًا فنزلَ فيها ، فشرِبَ ثمَّ خرجَ ، فإذا كلبٌ يلهَثُ ، يأكُلُ الثرَى من العَطشِ ، فقال الرَّجُلُ: لقد بلغَ هذا الكلبُ من العَطشِ مِثلَ الَّذي كان بلغَني ، فنزلَ البِئرَ فملأَ خُفَّهُ ثمَّ أمسكَه بفيِه فسَقَى الكلبَ فشكرَ اللهُ لهُ ، فغَفرَ لهُ . قالوا: يا رسولَ اللهِ و إنَّ لنا في البهائمِ أجرًا ؟ قال: في كُلِّ كَبِدٍ رطبَةٍ أجرٌ) (إن في طبقات الأحناف أصحاب مدرسة الرأي فرعا فقيها صورته إذا لجأت هرة عمياء إلى منزل شخص « وجبت » نفقتها عليه
وقالت هناك صدقات منسية للفقراء حتى لا يعدموا من أجور الإعطاء والإغناء جاءت في قصة قصيرة من القصص النبوي يرويها سيد الفقراء من الصحابة أبو ذرٍّ الغِفاري رضي الله عنه: يقول إنَّ ناسًا مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا: يا رسولَ اللهِ، ذهَب أهلُ الدُّثورِ بالأجرِ؛ يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويصومونَ كما نصومُ، ويتصدَّقونَ بفُضولِ أموالِهم! فما بقي لنا؟ فقال لهم: «أوَليس قد جعَل اللهُ لكم ما تتصدَّقونَ به؛ كلُّ تسبيحةٍ صدَقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدَقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدَقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدَقةٌ، وأمرٌ بمعروفٍ صدَقةٌ، ونَهْيٌ عن مُنكَرٍ صدَقةٌ ثم قال وفي بضع أحدكم صدقة
الله عز وجل قال:: يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين)وقال لنبيه( ولا تمنن تستكثر).. يقول أحد العلماء ..يعتدي على من أحسن إليه، فيقول له: أما تذكر أن أعطيتك كذا يوم كذا مما يسبب له حرجا وخجلا حتى أن بعض السلف قال: "إذا أعطيتَ رجلا ًشيئاً ورأيتَ أن سلامك يثقل عليه أي يحرجه فكفّ سلامك عنه(يقول صلى الله عليه وسلم العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه)