Close ad

تكدس وتلاحم وخطر .. لجان تطعيم أرض المعارض تتحول لبؤرة محتملة لـ"كورونا".. والموظفون :"شوفولنا حل"| صور وفيديو

14-9-2021 | 18:54
تكدس وتلاحم وخطر  لجان تطعيم أرض المعارض تتحول لبؤرة محتملة لـ كورونا  والموظفون  شوفولنا حل | صور وفيديولجان التطعيم بأرض المعارض تتحول لبؤرة محتملة لكورونا
داليا عطية

في مشهد أقل ما يوصف به أنه "بؤرة لنشر فيروس كورونا" ذلك الذي يحدث على أرض المعارض.. أجساد مرصوصة، وأنفاس متطايرة، وصرخات مدوية، هكذا صار حال المئات الذين احتشدوا في خيمة نصبت لتلقي لقاح كورونا بأرض المعارض.. ساعات بل ربما أيام من الاحتشاد والانتظار في طوابير الموت للحضول على اللقاح.. من يرى المشهد للوهلة الأولى ربما يصفه بـ"سوء التنظيم" ومن يتعايش معه تحت أشعة الشمس اللافحة في صيف القاهرة لن يتردد في وصفه بجريمة يتم ارتكابها في حق المواطنين الذين لبوا نداء الدولة بالحصول على التطعيم بل ربما تكون الإصابة بالفيروس أهون وأقل من الإصابة بفيروس الإحباط واليأس.

موضوعات مقترحة


لو أن أحدا بحث عن الأسباب التى تدعو إلى وجود هذا المشهد المسيئ لن يجدها،إلا عند أنصاف المسئولين فالدولة المصرية بفضل قيادتها نجحت في توفير اللقاحات لجميع المصريين بل وتصنيعها، إذن هو ميكروب الإهمال واللامبالاة الذي يضرب في أجهزة حكومية لا تزال تجابه التطور الذي تشهده الدولة وتعوق معطيات عصر الرقمنة الذي دخلته مصر، ما الذي يجعل هذه الحشود تقف دون تباعد وبلا نظام يمنع انتقال العدوى ومن غير تنظيم يوفر راحة المواطنين.


ومن المفارقات أن أرض المعارض تتسع لعشرات الوحدات التى يمكن أن تقدم التطعيم، إلا أن مسئولي وزارة الصحة أرادوها  تجربة مريرة، ولم يقدروا أن من بين المحتشدين كبار في السن ومرضى وسيدات لا يقدرن على الانتظار الطويل أو التردد لأكثر من يوم للحصول على اللقاح ولا يقدرون أيضا أن من بين هؤلاء شبابا متفائلا بوطن ناهض يأخذ بما جاءت به التكنولوجيا الرقمية لتيسير الحصول على الخدمات، ومن المفارقات أيضا أن القائمين على تقديم الخدمة  بهذا المركز في أرض المعارض يرفضون هذا المشهد ويتبرأون منه أمام الجمهور ويؤكدون أن  الحل ليس بيدهم!!


"بوابة الأهرام" راحت تتلمس الحقيقة بين الطوابير وتنقب عن جذور المشكلة  وسط  الزحام وتقرأ في عيون أمهات أنهكها الوقوف وأعياها الانتظار عتاب شديد للحكومة لماذا تفعلون بنا كل هذا؟  

 

خيمة بيضاء للمتوافدين على تطعيمات أرض المعارض

على بُعد نحو 150 مترا من بوابات أرض المعارض توجد خيمة بيضاء أقامها المسئولون عن تنظيم توافد المواطنين على هذه اللجان وتبلغ مساحة هذه الخيمة نحو 25 مترًاx 25 مترًا.

داخل هذه الخيمة يجتمع جميع المواطنين الذين حضروا لتناول التطعيم بناء على رسالة نصية وصلتهم عبر هاتفهم الشخصي أبلغتهم فيها وزارة الصحة والسكان بأن يتوجهوا اليوم من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 3 مساءً لتناول التطعيم بأرض المعارض مدينة نصر.

أكثر من 1000 مواطن في خطر تكدسات أرض المعارض

تجاوز عدد المواطنين الذين حضروا اليوم "بناء على توجيه وزارة الصحة بالحضور" 1000 مواطن، وقد لا يمثل هذا الرقم مخاطر على الصحة في منطقة مثل أرض المعارض تتمتع بمساحات هائلة من الفراغ الذي يضمن تحقيق التباعد البدني بين المواطنين، ولكن ما حدث عكس ذلك فقد تجمع أكثر من 1000 مواطن في مكان واحد وهو الخيمة التي حددها مسئولو التنظيم وخصصوها للانتظار.

ينتظر مئات المواطنين داخل الخيمة البيضاء في صورة طوابير يقف فيها المواطن لأكثر من ساعة في سبيل حصوله على رقم يحتفظ به ليخرج من الطابور ويخرج أيضًا من الخيمة.

عامل واحد لتسجيل بيانات الوافدين لتطعيمات أرض المعارض

أكثر من 1000 مواطن يتولى عامل واحد فقط مهام تسجيل حضورهم وإعطائهم هذا الرقم الذي قطعوا شوطًا كبيرًا في الحصول عليه، أنفقوا عليه أكثر من ساعة زمنيًا وعانوا فيه تلاحم أجسادهم بأجساد غيرهم ومخاطر إصابتهم بعدوى الفيروس الذي جاءوا في الأساس للوقاية منه.

رحلة طوابير انتظار تطعيمات أرض المعارض

يبدأ بعد ذلك المواطن رحلة جديدة إذ يقف في طابور جديد لأكثر من ساعة أخرى ولكن في هذه المرة ترافقه الشمس متعامدة على رأسه فيضطر مجبرًا لغلق عينيه ليصطدم بغيره في نفس الطابور إما تلاحمًا أو ضاغطًا على قدمه دون أن يرى فتبدأ مشاحنات طابور الانتظار بسبب ضيق الشمس المتعامدة والمسافة بين الأشخاص.

معاناة كبار السن وذوي الاحتياجات لتلف "الجولف كار" بأرض المعارض

أما كبار السن وذوو الاحتياجات فتألموا ليس لانتظار طابور الخيمة أو حتى طابور الشمس وإنما لعناء المسافة من باب أرض المعارض حتى مقر التطعيم إذ تجمعت "الجولف كار" على جانب الكشك المجاور للخيمة وقد فقدت مهامها في نقل هؤلاء لاسيما وقد رصدت "بوابة الأهرام" تجمعها وغلقها مع تلف عجلاتها.

موظفو وزارة الصحة يستغيثون من تكدسات أرض المعارض: "شوفولنا حل"

وبين تكدس المواطنين في مكان واحد وهو "الخيمة" وانتظارهم أسفل أشعة الشمس وشجارات تلاصقهم في بعضهم البعض بسبب ضغط عدد الطوابير يذهب أحدهم لموظفي وزارة الصحة والسكان القائمين على تنظيم توافد المواطنين متسائلًا: "الطوابير دي مبتتحركش ليه؟" يأتى رد أحد الموظفات: "هنعمل إيه شوفولنا حل".

الطب الوقائي يحذر من سوء تنظيم لجان تطعيمات أرض المعارض

الدكتور شريف حتة أستاذ الطب الوقائي يستنكر المشهد الحالي قائلًا:"كيف لمنطقة بحجم أرض المعارض من حيث اتساعها أن تتحول إلى بؤرة تجمع المواطنين كافة ممن يتوافدون على هذه اللجان لتناول التطعيم".

مقترحات لمنع التكدس والاختلاط البدني بأرض المعارض

ويقول في حديثه لـ"بوابة الأهرام" على مسئولي التنظيم إعادة النظر في طريقة انتظار المواطنين ناصحًا بالاستعانة بشباب المجتمع المدني "الجمعيات الأهلية" وكذا شباب الجامعات كمتطوعين لتنظيم مثل هذه اللجان كلٌ في منطقته.

تطعيم المواطنين بحسب التوزيع الجغرافي

ويلفت إلى التوزيع الجغرافي فيقول يمكن لوزارة الصحة والسكان تنظيم قوافل طبية في كل محافظة تجوب المدن والقرى كما حدث في المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة" لتوفير خدمة التطعيم للمواطنين عبر المستشفيات أو الوحدات الصحية المجاورة لهم حتى لا يحدث تكدس على مكان بعينه يهدد بانتشار العدوى بدلًا من مكافحتها.

الصحة النفسية تحذر من نشوب مشاحنات بين المواطنين بسبب سوء تنظيم لجان التطعيم

أما الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية فيحذر من سوء التنظيم الذي رصدته "بوابة الأهرام" وما قد يترتب عليه من آثار نفسية جسيمة العواقب على كل من المواطن والدولة.

ويؤكد أن استمرار التكدس والزحام وتلاصق المواطنين قد يفقدهم طاقتهم على التعامل مع بعضهم البعض مما يُسرع من نشوب مشاحنات وشجارات في مقر التطعيم ويتسبب في تكوين صورة ذهنية سلبية لدى المواطن تجاه دولته التي تسعى جاهده لتوفير الرعاية الصحية له قائلًا: "المواطن بيشوف في الخدمة المقدمة له دولته وحكومته ولو الخدمة تعاني بعض القصور بسبب موظف غير متعاون أو سوء تنظيم يلوم المواطن الدولة" مشددًا على ضرورة توزيع تطعيمات المواطنين حسب موقعهم الجغرافي.


مشاهد من تطعيم كورونا بأرض المعارض
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة