امتثال لأمر الله العظيم و من أحب العبادات وهي دليل الإتباع والمحبة.
موضوعات مقترحة
تحقيق ــ محمد ربيع غزالة.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي امتثال لأمر ملك الملوك الذي أمر عباده بالصلاة على حبيبه وأخبرهم أنه بذاته المقدسة يصلي عليه في الملأ الأعلى هو وملائكته يقول الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ويكفي شرفا أن الصلاة والسلام من المسلم على النبي صلى الله عليه وسلَّم تصله وتبلغه : فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ» قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ».
الدكتور ياسر العز الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف قال إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلَّم من علامات الجود: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «رَغِمَ أنْفُ رَجلٍ ذُكِرتُ عِندَه فلَمْ يُصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثُم انْسَلَخَ قبلَ أن يُغفرَ لهُ، ورَغِمَ أنْفُ رجلٍ أدركَ عِندَه أبواهُ الكبَرُ فلم يُدْخِلاهُ الجنةَ» وعن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «البَخيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِندَهُ، فلَمْ يُصَلِّ علَيَّ».
وقال عن أولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم هو من يكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: «أولى النَّاس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاةً» والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فيها محو للخطايا وتكفير ورفعة للدرجات: عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ».
وقال هي تخلص من الهموم: فعن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال : إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ و عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه قال: «خرَجَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقلنا: قد عَرَفْنَا كيف نُسَلِّمُ عليك، فكيف نُصَلِّي عليك؟ قال: قولوا: اللهمَّ، صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صلَّيْتَ على آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ، بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما بارَكْتَ على آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ»
وذكر إن من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: أولًا: بعد الأذان: فعن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتُم المؤذَّنَ، فقولوا مثل ما يقولُ، ثمَّ صلُّوا عليَّ؛ فإنَّه من صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا، ثمَّ سلوا اللهَ لي الوسيلة؛ فإنَّها منزلةٌ في الجنَّة لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأَل ليَ الوسيلة، حلَّت له الشَّفاعةُ»
ثانيًا: الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة: فعن أوس بن أوس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: « إنَّ من أفضل أيَّامكم يوم الجُمُعة؛ فيه خُلق آدمُ عليه السَّلام، وفيه قُبض، وفيه النَّفخةُ، وفيه الصَّعقةُ، فأكثرُوا عليَّ من الصَّلاة؛ فإنَّ صلاتكم معرُوضةٌ عليَّ، قالُوا: يا رسول الله، وكيف تُعرضُ صلاتُنا عليك وقد أرمتَ؟ - أي يقولون: قد بليتَ - قال: إنَّ الله عزَّ وجلَّ قد حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السَّلام) ثالثا: عند إطالة المجلس: فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أيُّما قومٍ جَلَسُوا، فَأَطَالوا الجُلوسَ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا قبلَ أنْ يَذْكُرُوا اللهَ تعالى، أوْ يُصلُّوا على نبيِّهِ كانَتْ عليهم تِرَةٌ مِنَ اللهِ، و إنْ شاءَ عَذَّبَهُمْ، و إنْ شاءَ غفرَ لهُمْ».
من جانبه ذكر الدكتور محمود النجار من علماء الأزهر الشريف أنه من تلك المواطن عند المرور بآيات فيها ذكر النبي عليه الصلاة والسلام: وقد قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى و قال عند قبر الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا زاره: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ» (صحيح سنن النسائي). وعند الدعاء قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم».
وأوضح إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة يغفل عنها المسلم، ويفوت عليه أجر عظيم فلابد أن نذكر أنفسنا وأبناءنا وأصحابنا بهذه العبادة وأن ننشرها ونحرص عليها وأن نعلمها إن في ذلك لخير عظيم.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "من ذُكرت عنده فلم يصل عليَّ خطئ طريق الجنة" إن الملائكة تحمل صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم وتبلغها له للحديث: “إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام".
ولفت النجار إلي إن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم سبب في أن يقوم العبد على الصراط بعد أن كان يزحف ويحبو عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم “ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحيانًا ويتعلق أحيانًا فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه وأنقذته".