حسنا فعلت شركة صوت القاهرة بالتوجه إلى المنتجين ومناشدة أحد البنوك المصرية للتحمس للمشاركة فى إنتاج مسلسل «طلعت حرب» الذى كان ولا يزال حبيسًا بالأدراج منذ سنوات طويلة، ودعت الشركة المنتجين للبدء فى العمل به وخروجه للنور كأحد الأعمال الهادفة التي تعد نموذجًا وتعطى القدوة للمشاهدين.
فما أحوجنا لهذه النوعية من الدراما التي تُيقظ الوعي وتدفع بالشباب إلى الأمام، وعندما نختار شخصية لتقديمها دراميًا، فليس هناك أفضل من شخصية «طلعت حرب» تلك الشخصية التي تحمل سمات أهلتها لتحقيق إنجازات على أرض الواقع نعيشها فى حاضرنا، فهو صاحب لقب "أبو الاقتصاد المصري"، فكم من مشروع زرع نبتته ونحن حتى اليوم نحصد زرعه.
مسلسل «طلعت حرب» يعد مكسبًا حقيقيًا للدراما المصرية ولأفراد المجتمع من المشاهدين، خاصة أن مؤلفه هو الكاتب الكبير محمد السيد عيد صاحب البصمات الإبداعية في عالم الدراما التليفزيونية والإذاعية، وتاريخه المشرف وأعماله العظيمة ذات لهدف والقيمة تؤكد أننا بصدد عمل مشرف تحتاجه الدراما ويحتاجه المشاهدون.
فمن منا لم يستمتع ويتعلم ويقتدي من نماذج أعماله الدرامية المشرفة ومنها «الزيني بركات» و«مشرفة رجل لهذا الزمان» و«قاسم أمين» وغير ذلك من الأعمال التي قدمت نماذج مضيئة للمشاهد.
يحسب لـ "صوت القاهرة" هذه الخطوة التي تؤكد تحملها لمسئوليتها استنادًا لتاريخها في الإنتاج الدرامي، فالحث على إنتاج مسلسل مثل «طلعت حرب» سيكون له أثر إيجابي خاصة مع اختيار مخرج متميز للعمل الذى يطرح قضايا عديدة ويلقي الضوء على شخصيات أخرى إلى جانب شخصية طلعت حرب مصاحبة لتلك المرحلة منها عمر لطفي الذي وضع نظام التعاونيات وما نتج عنه من بناء داخلي للمجتمع الاقتصادي المبني على الصناعة والزراعة، وشخصية محمد فريد ابن الطبقة الراقية الذي انتصر لبلده وآمن بوطنيته وأنفق ماله حبًا لبلده ومستقبل أبنائه.. وغير ذلك من الشخصيات التي أثرت في تاريخ مصر سياسيًا واقتصاديًا.
أتمنى أن تتكاتف جهات الإنتاج وتمد يدها لشركة صوت القاهرة لتحقيق هذا الحلم.. حلم تقديم عمل هادف ونموذجي ومتكامل من حيث القصة والإخراج وجميع العناصر الدرامية ليحقق الهدف المنشود منه.