مسئول صيني : 144.27 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بالنصف الأول من 2021

20-8-2021 | 16:53
مسئول صيني   مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بالنصف الأول من مكان إقامة فعاليات معرض الصين والدول العربية 2021
محمود سعد دياب

أكد منظمو معرض الصين والدول العربية، أن انعقاده في وقته المحدد سلفًا رغم ظروف تفشي جائحة كورونا، يعكس رغبة الصين الصادقة في تبادل الفرص وتعزيز التعاون مع العالم.

موضوعات مقترحة

وكانت فعاليات الدورة الخامسة للمعرض قد افتتحت بشكل رسمي أمس الخميس، مع الحفاظ على إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، وذلك بمدينة ينتشوان عاصمة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي، والتي تستمر لأربعة أيام، ويتمحور موضوع هذه الدورة حول "تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، ويسعى المعرض لتقديم منصة للمنفعة المتبادلة والتعاون العملي بين الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، وبالأخص الدول العربية.

ووفقًا لوكالة أنباء "شينخوا"، فقد تم توقيع إجمالي 13 مشروع تعاون بقيمة 4 مليارات يوان تقريبا "نحو 620 مليون دولار أمريكي" في مؤتمر عقد خلال اليوم الأول من المعرض، الذي يستضيف عددا من المنتديات والفعاليات التي تركز على الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة والمواد الغذائية الخضراء ومجالات أخرى، كما تتبنى هذه الدورة نموذجًا لإقامة المعرض بشكل افتراضي وميداني، كما تم إنشاء "قاعات عرض سحابية" وإطلاق عملية "العقود السحابية" لخلق المزيد من فرص التعاون للبلدان والمناطق على طول "الحزام والطريق".

وتعد الصين والدول العربية، التي يربط بينها طريق الحرير القديم في قديم الزمان، شركاء طبيعيين للتعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، ويتمتع الجانبان بتكامل ملحوظ، وحتى الآن، وقعت الصين وثائق تعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق" مع 19 دولة عربية وجامعة الدول العربية. كما التقى مسئولون حكوميون وسفراء ورجال أعمال وغيرهم من الصينيين والعرب بالمعرض، هادفين إلى تحقيق الدفع المشترك للتعاون عالي الجودة بين الصين والدول العربية في بناء "الحزام والطريق".

من ناحيته، أوضح الرئيس الصيني شي جين بينج، أن الصداقة التقليدية بين الشعبين الصيني والعربي تزداد زخما مع مرور الوقت، وأنه في السنوات الأخيرة، عززت الصين والدول العربية باستمرار التنسيق الإستراتيجي وتبادل الإجراءات، وحقق التعاون في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" نتائج مثمرة.

وأشار إلى أن جهود الصين والدول العربية تضافرت لمكافحة الوباء في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد، ووضعت نموذجا للمساعدة المتبادلة والتغلب على الصعوبات بروح التآزر والتضامن، مشددًا على أن بلاده مستعدة للعمل مع الدول العربية للسعي إلى التعاون والتنمية، وتعزيز التنمية السلمية بشكل مشترك، خصوصًا وأن بكين تظل أكبر شريك تجاري للدول العربية.

فيما قال مبعوث الحكومة الصينية الخاص للشرق الأوسط تشاي جيون، إن المعرض الصيني العربي لعب دورا فاعلا في تعزيز تعاون الجانبين في بناء "الحزام والطريق" منذ تأسيسه عام 2013، وقد أصبح منصة مهمة لتواصل الاحتياجات التنموية وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري.

وأكد أن العلاقات الصينية العربية تشبه شجرة صامدة أمام العواصف والتغيرات الكبرى التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة مع جائحة القرن، مما جلب تداعيات غير مسبوقة على البشرية، مما قدم نموذجا للعلاقات بين دول العالم وقدوة للتعاون بين دول الجنوب والجنوب، مضيفًا أن الجانبان يعملان بقوة على صيانة السيادة والاستقلال والمساواة ومبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية، والدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية، وتبادلا الدعم في ظروف تفشي كورونا والمساعدة بالمستلزمات الوقائية وتبادل الخبرات عبر الإنترنت وإرسال فرق طبية بصورة عاجلة والتعاون في التجربة السريرية للقاح والإنتاج المشترك لتعبئة اللقاح، مما جسد للمشاعر الأخوية المتمثلة في التضامن بروح الفريق الواحد بخطوات ملموسة.

وأضاف المبعوث الحكومي الصيني للشرق الأوسط، أن بلاده قدمت حتى اليوم قرابة 100 مليون جرعة من اللقاح الصيني إلى الدول العربية كمنح وصادرات، وأنجزت تعاونًا مثمرًا مع كل من مصر والإمارات في الإنتاج المشترك للقاح، الأمر الذي قدم مساعدة قوية في المعركة ضد الجائحة، مؤكدًا أنه في النصف الأول من العام الجاري، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 144.27 مليار دولار أمريكي، بزيادة 25.7% على أساس سنوي، ما جعل الصين مستمرة كأكبر شريك تجاري للدول العربية، وأنها استوردت 130 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، لكي يكون العرب أكبر موردي النفط الخام للصين، كما أحرز التعاون بين الجانبين تقدمًا، في مجالات اتصالات الجيل الخامس والبيانات الضخمة والطيران والفضاء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة والحديثة، مشيرًا إلى أن هناك إمكانيات كامنة ضخمة لتطور الاقتصاد الأخضر في الصين والدول العربية، وأن التعاون تطور في مجالات الطاقة الشمسية والطاقة النووية وغيرها من الطاقة النظيفة، بما يساهم في بناء "طريق الحرير الأخضر".

وأشار إلى أنه من المهم في المرحلة المقبلة، مواصلة تكثيف التبادلات رفيعة المستوى بين الصين والعرب، وتعميق التواصل الاستراتيجي، ومواصلة تبادل الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية والهموم الكبرى، مع رفع راية عدم التدخل في الشؤون الداخلية عاليا وتعزيز الوحدة وتقوية الذات والتضامن والتعاون والدفاع عن العدل والإنصاف الدوليين، وتوسيع معسكرات القوى المتقدمة والدفاع عن مصلحة الدول النامية.

وطالب تشاي جيون بمواصلة تكريس روح التضامن لمكافحة الجائحة، مؤكدًا أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لتلبية احتياجات الدول العربية من اللقاحات الصينية، وتعميق التعاون في الإنتاج المشترك للقاحات والإنتاج المحلي، والرفض القاطع لتسييس ملف تتبع منشأ الفيروس بما يساعد في تحقيق حلم النهضة لكلا الأمتين.

ولأن المغرب والإمارات ضيف شرف المعرض هذا العام، فقد شارك رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، بكلمة في المعرض، أكد فيها أنه يجب تنسيق بين الاستراتيجيات التنموية بالدول العربية ومبادرة الحزام والطريق الصينية، والدفع بالطاقة الإنتاجية وتوسيع دائرة التعاون في البنية التحتية والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والأقمار الصناعية والفضاء والزراعة والطاقة المتجددة والنووية السلمية وغيرها من المجالات.

فيما أكد وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، أن المعرض يمثل منصة لتعزيز العلاقة التجارية والاقتصادية مع الصين، خاصة وأن الصين تعد من أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، موضحًا أن حجم التجارة غير النفطية بين البلدين بلغ 74.4 مليار دولار أمريكي في 2020، منها واردات بقيمة 39.3 مليار دولار وبلغ حجم الصادرات غير النفطية 2.7 مليار دولار، كما أن الصين هي ثالث أكبر مستثمر في الإمارات حيث بلغ حجم الاستثمار الصيني في الإمارات حتى عام 2020 أكثر من 5.4 مليار دولار.

وأضاف الوزير الإماراتي أن بلاده ستواصل خلق بيئة لتطوير الاستثمار والتجارة، وستدفع نمو التجارة العالمية من خلال تعزيز إقامة البنى التحية، وخاصة في مجال النقل واللوجستيات، خصوصًا وأن بلاده مستعدة لتلك الخطوة لامتلاكها أكثر المرافق والتقنيات تقدما في العالم بهذا المجال، داعيًا لمواصلة استكشاف المجالات التي تعزز النمو الاقتصادي في البلدين، مؤكدًا أن الإمارات تشهد تحولا نحو نموذج أكثر مرونة واستدامة وتخلق فرصة ضخمة بمختلف المجالات.

جدير بالذكر أن جميع أجنحة معرض الصين والدول العربية، عبارة عن أكشاك خاصة خضراء وصديقة للبيئة، مع استخدام مكثف لتفاعل المعلومات والتقنيات وطرق العرض الرقمي، لتحقيق عرض متزامن عبر الإنترنت وعلى الأرض، ويسلط التصميم العام الضوء على المستوى الدولي ومفهوم التصميم الحديث والعصري ويعكس تنوع أساليب زيارة المعارض.

وقد استخدم معرض هذا العام أحدث تقنيات المعلومات لتحقيق مشاهدة المعرض عبر تقنية الجيل الخامس "5G"، حيث يمكن للجمهور مشاهدة موقع المعرض في الوقت الفعلي من خلال مناظر بانورامية بزاوية 360 درجة ومن خلال نظارات الواقع الافتراضي الموجودة في الموقع، مما يؤدي إلى إقامة معارض متزامنة عبر الإنترنت وعلى الميدان.

ووفقًا للتقارير الصادرة عن المعرض، فقد شاركت في الدورات الأربعة السابقة من معرض الصين والدول العربية، ما مجموعه 112 دولة ومنطقة، و21 مسئولا رفيعا صينيًا وأجنبيًا، و283 وزير خارجية وضيف، وأكثر من 5000 شركة محلية وأجنبية، وأكثر من 40 ألف زائر وشهدت الدورات السابقة توقيع ما مجموعه 936 مشروعًا للتعاون الاقتصادي والتجاري.

وتشمل المشاريع الموقعة الزراعة الحديثة، والتكنولوجيا الفائقة، والطاقة والهندسة الكيميائية، والمستحضرات الصيدلانية الحيوية، وتصنيع المعدات، والبنية التحتية، وبناء المنتزهات الصناعية، و"الإنترنت + الصحة الطبية"، والتعاون السياحي ومجالات أخرى. وقد استقرت في نينغشيا عدد من وكالات التعاون الثنائية والمتعددة الأطراف الصينية العربية، بما في ذلك المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، والمركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا الزراعية، وأمانة مركز الوساطة التجارية الصينية العربية.

وبينما اعتمد الجناح الإماراتي على اللون الأصفر رمز الصحراء التي تميز البلاد، واللون الأزرق الذي يرمز للبحر في إشارة للسواحل العريضة التي تتمتع بها، جاء الجناح المغربي "رقمي بالكامل" يبرز خصائص المغرب وثقافاتها الغنية والمتعددة.

وأكد رئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية في المغرب ناصر بوشيبة، أن المعرض منصة مهمة لتعزيز تعاون الصين والدول العربية سواء خلال الجائحة أو بعدها، موضحًا أن جميع البلدان ستواجه آثار تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، لكن الصينيون والعرب إذا تكاتفا وركزا على التعاون الاقتصادي والتجاري لن يتأثران بذلك وسيقدما مثالا يحتذى به في التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي ويعطى الثقة لعملية الانتعاش الاقتصادي العالمي، مطالبًا الحكومات والمؤسسات التجارية العربية، باغتنام هذه الفرصة الجيدة لفهم السوق الصينية بشكل كامل، والعمل بنشاط على تسويق منتجات عالية الجودة، موضحًا أن البيئة الجغرافية للوطن العربي قد توفر فرصًا للتعاون في مجال الزراعة، حيث توجد امتدادات طويلة من الشواطئ ومساحات كبيرة من الصحاري، كما تعد زراعة الواحات بمثابة شريان حياة لتنمية أحوال الناس المعيشية، وأن المشروع التعاوني الزراعي بين المغرب والصين وفرنسا في واحة أرفود بالمغرب حقق ثمارا وافرة على هذا الصعيد.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: