تغيير النظام التقليدي لزراعة المحصول يضمن الجودة الكمية والنوعية
موضوعات مقترحة
إنتاج تقاوي معتمدة لزراعة قصب السكر خالٍ من الأمراض
بعد تكليف وزاري لتولي الدكتور أيمن حسني عش، لإدارة معهد بحوث المحاصيل السكرية لتنفيذ أعمال التطوير والنهوض بمحصول قصب السكر خلال خمس سنوات، بدت المسئولية ليست بالسهلة على عاتق المعهد ومركز البحوث الزراعية..
وحول وضعه لخريطة ناجحة للتطوير وكيفية مواجهة المشكلات وتخطى الصعوبات لتصبح مصر رائدة ومنافسة فى صناعة قصب السكر على مستوى العالم، كان لـ «الأهرام التعاوني» هذا الحوار مع الدكتور أيمن حسنى عش مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية التابع لمركز البحوث الزراعية.
ما خطواتكم بعد التكليف من قبل الوزارة؟
تشرفت بتكليفى بإدارة المعهد من حوالى سنتين ونصف بقرار وزارى رقم 1765 لسنة 2018 وبالفعل بدأنا على الفور بوضع خطه للتطوير لتخطى الصعوبات والمشكلات التى تواجه المعهد كبحث علمى وتواجه المحاصيل الموجودة.
ـ ما دور المعهد وأهميته؟
يعد المعهد بيت خبرة لاعداد دراسات الجدوى لمشروعات المحاصيل السكرية حيث يقوم المعهد بتزويد المزارعين بأحدث نتائج البحوث والتكنولوجيات الجديدة فى مجال المحاصيل السكرية بالتعاون التام مع الادارة المركزية للإرشاد الزراعى بوزارة الزراعة. لكون المحاصيل السكرية من قصب السكر وبنجر السكر من المحاصيل الزراعية التصنيعية الاستراتيجية الهامة اذ تأتى اهميتها فى المرتبة الثانية بعد محصول القمح.
ومعهد بحوث المحاصيل السكرية هو معهد متميز بمركز البحوث الزراعية لاسباب فهو معهد نوعى لتخصصه بمحصول او مجموعه محاصيل بكافه تخصصاتها فكل الاقسام تعمل لرفع كفائه هذا المحصول فهناك قسم التربية والوراثة وقسم الامراض والافات وقسم للمحافظة على الاصناف وهناك قسم للمعاملات وقسم الفسيولوجى وقسم المعاملات الزراعية، فالمعهد يضم تخصصات مختلفه ومتباينه فى مكان واحد لخدمه المحاصيل السكرية.
ما مكانة المعهد على مستوى العالم والشرق الأوسط؟
يحتل المعهد المركز التانى على المستوى الافريقى والوحيد فى الشرق الاوسط بيشغل على المحاصيل السكرية ويحتل المركز السابع على مستوى العالم كمتخصصين فى انتاج المحاصيل السكرية بعد امريكا الجنوبيه والبرازيل والهند وجنوب افريقيا وسيريلانكا والصين.
فالمعهد هو الوحيد المنوط بانتاج اصناف من المحاصيل السكرية فلاتوجد شركه تقاوى اوشركات قطاع خاص تنتج تقاوى للمحاصيل السكرية فهناك انفراد للمعهد بانتاج هذه الاصناف.
ما المشكلات والصعوبات التى واجهتكم؟
هناك بالفعل مشكله فى عدد الاصناف حيث شهرتنا العالمية كدوله الصنف الواحد وبالفعل مصر لا تمتلك سوى صنف واحد تخطى الاربيعين عام وهو صنف (س9). فظروف هذا الصنف واسبابه لا ترجع الى قصور فى البحث العلمى ولاكن ترجع الى عدم وجود الظروف الملائمة لانتاج اصناف اخري.
كون مصر تقع فى الحزام الجاف من العالم ولان قصب السكر هو محصول استوائى ومصر بعيده تماما عن خط الاستواء وبالتالى التزهير تحت الظروف المصريه لانتاج صنف عمليه صعبه.
وماذا عن مشكلات زراعة قصب السكر فى مصر؟
يسمى قصب السكر بالنبات المعقد وراثيا لان عدد الكرموزومات فيه تعدى 100 فلايوجد نبات يشبه الآخر وبالتالى للحصول على صنف نسبه التربية من كل 120 الف بذره اقدر احصل على صنف واحد بعد برنامج انتخابى يستمر لسبع سنوات متواصله.
ولذلك فان محطات القصب على مستوى العالم كل سنه تزرع 120 الف بذره او مضاعفتها على حسب كبر حجم الصناعة، كالبرازيل تزرع مليون و250 الف بذره كل سنه وتستمر فى برنامج انتخابى وبعد انتهاء البرنامج يحصلون على 4 او 5 اصناف جديده، وهذا يتم سنويا فى كل من الهند وجنوب افريقيا وهكذا.
اما الوضع فى مصر لا توجد هذه الظروف الملائمة للانتاج الجديد فلجأنا فى عهود سابقه باستخدام التزهير الصناعى وهو انتاج فى غرف مظلمه ودرجات حراره معينه بحيث دفع القصب انه يزهر وبالتالى يتم تهجينه ولكن حصيله البذره المنتجه بتكون عدد قليل بالاضافه الى ان حيويته فى الانبات تكون منخفضه لوضعه تحت ظروف صناعيه.
هل هناك خطة لإنقاذ زراعه قصب السكر؟
بالفعل هناك افكار للخروج من تلك الازمه وهو لماذا لا نخرج ببرنامج التربيه لقصب السكر المصرى خارج الحدود المصريه فى المناطق الذى يزهر فيها قصب السكر طبيعيا بنسبه وحيويه كبيره.
وبالفعل تم عمل مبادره واخذت الموافقات والتصاريح للخروج الى زامبيا حيث تقع بجوار جنوب افريقيا هناك ظروف طبيعيه ملائمه للتزهير فهم يعانوا من زيادة فى تزهير قصب السكر فالعيب الموجود عندهم نحن نستخدمه كميزه نسبيه لانتاج بذور وبالتالى يتم انتاج اكبر عدد من البذور ورجوعه الى مصر للبدء فى زراعتها، وتم عمل برنامج تربيه كامل متكامل بـ120 الف بذره كبداية.. وبهذا نصل لمرحله انتاج صنف جديد سنويا.
وماذا عن دور الوزارة لتبنى تلك الفكرة؟
تقدمنا للوزاره بطلب للحصول على قطعه ارض كبيره لاستيعاب 120 الف نبات لتخصيص قطعه ارض فى منطقه فى الصعيد تسمى (وادى الصعايدة) لتخصيص 150 فدانا لانشاء برنامج التربية المصرى كاملا وهذه كانت اول خطوه وللأسف مع جائحة كورونا ظهرت ونحن فى الخطوات النهائية للسفر. وهذه الخطوة غير متوقفة ولكن مؤجله مؤقتا.
ولن نتوقف عند هذا ولكن تم فتح محور اخر مع دوله البرازيل وقائمين على عمل مذكره تفاهم بحثيه بإرسال أصناف ويتم عمل تزهير من خلالهم لان تسبه التزهير والحيويا 100% وعمل برنامج مشترك بين تهجينات اصنافنا وتهجينات أصنافهم البرازيلية لاختلافهم عننا وبهذا يتم التطوير والتحسين للصنف وموصفاته.
واختيار مواصفات الصنف من حيث صفة الانتاج الكمى وهو سيعطينا كم طن للفدان لانتاج سكر كثير ومعرفه نسبه السكر الذى ينتجه هذا الصنف والنظر الى مواصفات المجموع الخضرى هل متناسبه مع المزارع المصرى ام لا،لان هناك اصناف توجد بها اشواك كثيرة لا يفضلها المزارع المصرى لصعوبة حصاده لان فى الظروف الحالية يتم الحصاد يدوى وليس اليا، بالاضافة الى مشكله الافات والامراض واهمهم مرض التفحم ومرض عفن الساق الأحمر وبالنسبه للحشرات نبحث دائما عن مقاوم الحشرات الثاقبات فالبرنامح يتم التطوير فيه على مستوى الاصناف.
وهناك مشكله انخفاض الانتاجيه الفدانيه حيث ان الصنف س9 الانتاجية الفدانية له فى مصر تتراوح بين متوسطات المصانع 34 طنا للفدان ومتوسطات وزاره الزراعة تقول 47 طنا للفدان، فكان لابد من عمل شيء لرفع الانتاجية.
وتم وضع مشروع لتغيير النظام التقليدى لزراعه قصب السكر وهي زراعة العود التي تسبب المشكلات على مستوى العالم لانها زراعه صعبه فى الانتاج لعدم التوزيع الامثل فى الحقل فيؤثر على الجودة الكميه والنوعيه.
وماذا عن الزراعة بالشتل ستكون وأهميتها؟
تم عمل اتصالات مع اكبر دولتين منتجين للقصب مع البرازيل والتى تضم اكثر من 36%من انتاج القصب بطريقه الشتل الحديث على مستوى العالم ودوله الهند حيث تتم الزراعة عن طريق الشتل ولكن بطريقه بدائيه نظرا لظرف الاقتصادية والاجتماعيه، فكان لنا الخيار فى التعامل بين البلدين، فمصر تستحق التقدير والتطوير لانتاج افضل السلالات، وبالفعل تم نقل تكنولوجيا البرازيليه وتم تطويره.
وتم الاتفاق ووضع الرسومات لعمل اول محطه شتل لقصب السكر ستقام بمحطه بحوث كوم امبو فى اسوان على مساحة 18 فدانا لانتاج 15 مليون شتله فى السنه باستخدام احدث التقنيات باستخدام احدث الماكينات واستخدام الرى الالي، لإنتاج شتلات قصب السكر المعتمدة، لتصبح نقله نوعية فى إنتاج وزراعة قصب السكر فى مصر.
وما بروتوكولات التعاون التى أبرمها المعهد مع الجهات الأخرى؟
تم التعاون مع هيئه تنميه الصعيد مع وزاره الزراعة مع مصنع السكر وتم تحديث والتطوير عن النموذج البرازيلى وأخدنا كل الموافقات المطلوبة، وبالفعل يتم حاليا تسليم الموقع للشركة لوضع الاساسات وسيتم استلامه فى ديسمبر 2021 لانتاج الاولى مع دخول فبراير ومارس وابريل ومايو 2022.
ويتم حاليا التنسيق مع وزير الزراعة ورئيس مركز البحوث الزراعيه ومعهد المحاصيل السكرية لاقامة ثانى اكبر محطه شتل على مساحه 50 فدانا على ارض وادى الصعايدة لنصل لإنتاج أكثر من 40 مليون شتله.
ـ هل هذه المشاتل لها دور أخر فى الزراعة؟
زراعه القصب تتم خلال خمس شهور فى السنه وبالتالى سيتم استثمار هذه المشاتل فى زراعه محاصيل اخرى وتطوير محاصيل اخرى داخل هذه المشاتل، وستحقق طفرة فى الزراعة وستصبح مصر رائده فى زراعه قصب السكر والمحاصيل الاخرى بعد اقامه هذه المشاتل وتطويره.
جاء التكليف الرئاسى من السيد رئيس الجمهورية بتغير وتطوير زراعه قصب السكر وتحول الزراعة بالشتل خلال 5 سنوات، ومن هذا التكليف لابد من رزاعه 50 الف فدان سنويا بالشتل اذن نحتاج الى 400 مليون شتله سنويا لتغير نمط الزراعة.
ـ هل الحكومة هى المسئولة عن انتاج 400 مليون شتلة؟
لا طبعا سيتم العمل بشكل متوازٍ فمع بداية هذا التغير فى نمط الزراعه الجديد سوف يغرى الشركات العالمية الكبيره التى تعمل فى انتاج شتلات قصب السكر ومتركزه فى البرازيل ولها افرع مصر بان تتعاون مع الوزاره ومعهد بحوث المحاصيل السكرية ومع دخول القطاع الخاص سنحقق اكثر من المطلوب مع امكانيه الاشراف الكامل على الجوده وضبط الاسعار من جانبنا.
ـ هل المعهد مستعد لخوض هذه التجربة؟
المعهد نشا منذ عام 1982 ولم يطرأ عليه اى تغيرات سواء فى الشكل او الهيكل او المعامل. ومنذ ان توليت رئاسة المعهد منذ سنتين تم تجهيز جميع معامل المعهد بأحدث التصميات العالمية حاصله على شهاده الايزوا لتنافس الجامعات والمعاهد العالمية للاستعداد لخوض عمليات التطوير لزراعه بالشتل لان مع دخول الزراعه بالشتل سيتم دخول (التقاوى المعتمده لقصب السكر) وهى اول مره تدخل مصر فى رزاعه قصب السكر، لتكون هذه التقاوى المستخدمه فى الشتل خاليا من الافات خاليه من الامراض لانتاج نبات سليم بنسبه 100 ٪ وهذا يؤدى الى الزيادة الرئيسية فى الجودة والكم من انتاج المحصول.
ـ ما عمليات التطوير التى تجرى داخل المعهد الآن؟
تم تطوير الصوب الموجوده داخل المعهد المستخدمه على النطاق البحثى فى مجال الافات والامراض لتصبح مستعده لكافه مشروعات التطوير.
ولضمان الجوده تم وضع المعهد والمعامل بالكامل تحت نظام المراقبه 24 ساعه لضمان سلوك الباحث باستخدام الاجهزه لحل اى مشكله على الفور وبالتالى سنعمل بكفاءة وشفافيه وهيتم تحت نظام الايزو لضمان كفائه العمل وتوزيع العمل وجودته.
وتم وضع خطه تطوير لاجهزه المعامل من تصليح وتحديث واضافه اجهزه للتواكب مع المستوى العلمى على مستوى العالم لينافس معامل معهد جنوب افريقيا لنصل بان نكون معهد بحوث محاصيل سكرية متميز على مستوى العالم ومنافس لاحسن المعامل وباخص البرازيل وامريكا لمعرفتى باهميتهم العالميه.
ـ هل هناك محاور اخرى للتطوير؟
هناك محور اخر للتطوير كان للمعهد مزرعه بحثيه موجوده فى منطقه بلقاس تم استلامها بتخصيص من محافظه الدقهليه لتطوير زراعات بنجر السكر على مساحه 35 فدان حيث عانت بعض الاهمال وبعد الثوره دخلت مع بعض اراضى التعدى بسبب الانفلات الامني، وبدأنا نولى هذه المزرعه عنايتنا انشأنا فيها نظاما جديدا للرى ويتم حاليا عمل تجارب حيويه على بنجر السكر وايضا الذره السكرية ودخل معاها حديثا تجارب قصب السكر، وتم حاليا انتهاء 80 % من تطويرها و20 % سينتهى مع العام المالى القادم.
ـ وماذا عن حجم التمويل ودعم تلك المشروعات؟
اغلب هذه الاعمال تمت بمشاركه بين التمويل الذاتى والميزانيه الحكومية والتمويل الذاتى حصلنا عليه من خلال تجارب تسجيلات اصناف البنجر حيث كان مبلغا زهيدا لا يذكر، ونجحنا مع معالى الوزير لرفع تكاليف التسجيل ليتوفر مع المعهد العملة الصعبة لنستطيع الدخول فى عمليات التطوير وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
فنحن نحتاج الى ايمان وجهد وتدريب لشباب الباحثين لاننا نعانى من نقص فيه لكون الهيكل الوظيفى متناقصا حيث ان عدد المعاشات 62 % والعاملين 48 % ونحتاج للدعم وزيادة الميزانية واحتاج الى الدعم الفنى لتدريب هؤلاء الشباب خارج البلاد لتطويرهم لانهم مستقبل مصر وهم قادة المستقبل.