تغيرات المناخ حقيقة ومشكلة قائمة يعاني منها العالم الآن في عدة صور شتى بداية من ارتفاع درجات الحرارة إلى ذوبان الجليد وغرق بعض الأراضي الساحلية المنخفضة وغيرها من مشكلات متعددة.
وبالنسبة لمصر هي للأسف من أكثر الدول تضررًا من هذه التغيرات والمشكلة الكبرى لنا هي ظاهرة ارتفاع سطح البحر وتعرض أجزاء من أراضي الدلتا والإسكندرية للغرق إذا استمرت المشكلة في التفاقم بدون مواجهتها، وهنا المواجهة على المستوى العالمي والداخلي معًا وفى نفس الوقت مصر منضمة رسميًا لكل الاتفاقيات الدولية في هذا المجال ومن حقها طلب نصيبها من المبالغ المحددة في كل الاتفاقيات الدولية لمواجهة التغيرات المناخية في الدول الأكثر تضررًا، خاصة أن نصيب مصر في حدوث المشكلة صغير جدًا نحو نصف في المئة ولكنها للأسف نصيبها من الضرر كبير جدًا ومن حقها الحصول على الدعم العالمي في هذا المجال.
ثم على العالم كله سرعة التحرك نحو استخدامات الطاقة المتجددة والنظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والهيدروجين الأخضر؛ الذي أصبح استخدامه اقتصاديًا لحد كبير، مما يبشر بانتشار استخدامه، ومن حسن حظ مصر أن اقتصاديات استخدام الطاقة الشمسية في مصر رخيصة جدًا، ومن أفضل دول العالم وقادرة على إنتاجها بسعر رخيص بل تصديرها.
وهناك خطوات رسمية وحكومية في مجال استخدامات الطاقات المتجددة في مصر، وتبقى المشكلة الملحة لمصر الآن وهى ارتفاع سطح البحر وضرورة سرعة تفعيل الجهود المصرية لمواجهة هذه المشكلة من خلال القيام بأعمال حماية المناطق الساحلية المنخفضة المعرضة للغمر، حيث تشير بعض التوقعات إلى أن هناك مساحات كبيرة من مناطق السواحل المصرية معرضة للغمر في العقود القادمة ما لم يكن هناك مواجهة سريعة، وهو ما تقوم به الحكومة المصرية فعلا الآن من خلال تغذية الشواطئ للحد من غرقها بجانب أهمية الحصول على الدعم العالمي.
وهناك تجارب مفيدة في هذا المجال قامت بها دولة هولندا التي حققت نجاحات كبيرة في حماية أجزاء كبيرة من أراضيها من الغرق من خلال تغذية صناعية دورية مستمرة لحماية الشواطئ من النحر بجهود رسمية وشعبية من خلال تحويل ما ينتج عن أي إصلاحات أو مخلفات مبان ثم غمرها بالرمال، ونجحت تجربة ألمانيا في مواجهة ارتفاع سطح البحر من خلال الردم بالرمال وزراعة بعض أنواع الأشجار التي تمتص كثيرًا من المياه مثل أشجار المانجروف بكثافة شديدة، وأنواع أخرى من نباتات معينة تصلح لهذا الغرض وغيرها للاستفادة بها في التغذية الدورية للشواطئ، بل إقامة بعض هذه الأماكن كمزارع سمكية للاستفادة المزدوجة، خاصة في بعض المناطق التي قد تتعرض للغمر وليس الغرق، وهذه كثير منها يصلح كمزارع سمكية، وفى نفس الوقت تستهلك الأسماك جزءًا من هذه المياه.. المهم هناك تجارب ناجحة للاستفادة وحقوق دولية لمصر.
علينا أن نعطى هذه القضية الأولوية من الآن، وهذا ما تقوم به الحكومة مع ضرورة إتاحة الفرصة للمشاركة الشعبية إن أمكن في بعض المناطق والتوعية بها؛ لأنها من الأخطار الملحة والتي تتطلب سرعة المواجهة، وهناك في الحقيقة سيناريوهات أخرى متضاربة بشأن حصة نهر النيل بعضها يتوقع زيادتها والعكس، هذا بالإضافة لمشكلات ارتفاع درجات الحرارة وغيرها، ولكن كل هذه المشكلات للأسف دورنا أصبح محدودًا لحد كبير، ومعظمه يدور حول البحث عن طاقة نظيفة ومتجددة.
وتبقى مشكلة مصر الملحة والتي يمكن بتوفيق الله مواجهتها وحلها، هي مشكلة ارتفاع مستوى سطح البحر، وتعرض بعض المناطق الساحلية للغمر.. وإن شاء الله، نوفق في مواجهتها.. والله المعين.