Close ad

د. نصر محمد غباشي يكتب: الصدق في الأهرام

12-8-2021 | 13:08

"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (1) سورة العلق هذه السورة الكريمة أول ما نزل من القرآن كتاب الله الكريم، نزل بها جبريل الأمين على نبي الله محمد الصادق الأمين، والتمعن في هذه الآية الكريمة على التكليف من رب العالمين، للحث على قراءة القرآن الكريم وإن كانت عموم السورة الكريمة، قد نزلت مخصصة لقراءة كتاب الله تعالى إلا أن الله خلق الإنسان وعلمه مما لا يعلم، وأنعم عليه بنعمة العقل وامتنه بالقلم، لأن الإنسان أعظم مخلوقات الله ليكون خليفته فى الأرض، فقد اختاره وميزه على سائر مخلوقاته بميزتين، الأولى زينة العقل والثانية القدرة على الكلام عن طريق القراءة والكتابة والتعبير بالقلم، يكون بذلك الأمر الإلهى مكررًا لعموم التفسير لقراءة الصحف والكتب الثقافية الأخرى، وعلى فضل العلم والتعلم والقراءة التي ترفع من شأن الإنسان بقوله تبارك وتعالى: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)سورة العلق.

وحينما نذكر لفظ قراءة الصحف، فإن الذهن يجب أن ينصرف إلى صحيفة وموقع بوابة الأهرام، التي تمثل مؤسسة صحفية وطنية مستقلة، على مدى ١٤٥عاماً منبراً لحرية التعبير عن الرأى، التى تعتبر من أهم الحريات العامة على الإطلاق، وتعتبر صحيفة الأهرام هى أساس نشر الخبر الصادق دون الصحف والوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية الأخرى، فهى ليست طرفًا فى أى منازعات تثور بين مصاطب الفضائيات والمواقع الإلكترونية الصحفية والإعلامية الأخرى، فى نشر الشائعات والأخبار المفبركة وخير دليل على ذلك، إشاعة التعديل الوزاري الأخيرة، التى آثارها أحد الصحفيين على إحدى الفضائيات وتناقلتها الأجهزة الذكية، واجتهد كل صحفى بالسبق بذكر الوزراء الخارجين ويبشر بأسماء الوزراء المنعم عليهم بالحقائب الوزارية الجديدة، معتمداً على معلومات من وحى خيال مريض يهدف إلى إثارة الرأى العام بخلق بلبلة بين الأفراد والسلطة التنفيذية وتقديم أخبار مضللة ومزيفة من أجل الحصول على ترند مفبرك يفقد صاحبه الثقة والمصداقية فى حديثه أمام الرأي العام.
 
ومنذ ١٤٥عاماً بصدور العدد الأول من جريدة الأهرام، وهي الداعم الأول للدولة المصرية، للقيام بدورها في حماية وحقوق الدولة والمجتمع إزاء كل جهة يتواجد الحق لديها، فهي تسلك مسلك القاضى العادل المحايد، من خلال مبادئ وقيم وسمات صقل تنشئة ومهارات كتيبة صحفييها وكتابها، وهنا تتجلى مدى أهميتها للكتاب ورجال السياسة والدولة، لأنها الداعى للاستقرار الاجتماعي بما تؤدي إليه من حسن العلاقة والتفاهم بين السلطات العامة فى الدولة وأفراد المجتمع، لأن الكل ينهل منها المعلومة والخبر الصادق كالنهر المتدفق بعلمه الغزير الهائل المنهمر، فهى تساهم فى نشر الأخبار والأفكار والآراء، التي يستطيع القارئ الجيد أن يفاضل فى الاختيار ما يجد منها، ما يراه متوافقاً مع اتجاهاته وميوله، لأن صحيفة الأهرام وموقعها الصحفي الذكي بوابة الأهرام، الأكثر صدقاً في التعبير والكتابة والنشر، فإن صدق ونزاهة الصحيفة وموقعها الإلكتروني، يضعهم فى أفضل الصحف والمواقع الإلكترونية الصحفية فى العالم وحقاً أساسياً فى المعلومات للقراء، لكي تمد يد العون للوطن والمواطن حتى ينهض على أقدامه ثابتا شامخا، بالتعبير عن الآراء للنهوض ببناء وتقدم مجتمع ديمقراطى حر، وهذا ما تقوم به وتؤديه صحيفة الأهرام التى تؤدى دوراً أساسياً فى المحافظة على استقرار الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأنها هي وثيقة الصلة بالجماهير وهمزة الوصل بينهم وبين الحكومة، من خلال نشر الآراء والأفكار والإعلان عن موقفها فى النقاط الجوهرية فى السياسة الخارجية والداخلية، وعن النقد البناء للمصلحة العامة بالرقابة على أعمال السلطة التنفيذية، وهذا يدل على التغير الهائل فى المناخ الصحفى فى عهد الرئيس السيسي.
 
لا يستطيع أحد أن ينكر الدور التنموى الذى تقوم به صحيفة الأهرام، بيد أبنائها المخلصين الذين يعملون على الود والحب والعمل والإيمان، من أجل تقدم وازدهار الوطن لتحقيق مستقبل أفضل مشرق، بفضل كُتَّاب اعتنقوا مبادئ وقيم وخلق مثل عليا، التى اتصفوا بها فى حياتهم الصحفية وسلوكهم وعلاقتهم بالسلطات العامة فى الدولة والشعب والأجهزة المختلفة، كان له أكبر الأثر في نجاح أكبر صحيفة في الشرق الأوسط فى مهمتها الصحفية، لأن الإنسان صاحب فكر ورأى فهذا يعتبر حقًا من حقوقه التى نصت عليه المواثيق والأعراف والعهود الدولية،ونصت عليه الدول فى صلب دساتيرها وقوانينها الداخلية التى تعترف بهذا الحق، وأن واجب الإنسان أن يدافع عن هذا الحق الذى هو ثمرة فكر وإبداع وتأمل تنتهي بصاحب هذا الرأى إلى اعتناقه والذى يدعو صاحبه إلى كتابته والتعبير عنه وتكريسه ونشره وما أعظم ما تكون الكتابة والنشر عن طريق جريدة الأهرام.

وأهيب برجال الصحافة والإعلام اتخاذ واجبات الحذر ومراعاة الالتزام بمواثيق الشرف الصحفى وأعمال الرقابة الذاتية قبل نشر الخبر، وأن يتحرى الصدق فى مصدر معلوماته، لأن ما حدث من بعض الصحفيين والإعلاميين عن شائعة تعديل وزاري؛ سواءً كان من خلال شاشات الفضائيات أو المواقع الإلكترونية الصحفية، فقد مصداقيته بينه وبين الشعب، وأن الصحفي الذي نشر على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى أسماء الوزراء المستبعدين، معتمداً على مواقع التواصل الاجتماعى كمصدراً مهم للمعلومات فيكون سيء النية وفاقد المصداقية وغير مهنى ويجامل أفرادًا آخرين من أجل مصالح شخصية، بنشر المعلومات المغلوطة والمغرضة المضللة التى تشكل خطورة على الأمن القومى المصرى، لأن هذه المعلومات غير صادقة ولا أساس لها من الصحة، وهذه كارثة كبرى تمس الأمن والسلام الاجتماعى، ثم أهيب بالدولة المصرية حكومة وشعبًا الوقوف جانب مؤسسة الأهرام بالدعم المادى والمعنوى، لكى تكمل مسيرتها الوطنية والمهنية، فيجب على الجميع أن يتفق على هذا التوافق، لأنه يأتى من منطلق تاريخ صحيفة الأهرام الطويل فى الدفاع عن الديمقراطية، وحرية الرأي والرأي الآخر، ومن منطلق الحفاظ على حرية الرأى وإبدائه دون خوف أو رهبة، وإيمانها بحرية الصحافة وتقديراً لوطنيتها وحفاظها على كيان الدولة المصرية، وهذا الوقوف يأتى من واقع ومنطلق مسئولية صحيفة الأهرام التاريخية والوطنية، بتحقيق المواءمة بين مصلحة وأمن وسلامة الوطن فى هذه الفترة الفارقة من تاريخ مصر، والذى يتربص بها المتربصون بكيان الدولة المصرية وأمن وسلامة المواطن المصرى فى نفسه، إنها الأهرام الصدق فى صحيفة تعمل على الارتقاء بالمحتوى الثقافى والفكرى وتراعى القواعد والأعراف الراسخة والالتزام بممارسة عملها بحرية ومسئولية والارتقاء بها إلى آفاق أرحب وإيمان بحرية التعبير عن الرأى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: