Close ad

عماد رحيم يكتب: نكبة الرياضة (2 ـ 3)

12-8-2021 | 01:13

استكمالا لما سبق؛ وقد أنهيته بالتذكير بما حدث عقب الخروج الحزين من مونديال روسيا 2018 لكرة القدم؛ وما لمسه الناس من استهتار غير مقبول من مسئولي كرة القدم في مصر وقتها؛ وهو ما كان سبباً رئيسياً في الخروج من الدور الأول؛ كما كان سبباً رئيسياً لتقديم ما لم يرق لآمال الناس وتطلعاتهم من منتخب بلدهم.

وأتذكر أيضا وقتها تأفف الناس من منظومة كرة القدم؛ وحنقهم على طريقة إدارتها؛ لأنها أدت لمهزلة روسيا 2018؛ وكانت هناك آمال كبيرة في وقف تلك المهزلة و عدم تكرارها مرة أخرى؛ ولكن ما حدث بعدها في بطولة أمم إفريقيا زاد من الطين بلة؛ وترسخت قناعة لدى البعض بأن فشل منظومة كرة القدم كبير؛ وعميق ومتجذر، والخروج منه والعبور لمرحلة أفضل؛ بمثابة حلم جميل؛ ولكنه وللأسف يبدو صعب المنال.

الدليل؛ ما نشاهده في بطولة الدوري العام؛ لا وجود حقيقيا إلا لفريقي الأهلي والزمالك؛ وكأن باقي الفرق عبارة عن كومبارس؛ وجودهم مهم لإضفاء رونق جيد فقط؛ أما الأداء فله وضع آخر.

الفائز ببطولة الدوري العام في العقدين الأخيرين؛ كفيل بتوضيح نكبة الرياضة في مصر؛ وأنها تعاني و ستعاني؛ لماذا؟

لأن معايير التعامل مع رياضة كرة القدم في العالم المتقدم؛ مختلفة تماما عنها في مصر؛ هناك ضوابط لا يمكن الحياد عنها؛ لا تعرف الفرق وبالتالي لا تعرف قوتها؛ أينما تواجدت الرياضة تواجدت الضوابط واللوائح المنظمة؛ وهو ما جعل كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم؛ حرفة تدر مكاسب كبيرة جدا؛ ففي الدوريات الكبيرة في أوروبا؛ يعرف متابعوها؛ أن عدد اللاعبين المحترفين؛ خاصة من إفريقيا عدد كبير جدًا.

من مصر؛ يبدو محمد صلاح أحد أشهر لاعبي العالم هو الأوضح؛ وكلنا يعلم قصة كفاحه حتى حقق هذا النجاح المبهر؛ لو كنا نملك 11 لاعبا مثل محمد صلاح؛ لاختلف الحال؛ وحققنا نجاحات مرضية؛ ولكن مع تلك المنظومة الرديئة؛ استطاع صلاح بجهد منفرد تحقيق طموحه بهذا الأداء اللافت.

لو تمت إدارة لعبة كرة القدم بحرفية وإخلاص للوطن؛ يمكن أن أؤكد أنها ستدر دخلا كبيرا للدولة؛ لاسيما أن أسعار اللاعبين الكبار مثل محمد صلاح باتت تتجاوز المليار جنيه!

كما أؤكد أن مصر تملك من اللاعبين أصحاب المهارات الخاصة الكثيرين؛ ولكنها الآلية العقيمة التي تهدر تلك القيم الرائعة؛ بحثا عن مصالح خاصة جدا!

متابعة دقيقة لأيام قليلة للإعلام الرياضي المصري كفيلة بتبيان مدى السوء في الإطار والمضمون؛ وبات الهدف تحقيق أكبر عدد من المشاهدات على حساب كل القيم الرياضية؛ ولا يضر هؤلاء المفسدين اشتعال الموقف من خلال سكب الزيت على النار؛ وتعميق التعصب؛ فالمهم تحقيق المكسب المادي من خلال تدفق الإعلانات؛ هناك قنوات على اليوتيوب؛ يسعى أصحابها لعمل مشاهدات بأي شكل؛ ولتذهب الروح الرياضية إلى ركن بعيد خافت؛ في مقابل تحقيق الأرباح؛ فأين الدولة و أجهزتها الرقابية؛ وإلى متى يستمر ذلك الوضع الغريب؟ ثم نتساءل عن أسباب التعصب؛ كما نتندر عن أُفول الروح الرياضية!؟

منذ بضع سنوات؛ كنت عائداً من الجريدة بعد الفجر بقليل  وأنا أتهيأ  للصعود لبيتى؛ شاهدت جارتي تركب سيارتها مع كريمتها ذاهبة بها لتمرين السباحة بأحد الأندية الكبيرة؛ وكنا في الشتاء فتعجبت!

فقالت الجارة العزيزة أنها تفعل ذلك منذ عدة أشهر؛ لأن كريمتها بصدد التنافس على بطولة مهمة؛ وهذا يفسر بشكل قطعي وجود نوابغ رياضية أمثال فريال أشرف الفائزة بذهبية مصر في أوليمبياد طوكيو؛ قبل أن يُنسب الفضل إلى أي جهة أخرى؛ فالفضل الأول هو لأسرتها الكريمة.

إلا أن رد فعل الرئيس عبدالفتاح السيسي كان أكثر روعة؛ بعدما قرر تكريمها هي و كل الفائزين بميداليات بشكل يليق بما حققوه من إنجاز؛ بشكل لم يحدث من قبل لأي رياضي؛ بما يدل على دعم الرئيس الكامل للرياضة وللرياضيين.

ولم لا والناس بعدما شاهدت ما حققه الرئيس من إنجازات باتت ملء البصر والسمع؛ ارتفع سقف أحلامهم بما يناسب طبيعة المرحلة؛ وأمسى تحقيق إنجاز رياضي على المستوى الدولي؛ أمراً جديراً بالحدوث؟

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الرحمة

أيام قلائل ويهل علينا شهر رمضان المبارك؛ وأجد أنه من المناسب أن أتحدث عن عبادة من أفضل العبادات تقربًا لله عز وجل؛ لاسيما أننا خٌلقنا لنعبده؛ وعلينا التقرب لله بتحري ما يرضيه والبعد عن ما يغضبه.