يبذل قطاع النقل المصري جهودا مثمرة في إدارة وتطوير منظومة النقل بجميع أنحاء الجمهورية، من خلال تطبيق أحدث وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في هذا المجال. وفيما يتعلق بالعاصمة الإدارية الجديدة، فقد برز دور القطاع بقيادة الفريق كامل الوزير في تدشين العديد من المشروعات بالعاصمة الإدارية، والتي تُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة، وتسهيل حركة المواطنين بين المدن الحضرية، فضلا عن رفع مستويات الأمان على شبكة الطرق والحد من الحوادث. من أهم هذه المشروعات على سبيل المثال وليس الحصر:
موضوعات مقترحة
القطار الكهربائي
يُعد مشروع القطار الكهربائي LRT "السلام - العاصمة الإدارية الجديدة" من أهم مشروعات النقل الجماعي التي تشهدها مصر خلال الفترة الحالية، والتي تساهم في تعظيم منظومة النقل الجماعي، وتسهيل حركة المواطنين، وزيادة التجارة والاستثمار، ودفع عجلة التنمية الشاملة بالمدن الجديدة، فضلا عن توفير 500 ألف فرصة عمل بمرتبات مجزية.
النقل الذكي
ومن المتوقع أن يبدأ القطار الكهربائي من محطة عدلي منصور ثم يمتد موازيا لطريق (القاهرة -الإسماعيلية) الصحراوي إلى مدينة بدر، ثم يتفرع شمالا بعدها حتى مدينة العاشر من رمضان وجنوبا إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ليمتد إلى المدينة الرياضية العالمية بطول 92 كم و16 محطة، ويتم تنفيذه على ثلاث مراحل: الأولى من محطة عدلي منصور وحتى محطة العاصمة (1) بـ 11 محطة سطحية، والثانية من بعد محطة العاصمة (1) حتى محطة العاصمة (2) "مدينة الفنون والثقافة" بـ 1 محطة علوية (محطة الفنون والثقافة)، والثالثة جنوبا بعدد 4 محطات "3 علوية + 1 سطحية" (محطات العاصمة الإدارية 3 - القيادة الإستراتيجية - المدينة الرياضية - المحطة المركزية للتبادل مع القطار السريع).
قطار المونوريل
تتمثل أهمية مشروع "مونوريل العاصمة الإدارية"، والذي يبلغ طوله 56.5 كم، ويشمل عدد 22 محطة في أنه سيربط إقليم القاهرة الكبرى بالعاصمة الإدارية، وسيساهم في تيسير حركة نقل الموظفين والوافدين من القاهرة والجيزة إلى القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية، لتكامله مع الخط الثالث للمترو عند محطة الإستاد بمدينة نصر، والقطار الكهربائي بمحطة مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة.
النقل الذكي
سيُشكل مشروع "المونوريل" نقلة حضارية في وسائل النقل الجماعي، حيث تتسم هذه النوعية من وسائل النقل بأنها سريعة وعصرية وآمنة وصديقة للبيئة، وتوفر استهلاك الوقود، وتخفض معدلات التلوث البيئي وتخفف الاختناقات المرورية بالمحاور والشوارع الرئيسية، وتجذب الركاب لاستخدامها بدلا من السيارات الخاصة. وفقا لهذه الإنجازات، سنوضح بإيجاز الدور الذي تلعبه أنظمة النقل المستدام في المدن الذكية، وكهربة النقل الحضري (بما في ذلك أنظمة الترام والمترو والسكك الحديدية):
النقل المستدام
يُعد التنقل عالي الجودة أمرا ضروريا لنجاح القطاعات الحضارية الأخرى، وتوفير فرص عمل، وتهيئة بيئة جذابة للمواطنين والأعمال. يؤدي التأثير المشترك للنمو السكاني والتغير الديموغرافي والشكل الحضاري المتغير إلى زيادة الطلب على السفر في المدن والضواحي وبين الاثنين. أيضا يتزايد الطلب على التنقل المُحسن بين المدن، لإنشاء اتصال أسرع وفعال. ومع زيادة عدد سكان الحضر، تواجه المدن القائمة والناشئة التحدي المتمثل في تلبية الطلبات المتزايدة للتنقل الفعال، ضمن قدرة البنية التحتية المادية المحدودة.
النقل الذكي
في الوقت نفسه، مع ارتفاع الطلب تزداد المخاوف بشأن النقل باعتباره أحد المساهمين الرئيسيين في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والازدحام والضوضاء، وسوء جودة الهواء في المدن.
وفقا لذلك، تلبي التنمية المستدامة احتياجات الجيل الحالي دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم الخاصة. وبالتالي، فإن نظام النقل المستدام يسمح بتلبية احتياجات الوصول والتنمية الأساسية للأفراد والشركات والمجتمع بأمان وبطريقة متسقة مع صحة الإنسان والنظام البيئي، ويُعزز المساواة داخل وبين الأجيال المستقبلية.
كما يتسم نظام النقل المستدام بأنه ميسور التكلفة، ويعمل بشكل عادل وفعال، ويوفر خيارا لأسلوب النقل، ويدعم الاقتصاد التنافسي، فضلا عن التنمية الإقليمية المتوازنة. هذا بالإضافة إلى الحد من الانبعاثات والنفايات ضمن قدرة الكوكب على استيعابها، واستخدام الموارد المتجددة بمعدلات توليدها أو أقل منها، وكذلك استخدام الموارد غير المتجددة بمعدلات تطوير البدائل المتجددة أو أقل منها، مع تقليل تأثير استخدام الأرض وتوليد الضوضاء.
كهربة النقل الحضاري
في سياق التنقل المستدام، تعد كهربة النقل Transportation electrification طريقة مثالية لخفض تلوث الهواء، مع تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. ففي المناطق الحضارية، يؤدي استخدام الحافلات الكهربائية والقطارات إلى تحسين جودة الهواء بشكل كبير، والازدحام المروري، والتلوث الضوضائي. لذا، تُشكل أنظمة النقل المكهربة خيارا مثيرا لاهتمام الحكومات التي تسعى إلى زيادة التنقل.
إن نظام النقل السريع بالمترو هو عبارة عن سكة حديدية كهربائية للركاب في منطقة حضرية ذات سعة وتردد عاليين، وعادة ما توجد إما في الأنفاق تحت الأرض أو على القضبان المرتفعة فوق مستوى الشارع. يتيح هذا النظام سعة أعلى مع استخدام أقل للأرض، وتأثير أقل على البيئة وتكلفة أقل من أنظمة السكك الحديدية الخفيفة النموذجية.
أيضا تستخدم أنظمة السكك الحديدية الخفيفة قطارات أو ترام صغيرة، تعمل بالطاقة الكهربائية، والتي تتميز بسعة أقل وسرعة أقل من القطارات العادية لخدمة المناطق الحضارية الكبيرة. وعادة ما تعمل على مستوى سطح الأرض، ولكن تشمل أيضا مناطق تحت الأرض أو فوقها.
مفتاح التطور
تعتبر أنظمة السكك الحديدية التي تقدم اقتصاديات، وأداء بيئيا ممتازا، والالتزام بالمواعيد، عنصرا أساسيا في تطوير المدينة الذكية. وجنبا إلى جنب مع السعي لتحقيق الكفاءة، والسلامة، والموثوقية، وتوفير الطاقة، فإن من المُرجح أن يشمل مستقبل أنظمة السكك الحديدية تحويلها إلى أعمال خدمية أكثر جاذبية. فلا شك أن اعتماد أنظمة المعلومات المتقدمة في المحطات والقطارات والهاتف الذكي للركاب وتطبيقات صناعة السكك الحديدية الأخرى، سيساعد على تقليل المسافة بين وسائل النقل العام والتنقل الخاص، بل ويشجع بشكل أكبر على تطويره في المدن الذكية.