جمعة الشوان، ثعلب المخابرات المصرية، البمبوطى، ومطاط البحر.. كلها ألقاب حازها أحمد محمد عبد الرحمن الهوان الشهير بـ"جمعة الشوان" الذي وُلد بمدينة السويس فى 6 أغسطس عام 1939م لأسرة فقيرة، كان ترتيبه الخامس وسط عشرة إخوة، والده من الصعيد ووالدته من السويس.
موضوعات مقترحة
النشأة والتعليم
التحق الشوان بالكتاب ثم انتظم بالمدرسة الإلزامية، ثم التحق بمدرسة الأقباط وبعدها بمدرسة فؤاد الأول، ليترك بعدها التعليم ليساعد والده بمحله، وأحب قراءة القصص البوليسية مثل "شارلوك هولمز، وأرسين لوبين" وكان حلمه أن يصبح مثلهما.
جمعة "الهوان" أم "الشوان"؟
وما أن شب الصغير حتى عمل في دهان المراكب مع خاله "جابر الهوان" واشتهر بلقبه بعد ذلك، ثم مساعداً على فلوكة في البحر حتى أصبح مديرًا لشركة للسياحة وهو فى سن الـ 21 ، وأجاد 9 لغات منها اليونانية، الإنجليزية، الإيطالية، الفرنسية، الألمانية اكتسبها من خلال عمله على البواخر.
تمتع بوضع مالي جيد، وكوّن أسرة في سن صغيرة، وكان لديه ثلاث سيارات حتى قامت حرب 1967م، وقتها تغير كل شيء، واضطر إلى السفر للقاهرة والإقامة فى شارع الألفى.
ثعلب المخابرات
سافر إلى اليونان لاسترداد مبلغ 2000 جنيه إسترليني من "بناجاسوس" أحد رجال الأعمال، ولكنه لم يكن موجود، وقابل "الريس زكريا" (الضابط عبد السلام المحجوب) الذي أصبح المسئول عنه بعد ذلك، ثم عمل على أحد المراكب اليونانية، وحاول الموساد تجنيده في إنجلترا عند توقف المركب هناك، عن طريق فتاة تدعى "جوجو"، ولوطنيته وفطرته النقية أبلغ المخابرات المصرية بمجرد وصوله إلى القاهرة، فقامت بتدريبه على أعلى مستوى لمواجهة المواقف الصعبة.
وخلال فترة تجنيده التي تجاوزت 11 عاماً ، زار تل أبيب 38 مرة وكرمته جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية، بعد نجاحه في اجتياز اختبارات جهاز كشف الكذب على مدى 4 ساعات، وأصبح موثوقًا فيه جدا، استطاع تجنيد جوجو للعمل لصالح المخابرات المصرية قبل حرب أكتوبر، وقدمت معلومات مفيدة جداً لمصر، وأعلنت إسلامها في الأزهر وتزوجت وعاشت بسرية في مصر.
الشوان و"البطة الثمينة"
وبعد حرب أكتوبر 1973م أرسلوا فى طلبه للحضور وسافر لإسرائيل فى ذلك الوقت رغم خوفه الشديد، ولكنه عاد إلى القاهرة بأحدث جهاز إرسال عُرف باسم "البطة السمينة" يرسل رسائل في 6 ثوان، وقد انكشفت وقتها حقيقة الهوان عندما أرست المخابرات المصرية رسالة شكر للموساد.
حياته الأسرية
تزوج مرتين الأولى من السيدة فاطمة بنت خالته وانجب منها (محمد، مها) وانفصلا بعد 17 عاما من الزواج، والثانية من السيدة زهيرة وأنجب منها (أحمد، وليد)، ولم يعرف أولاده بطولاته إلا بالصدفة بعد أن جمعهم لمشاهدة إعلانه الجديد ليتفاجأوا ببرنامج يحكي فيه قصته.
سجل مشوار حياته على 20 شريط كاسيت بما يساوي 40 ساعة، وقدم قصته الكاتب صالح مرسي في مسلسل "دموع في عيون وقحة" التي قدمها الفنان عادل إمام للتلفزيون، وحصل على كثير من الأوسمة والنياشين، وأطلقت محافظة السويس اسمه على أحد شوارعها، وكرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات وجهاز المخابرات، وظل على صلة بهم حتى وفاته في 1 نوفمبر 2011م بمستشفي وادي النيل.