قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن إطلاق كلمة عالم على شخص لم يستوف مقومات العلم ولَم يمتلك أدواته شيء خطير يصل إلى حد الجناية على العلم، مشيرا إلى أن قد ظهر على مدار تاريخنا الطويل طوائف من الوعاظ والقصاص والحكائين والبكائين، وميز عصورهم أن ظل العالم عالمًا ، والفقيه فقيهًا، والواعظ واعظًا، والكاتب كاتبًا، والمنشد منشدًا، لم يتقمص أحد منهم شخصية الآخر، ولَم يحاول أن يغتصب دوره.
موضوعات مقترحة
وأضاف أن الناس قد عرفوا قدر هذا وذاك، وطلب كل إنسان ما يحب من العلوم والفنون، فمن أراد العلم لزم مجالس العلماء، ومن استهواه الوعظ صار خلف الوعاظ والحكائين، ومن أطربه الإنشاد ارتاد حلقات المنشدين.
وتابع وزير الأوقاف خلال المؤتمر العالمي السادس لدار الإفتاء والذي يعقد علي مدار يومي الإثنين والثلاثاء برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي: أن مقام الإفتاء ظل بعيد المنال، مرفوع الراية، له أهله ورجاله ، حتى ظهرت جماعات التطرّف والإرهاب فادعى أدعياؤها كل شيء ، بل حاولوا احتكار كل شيء ، يحاولون تشويه كل الرموز الدينية والوطنية عدا رموز عصابتهم ، ويعملون على استقطاب ضعاف النفوس الذين يستطيعون شراء ذممهم من جهة ، ويجندون عناصرهم من أشباه أو أشباح طلاب العلم من جهة أخرى ، محاولين تسويقهم على أنهم العلماء الربانيون أو الدعاة الجدد أو المودرن .
واستدرك وزير الأوقاف قائلا: لا أدري ما مفهوم الربانية عندهم ومن الذي أفردهم أو اختصهم بهذه الربانية ، كما لا أدري ما يعنون بوصفهم الدعاة الجدد ، أيعنون شكل ونوع الثياب واللباس والمظهر أم يعنون الخروج عن العربية إلى العامية ، أم يعنون شيئا آخر لا نعلمه ولا نعرفه من أسرار هذا الوصف ، وكأنه لغز من الألغاز.
وأكد وزير الأوقاف، ضرورة دعم وتقوية مؤسسات الدولة الوطنية تعليمية كانت أم دعوية أم إفتائية ، كلّ في المهام الموكلة إليه ، مع سن القوانين التي تحول دون افتئات أي شخص أو جماعة أو جمعية أو تنظيم على حق الدولة في تنظيم شئونها وخاصة الشأن الديني لما يترتب على الفوضى فيه من خطر داهم على الدين والدولة.
كما شدد علي حتمية التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدينية ولا سيما المتناظرة تعليمية كانت أم دعوية أم إفتائية لنشر الفكر الوسطي المستنير وتضييق الفضاء الواقعي والإلكتروني على جماعات التطرف وأبواقها العميلة المأجورة.
وطالب وزير الأوقاف بالتدريب والتأهيل المستمر لجميع العاملين في مجال الشأن الديني من الخطباء والوعاظ وأمناء الفتوى بما يمكنهم من فهم الواقع وقضاياه ومستجداته والتسلح بأدوات العصر، ولا سيما ما يتصل بعصر الرقمنة واستخدام مختلف أدوات ووسائل التواصل الحديثة.