تصف المراجع البريطانية موقعة أبوقير التى وقعت قبل 223 سنة وبلاتحديد فى يوم 2 أغسطس 1798م بـ"بمعركة النيل"، فيما يصف العلامة محمد محمود زيتون فى كتابه المهم عن إقليم البحيرة طبعة 1962م، بأن أبوقير والبحيرة كلها كانت فى ذلك الوقت بين مخالب الذئاب (الإنجليز والفرنسيون والأتراك"، وكان الشعب المصري وحيداً لنيل استقلاله وحريته.
موضوعات مقترحة
حين احتل نابليون بونابرت القاهرة، قام بمصادرة ممتلكات المماليك فى كل من رشيد والإسكندرية، وفرض مائة ألف فرنك ذهبيا على أهل رشيد كضرائب، وطلب من أعيان المدينة المجىء له للقاهرة، حيث استقدم الشيخ مصطفى الدمنهوري والشيخ يوسف الشبراخيتى، وجعلهم ضمن الأعضاء العشرة لداووين المديريات الذي استحدثه، وبينما نابليون بونابرت غارقا فى أحلامه، منهمكا فى تخطيطاته، كان نلسون الإنجليزى يجوب البحر لملاحقة الأسطول الفرنسين لم تكن الحملة الفرنسية قد عززت بعد من تحصيناتها فى الإسكندرية، وكانت التحصينات العسكرية فى مصر فى منتهى الضعف وخصوصا قلعة أبوقير القديمة المسماة "طابية البرج".
ويؤكد زيتون فى كتابه أن أسطول نلسون وصل للإسكندرية، ثم اتجه فى يوم 1 أغسطس 1798م إلى أبو قير، فوجد أسطول نابليون بونابرت مُحتميا بالخليج ، وكان الأسطول الفرنسي يتكون من 13 بارجة كبيرة، و4 فرقاطات، وعدداً من المراكب عليها 1180 مدفعا، و8 آلاف وتسعمائة بحارًا تحت قيادة الفرنسي بروتس، وكان الأسطول البريطانى متكافئا مع الأسطول الفرنسي، وكان مكونا من 15 سفينة حربية مزودة، بألف وخمسين مدفعا، وعليها 8 آلاف و200 بحارا.
بدأت المدافع تفتح نيرانها منذ الساعة الثالثة مساء أول أغسطس حتى الساعة الثانية عشرا من اليوم التالى 2 أغسطس 1798م، وتحطم فى الموقعة أسطول نابليون بونابرت، ومات قائد أسطوله وتولى بعده القيادة "فلنوف" الذي استطاع الفرار من المعركة بأربع سفن حربية فقط بأعجوبة واتجه بها إلى مالطة، وقد مات من الفرنسيين نحو 4 آلاف بحا ، أما الآخرين فقد أسرهم الإنجليز فى الإسكندرية، ولم يفقد الإنجليز فى المعركة سوى 218 جنديا فقط، وبلغ عدد الجرحى 700 فقط.
وبهذه المعركة فقدت فرنسا هيبتها فى البحر، وأصبح اتصال الحملة الفرنسية بفرنسا متعذرا ولم تصل أنباء المعركة لنابليون إلا وهو فى الصالحية يوم 13 أغسطس فاستشاط غضبا وغيظا أهالى المنطقة من المصريي،ن طرقت أسماعهم المدافع وشاهدوا ألسنة اللهيب وهى تشتعل، وأعمدة الدخان وهى تتعالى فى السماء، وتناقل المصريون فيما بينهم نبأ هزيمة الفرنسيين، وبات نابليون بونابرت مكسور الجناح، حيث لم يعد نابليون قادرا على ضمان وسائل الاتصال بينه وبين قواده؛ لهذا أمر بتعيين 3 فرق من اليونانيين ومهمة هذه الفرق حراسة عربات البريد فى الطريق بينه وبين سائر الحاميات، وجعل مراكزها فى القاهرة، ودمياط، ورشيد.
أما المصريون فقد قرروا مواصلة الثورة بعد موقعة أبوقير؛ لتنشب الثورة الكبري فى البحيرة، وينقلنا العلامة المؤرخ محمد محمود زيتون لتحركات نابليون بخرائط قديمة نحو بركة غطاس، حيث أقام معسكره، وأمر بالاتجاه نحو سد أبوقير وترعة المحمودية، وقد هُزم نابليون قوات مصطفى باشا ليسترد نابليون أنفاسه بعد هزيمة أبوقير
وينقلنا زيتون إلى حوادث البحيرة وتحالف الإنجليز والأتراك ضد الفرنسيين، حيث تم كسر سد أبوقير فى إبريل عام 1801م، حيث طغت مياه البحر على مساحة كبيرة من البحيرة فأتلفت الزروع ودمرت القرى، وذلك لقطع خطوط المواصلات على مينو وحاميته، وقام البريطانى سبنسر بعد كسر سد أبوقير بعمل استحكامات فى القلعة المربعة شمالى رشيد وعززها بـ4 آلاف تركى، ومضي إلى الرحمانية حتى بلغ الجيزة، ووصل مراد بك من الصعيد ليدرك القوات التركية فى معسكر أبوقير، ولكن الفرنسيين كانوا قد ولوا الأدبار ، فيما استمر المصريون فى النضال والثورة لنيل الحرية.
موقعة أبى قير موقعة أبى قير