لم يعد الحديث عن نهاية العالم مقصورًا على تنبؤات السينما العالمية، بل إن كورونا ألهبت خيال البشر أنفسهم ودفعتهم إلى "توهم" نهاية العالم..
ها هو شاب إسباني يبث مقاطع فيديو عديدة على شبكات التواصل الاجتماعي يزعم فيها أنه يعيش في العام 2027 بمفرده بعد "انقراض البشرية"!..
هى قصة فريدة وغير متوقعة وبالطبع مستحيلة ومثيرة بطلها شاب يستيقظ وحيدًا في مستشفى ويعتقد أنه في العام 2027، حيث تشير الساعات الرقمية والأجهزة الإلكترونية إلى ذلك التاريخ!
"اسمي خافيير وأنا وحدي في العالم".. هكذا قدم صاحب حساب "الناجي الوحيد" على موقعي "تيك توك" و"إنستجرام" نفسه لمتابعيه.
ويواصل "استيقظت للتو في المستشفى ولا أعرف ما الذي كان يحدث. اليوم هو 13 فبراير 2027 وأنا وحدي في المدينة".
الشاب بدأ يستخدم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي أشارت جميعها إلى أنه يعيش في عالم 2027، ويستخدم مواقع التواصل الاجتماعي ليتواصل مع البشر الذين ما زالوا في عام 2021!!.
وتوالت مقاطع الفيديو التي ينشرها الشاب الإسباني ولم يُظهر وجهه لمتابعيه، والتي تُظهر مراكز التسوق والشوارع وحتى الشواطئ الخالية تمامًا من البشر والكائنات لإعادة لتأكيد رسالة مفادها أنه في ذلك المستقبل؛ حيث "انقرضت البشرية"!
مقاطع الفيديو الخاصة بخافيير، نالت ملايين المشاهدات، وحظيت بأكثر من 5 ملايين متابع على موقع التواصل الاجتماعي لمتابعة تحديثاته من الموقع الذي يوجد فيه "فالنسيا ـ إسبانيا".
ولأن الأمر برمته لا يخرج عن وحي الخيال، فمن الطبيعي أن يشكك كثيرون على مواقع التواصل في هذه القصة، ويرصدون في ذلك عددًا من الملاحظات منها، كيف تستمر خدمات الكهرباء والإنترنت في العمل إذا لم يكن هناك أشخاص يعملون على تشغيلهما، كما أنه لا يمكن أن يقف على تصوير وتشغيل الفيديوهات شخص واحد!
لكن كيف لهذا المدون الأسبانى بمقاطع الفيديو الخالية من البشر والحيوانات؟
يشكك البعض فى أن الموضوع قد يكون مُجرد خدعة إنتاجية أو أنه كان يختار أوقات تكون فيها الشوارع فارغة أو حتى أن الفيديوهات تم تصويرها خلال فترة كورونا، إلا أن الشاب قبل التحدي والتقط فيديوهات بأوقات متباينة ومن أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان وكانت الصدمة أن الشوارع فعلا فارغة، ومنها أن المستشفى الذي كان فيه بدا خاليًا، كما أنه دخل المراكز الأمنية وحتى القصر الإسباني المعروف بحراسته المشددة وكلها كانت فارغة، خصوصًا أن تواريخ الشاشات كانت كلها تشير إلى 21 مارس 2027.. لذلك الأمر لا يزال مثيرًا للفضول، كيف فعلها خافيير؟
الطريف فى الأمر أن الشيء المثير للاهتمام في الوقت الحالي لن يكون اكتشاف المغالطة، وهو أمر واضح لا يقبله عقل من يخاطبهم اليوم فى عالم 2021، ولكن مرة أخرى: كيف تم بناء هذا الواقع لأن مقاطع الفيديو رائعة..
قصة خافيير دفعت شركتي إنتاج إسبانية وألمانية، لتقديم القصة في مسلسل تلفزيوني، على اعتبار أنها مذهلة بما حوته من غموض ومغامرة وخيال علمي لاقت اهتمامًا عالميًا بسبب جماليات مقاطع الفيديو الخاصة بها، والتي لا يظهر فيها الأشخاص أو الحيوانات، ما يضفي عليها مصداقية، حتى وإن كانت زائفة..
ربما يكون الأمر في النهاية خدعة إنتاجية، كما يعتقد البعض، لكنه في الحقيقة يلهب مشاعر الناس في متابعة هذه النوعية من "الخيالات"، وربما كانت بداية لتوهم الكثيرين بنسج قصص من هذا القبيل، وإن كان تخيلًا لمستقبل حالم على سبيل الهروب من واقع مرير.
لكن بأي حال لا يمكن قبول وجود عالم خال من البشر حتى وإن كان جنة، فـ"جنة من غير ناس ما تنداس"، كما يقول المثل، فصخب الحياة سيظل قائمًا، وذلك هو "طعم الحياة وملحها" رغم أنف الكورونا وتوابعها..